حاوره: مروان أنعم
تمكنت حركات المقاومة الفلسطينية ومن خلال الانتصارات التي سجلتها مؤخراً على كيان العدو الصهيوني، من إفشال عمليات التطبيع والهرولة المخزية التي تروج لها دول التخمة النفطية، بل إنها فرضت واقعاً جديداً أرغم العدو وأذنابه في المنطقة على التفكير مجدداً في أن الصفقات الفاشلة التي أبرمت ومنها صفقة القرن، لن تمر أبداً طالما وأن هنالك رجالاً مجاهدين وأحراراً، أحرقوا في أيام معدودة، سنوات من الأوهام القائمة على الخرافة والعنصرية.. إن معركة "سيف القدس" وما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصارات سياسية وعسكرية واستراتيجية أكدت فيها وحدة الشعب والقضية والأرض من خلال الترابط بين القدس وغزة والضفة وكافة التراب المحتل، في الرد على جرائم الاحتلال في الأقصى وحي الشيخ جراح، بالإضافة إلى المتغير الجديد المتمثل في أن حركات المقاومة الفلسطينية هي التي باتت تحدد ساعة الصفر لانطلاق العمليات واستهداف الكيان الغاصب.
ومن منطلق الحرص في استطلاع رأي صانعي ذلك النصر، فقد أجرت صحيفة "لا" حواراً قصيراً مع ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في اليمن الأستاذ معاذ أبو شمالة.

لا سبيل لإعادة الحق  إلا بالمقاومة
 •  كيف تصف مجريات الانتصار الأخير للمقاومة الفلسطينية على كيان العدو؟ وكيف سينعكس في إطار الصراع القائم مع العدو الصهيوني؟
- القدس هي محور الصراع بيننا وبين العدو المحتل، وقد ظن العدو الصهيوني كما أوهمه "ترامب" أن القضية الفلسطينية آن لها أن تغلق، ولكن حسب المزاج الصهيوني، فتبجح واستخف بالشعب الفلسطيني وبدأ بإجراءاته لفرض الأمر الواقع، ولكن أهلنا في القدس وقفوا وقفة شجاعة نيابة عن الأمة في التصدي للعدو الصهيوني وأطماعه، وما كان للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام أن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى المحاولات الجادة لتغيير الوقائع في القدس والأقصى وبالقوة، فكانت هذه الجولة مع العدو والتي تناغم معها كل الفلسطينيين معلنين أن خيار المقاومة هو خيارهم وأن لا سبيل لإعادة الحق إلا بالمقاومة.
إن هذا الأداء المميز للمقاومة في الميدان ودعمه من كل شرائح الشعب الفلسطيني ووقوف الأمة من شرقها إلى غربها مع المقاومة في مسيرات هزت العالم الإسلامي أرسل رسالة واضحة للعالم الظالم الذي يدعم الكيان الصهيوني أن الشعب الفلسطيني ومن خلفه مليارا مسلم لن يفرطوا في أقصاهم، وأنهم باذلون في سبيل ذلك كل ما يستطيعون، وأنهم عازمون على كنس الاحتلال وإزالته من أراضينا المقدسة بكل الوسائل المتاحة.

المقاومة تراكم القوة
• هل تم تثمين جهد المقاومة الفلسطينية والدعم الذي قدمته دول محور المقاومة في صناعة ذلك النصر؟
- إن المقاومة منذ عام 2014 وهي تعد العدة وتراكم القوة وتطور سلاحها. وبالرغم من كل الحصار المفروض عليها، فإنها اليوم عندما قدمت هذا الأداء المشرف ما كان لها أن تصل إلى هذا المستوى إلا بفضل الله أولاً ثم بجهود أبناء فلسطين المجاهدين، ثم بدعم الأحرار الخيرين من هذا العالم، وأخص بالذكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت وظلت تدعم المقاومة بعد أن جبن البعض وبخل البعض الآخر. نحن شركاء في هذا النصر، والباب مفتوح للدعم لكل الخيرين من هذه الأمة ولمن يريد أن ينال شرف المشاركة في تحرير أرضنا ومقدساتنا.

محاولات خبيثة
• كيف تمت ترجمة ذلك الانتصار سياسياً؟
- هذا العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وعندما برزت المقاومة بهذه القوة واستطاعت صواريخها أن تدك كل أرجاء فلسطين المحتلة وبعد أن فشلت منظومتهم (القبة الحديدية) في اعتراض 50% من هذه الصواريخ، كان لزاماً على هذا الكيان الغاشم وداعميه أن يحاولوا إرسال رسائل إلى المقاومة تبحث عن حلول وسط، ولكن أهداف المقاومة ومبادئها ثابتة ومحددة، وهي أن فلسطين بالنسبة لنا هي فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، وأن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية.
فكانت هذه الأصوات من هنا أو هناك تدعو للاتصال بـ"حماس" وبالمقاومة في محاولة خبيثة منهم لسرقة هذا النصر وتقزيمه بموضوع الإعمار لقطاع غزة، ولكن الشعب الفلسطيني وقياداته الحية واعون لمثل هذه التحديات.

الرهان على الشعب اليمني
• ما الذي قدمه المتغير الثوري اليمني من إضافة إلى محور المقاومة؟
- إن الشعب اليمني وعلى مدى تاريخه شعب حر لم يخضع للمستعمر طيلة عمره، وكل المحاولات لتطويعه باءت وستبوء بالفشل، وإن الشعب اليمني الثائر سيظل سائراً في دعم الحق الفلسطيني بكل ما أوتي من قوة، وسيظل داعماً للمقاومة وعلى كل الصعد، وإن هذه النفسية العالية هي التي يراهن عليها في تحرير فلسطين إن شاء الله.

في خدمة القضية
• كيف تنظرون إلى الدور اليمني في خدمة ودعم القضية الفلسطينية؟
- الدور اليمني مؤازر للحق الفلسطيني وداعم له، ونحن نشعر بذلك ونقدره ونثمنه، وما موقف السيد عبدالملك الحوثي في مبادرته لمبادلة الطيارين السعوديين الأسيرين مقابل المعتقلين الفلسطينيين في السعودية ومبادرته لجمع التبرعات لحركات المقاومة إلا شيء ظاهر في خدمة القضية الفلسطينية. ونحن من هذا المبدأ نقدم لكم كل الشكر، ومن لا يشكر الخلق لا يشكر الخالق.