دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
أن تكون بطلاً للجمهورية في رياضة من أشرس وأصعب الرياضات والتي تتطلب جهداً بدنياً وعضلياً وتنافس أبطال عالميين وتتغلب عليهم، فإن ذلك إنجاز عظيم لك ولبلدك.
شادي قاسم، أحد أبطال رياضة كمال الأجسام على المستوى المحلي والدولي، صاحب طموح كبير جعله يكسر حاجز الإصابات لتحقيق هدفه الأسمى، ليصل بعدها هذا البطل الذي ينتمي لأسرة فنية مرموقة، أن يكون صاحب فكرة الفتنس وأول رياضي يمني يعمل على مشروع تدريب وصناعة وتأهيل الأبطال ودعمهم.
صحيفة "لا" كان لها مع البطل شادي حوار خاص مليء بالتفاصيل منذ البدايات وصولاً للبطولات وحصد الألقاب والتألق.
 بداية نرحب بك كابتن شادي في ملحق "لا الرياضي"!
- مرحبا بك أخت دنيا ومرحبا بصحيفة "لا"!

رياضي في عائلة فنية
 ممكن تعطينا نبذة تعريفية عنك: ميلادك، دراستك، هواياتك؟!
- شادي محمد أحمد قاسم، مواليد 16 أكتوبر 1984، أكملت دراسة الثانوية العامة وحاصل على العديد من الشهادات في التجارة وإدارة الأعمال واللغة الإنجليزية ودورات في علم الطاقة البدنية. لدي العديد من الهوايات، منها تربية الحيوانات المفترسة، التحديات الصعبة، ألعاب الاكستريم. ولدت في عائلة فنية، جدي أحمد بن أحمد قاسم، ووالدي موسيقار وفنان، ووالدتي الفنانة والإعلامية ذكرى أحمد علي، وأختي الممثلة المعروفة سالي حمادة. أيضاً لدي أقارب أبطال جمهورية في السباحة وألعاب القوى، وهذا ما نمى هواياتي وجعلها مختلفة ومتنوعة.
 متى بدأت الخوض في مجال الرياضة؟ ومن شجعتك؟
- منذ سن السابعة، لأنني كنت أشعر بأني أقل مستوى من أولاد خالتي من ناحية القوة البدنية، وهذا ما دفعني أن أمارس الرياضة بشكل فردي. بعدها التحقت بناد رياضي في العام 1996، وأكثر من شجعني هي جدتي ووالدتي في المقدمة وعدد من الأشخاص.

أول يمني في "الفتنس"
 أول بطولة محلية شاركــت فيهـــا؟ وكيف انطلقت للبطولات الدولية وحصدت الألقاب؟!
- كانت أول مشاركاتي ضمن بطولة الجمهورية للأندية وهي بطولة للكبار، فلم يكن هناك بطولة للناشئين في صنعاء، بعدها توالت البطولات بشكل كبير، ولكن المختلف أنني لم أود المشاركة، فقط كان ما يهمني أن أغير شكل جسدي فعلياً بالطريقة التي يطمح إليها أي لاعب في كمال الأجسام، واحتاج مني هذا الأمر وقتاً طويلاً منذ أول بطولة من أجل أن أتمكن من المشاركة في بطولة دولية وتوسيع خبرتي ومعلوماتي ومعرفتي. آخر بطولة توجت بلقبها كانت في عام 2017.
آمنت بفكري ومستوى أدائي وقررت الوصول لأقصى شيء. وبحمد لله وتوفيقه بدأنا بحصد الألقاب وتغيير الفكر.
 حدثنا عن بطولة الفتنس وكونك أول يمني يخوض منافساتها؟
- لي الفخر أن أكون أول يمني يتكلم عن هذا الموضوع. أتذكر أني تكلمت مع الكابتن أحمد الآنسي، والبطل والكابتن رضوان حيدرة، بأنني قررت أن أحافظ على مستوى جيد طول العام.
أنا من الأشخاص الذين تكسب أجسامهم دهوناً بشكل سريع، خاصة منطقة الخصر والظهر، وكان هذا الأمر يسبب لي إزعاجاً كبيراً، كوني رياضياً، فقررت أن أقوم بعمل دايت حتى أصل لشكل مناسب أكثر، فبدأت أغير فكري وأن أعمل فتنس بأسلوب كمال الأجسام لكن بطريقة أن يكون جسمك متناسقاً دائماً وأن تخلع ملابسك في أي وقت ودائماً تحظى بشكل أنيق والمنافسة فيها جميلة جداً.

أسلوب "شادي ستايل"
 هل توقفت عن المنافسة في البطولات بسبب الإصابات؟ وكيف أثرت على مسيرتك ونفسيتك؟!
- الإصابات هي مصيبة على أي رياضي وأي إنسان. الإصابة لم توقفني عن المسابقات، بل غيرت فكري بالكامل، فبعد أول إصابة في العضلة عام 2010، كثير من الناس أخبروني بأني لن أتمكن من العودة كبطل أو أكمل في هذا المجال، ولكني رفضت وقاومت.
كنت أجتهد وأصر على أن يصبح جسمي أجمل وأكثر تناسقاً، خاصة أن إحدى نقاط قوتي هي ذراعي، حيث أصيبت ولم أكن أستطيع تحريكها، فغيرت من لعبة بناء الأجسام وأظهرت أسلوباً خاصاً بي هو "شادي ستايل"، وهذا أسلوب يقوم على فكرة كيف أستمر فترة أطول في البطولات دون أن يكون لدي إصابات كثيرة.
الإصابات مشكلتها أنها تؤدي إلى ضغط نفسي عالٍ، وخسائر مادية ومعنوية، أيضاً صعوبة في تحريك الجسم، فكيف يكون الشخص ذكياً والتحدي في كيفية أن يكمل التمارين ويصل لأقوى النتائج حتى وهو مصاب ولا يجعل الكل يلاحظ إصابته، ولكن ما أوقفني هي الإصابات.

مع الأبطال خطوة بخطوة
 لديك مشروع "شادي ستايل" لإعداد أبطال الفنون القتالية، وأيضاً تعمل كموديل إعلانات. كيف خططت له؟ وكيف تقيس نسبة نجاحه اليوم؟ وهل مازلت مستمراً فيه؟!
- نجاحي هو أن أي لاعب يصبح بطلاً ويأخذ حقه ليكون سعيداً وتسلط عليه الأضواء. نحن نطلب من الأبطال أن يكونوا بأفضل مستوى، وإذا لم يقدموا الأفضل نظل ننتقدهم ولا نقدم لهم الدعم، فقررت أن أساعد الأبطال، يمنيين أو غير يمنيين، كيف أوصلهم، فقمت بعمل الإعلانات. هناك أشخاص نقوم بعمل التسويق المناسب لهم حتى يقوموا بعمل إعلانات ونستغل مواهبهم الرياضية الممتازة التي يتعبون عليها.
بالتأكيد مستمرون فيها، وآخر أعمالنا إجراء مقابلة مع البطل اليمني محمد جمال، الذي فاز بذهبية بطولة الفنون القتالية في مصر مؤخراً. هذا البطل احترف وهو يطمح لأن يقدم الأفضل، وهناك أبطال كثيرون، يمنيون وغير يمنيين، ساعدتهم عبر التواصل معهم في التمارين وفي التغذية وكنت معهم خطوة بخطوة ولن نتوقف.

السينما والتلفزيون من بوابة الرياضة
 تجربتك في مجال السينما والتلفزيون كممثل ومقدم برامج، هل قد تجعلك تترك المجال الرياضي وتتجه اتجاهاً آخر؟
- بالعكس، تجربتي في هذا المجال أثبتت لي أن فكري يسير في المجال الصحيح، وآمالي وكل شيء خططت له يسير بشكل صحيح. هذا المنبر يجعل الشخص يستمر، فالكل يتابعك ويشاهدك من مختلف الفئات العمرية، فأنت قادر أن توصل رسالة، وأنا الحمد لله وصلت من مجهودي كبطل رياضي ومدرب وهو ما أوصلني للسينما والتلفزيون وتقديم البرامج، لأن هذا من هواياتي. مثلت في مشاهد من فيلم "رية وسكينة" مع الممثلة القديرة وفاء عامر، وفيلم لقطة اختطاف أكشن مع الممثل عبدالله السرحان، ومع بيومي فؤاد في مسلسل "الديك الأزرق"، وعملت مشهداً في مسلسل سعودي اسمه "ذئاب الوادي"، كما عملت في برامج يمنية وتشرفت بالعمل مع شقيقتي سالي حمادة في مسلسل "رحلة ذهاب" وأديت فيه دور رياضي وهو الكابتن شادي.
قررنا في الأكاديمية أن نؤهل الممثلين من خلال أداء لقطات الأكشن، وهذا ما ساعد في شهرتي في مصر واليمن وأكثر من بلاد، فنحن نتحكم في جسد الممثل، متى ينحف ومتى يزيد وزنه خلال فترة تصويره للمشاهد، وهذا إنجاز عظيم.
 هل كان سيختلف الأمر لو بقيت في الوطن؟
- بفضل الله ومجهودي المتواصل، وصلت لما وصلت إليه اليوم عندما كنت في اليمن، ولكن ما أضاف لي كثيراً هو انتقالي إلى مصر. هناك تحتك بلاعبين وتكتسب الخبرة، فاللاعب والرياضي يحب أن يحارب الظروف التي يعيش فيها، وإذا سمحت له الفرصة للسفر يسافر، ولو لم يتمكن فالإنترنت والعلم لا ينحصر في مكان واحد أو دولة واحدة.

نجوم واعدون
 كيف تصف رياضة الفنون القتالية اليوم وأبطالها في اليمن؟ وما الذي تفتقده؟
- الفنون القتالية في اليمن من أشهر الرياضات، وكنا نحقق فيها إنجازات مشرفة لليمن، لذلك من المهم الاهتمام الإعلامي، يجب أن يكون للأبطال ثقافة أكثر وكذلك اللغة والكلام والتواصل مع الناس يكون أكثر هدوءاً وأخلاقاً، فمهما كانت هذه الرياضة شرسة إلا أنها تعتمد على الأخلاق الرياضية في المرتبة الأولى. وزد على ذلك لدينا في اليمن أبطال واعدون نأمل أن يكرمهم الله ويحققوا لنا بطولات أكثر.

شعور بالفخر
 شادي قاسم بطل الجمهورية في وزن 75 و80 كجم. صف لنا شعورك بنيل اللقب؟ وما الذي أضافه له؟ وكيف حضرت لهذه البطولة؟
- كان شعوراً جميلاً جداً ولا يوصف، هناك من يحضر لبطولة من 3 إلى 4 أشهر. أنا حضرت لها 8 أشهر، ولم تكن أطول مدة، كانت هناك بطولة دولية حضرت لها 3 سنوات، ولكني تلقيت إصابة بعدها.
شعور بالفخر أن تكون بطلاً على مجموعة من الرياضيين المنافسين، عرباً وأجانب. لقد أثبتت لي أني أسير على الطريق الصحيح رغم الإصابات. أيضا العلم والالتزام والاجتهاد والمثابرة والثقافة والعمل من أجل الوصول لأشياء نطمح لها.
 هل لديك خطط أو مشاريع قادمة تود الإفصاح عنها ولأول مرة عبر صحيفة "لا"؟
- نعم، نفكر بافتتاح صالة ألعاب (جيم) لتضم هذه المواهب ويتم تشجيعهم بكل ما لدينا من إمكانيات، مادياً أو معنوياً أو فكرياً وإعلامياً، أن نقدمهم بطريقة أفضل وبصورة تليق بهم كرياضيين، نقوم بعمل شيء يكون منبراً لكل الرياضيين وبداية لإيصالهم إلى تحقيق أحلامهم.
 كلمة تود قولها في نهاية الحوار...؟
- شكرا لصحيفة "لا" لإجراء هذا الحوار معي، وأشكر جدتي (رحمها الله) لدعمها لي خلال الفترات الماضية، وأمي الغالية وعائلتي التي عرفت معها كيف أجري وراء حلمي وأؤمن به. شكراً على تحملهم لي وتشجيعهم لي كثيراً حتى أصل وأكمل رياضتي، وشكراً حتى للأشخاص الذين لم يؤمنوا بي وسببوا لي الإحباط من أجل أن أشعر بتحديات أكثر، والفضل الأكبر لله لتوفيقه لي ولما وصلت إليه في وقت كنت أعتقد أنني لن أصل. أيضا شكر لزوجتي الغالية التي وقفت معي في كل شيء، وللأصدقاء، وكل من وقف معي طوال الوقت.