حاورته:دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
أن تمتلك خبرة كافية من أجل قيادة منتخب وطني وتضع فيه كل خبراتك وما اكتسبته خلال سنوات اللعب والتدريب ليس بالأمر السهل. وليس من السهل أيضاً أن تكون جريئاً في تصريحاتك وكلامك فيما يخص الرياضة دون خوف أو تردد.
الكابتن محمد البعداني أحد أهم وأكفأ المدربين الوطنيين الذين استطاعوا ترك بصمة مميزة في مختلف المنتخبات العمرية، وبالذات بعد أن أثبت وجوده وإمكانياته الكبيرة من خلال قيادته لمنتخب الناشئين الذي قدم أداء مذهلاً جعل الجماهير اليمنية تطلق عليه "منتخب الأمل الجديد".
صحيفة "لا" زارت ملعب الحبيشي والتقت بالكابتن محمد البعداني، المسؤول حاليا عن اختيار منتخب البراعم في عدن، وأجرت معه حواراً خاصاً فتح فيه النار على اتحاد كرة القدم, وكشف قرار إقالته من الجهاز الفني للمنتخب الوطني للناشئين, وتفاصيل أخرى.

 في البداية نود التطرق إلى تكليفك للعمل كمساعد مدرب منتخبنا الوطني للناشئين الذي تأهل منذ عامين عن مجموعة الدوحة للنهائيات الآسيوية...؟
- في البداية أرحب بك العزيزة دنيا وبصحيفة "لا" وملحقها الرياضي.
عندما كانت اللجنة الخاصة بالمنتخبات برئاسة عبد الفتاح لطف، وهو عضو مجلس الاتحاد العام لكرة القدم, تم طرح تصور لمدربي المنتخبات: أمين سنيني وشهيم النوبي مساعداً له, وللمنتخب الأول سامي نعاش رحمة الله عليه وأحمد علي قاسم مساعداً له, لم يكن لنا وجود أنا والكابتن النفيعي. تم طرح الأسماء الأساسية والبدائل، وفي حال اعتذر شخص يتولى الآخر مهمة تدريب المنتخب.
السنيني كان المرشح الأول لتدريب منتخب الناشئين، وأنا كنت الاحتياط. عندما قدم السنيني اعتذاره كان من الطبيعي أن أكون أنا المدرب المرشح مباشرة، لكن هذا الأمر لم يعجب حسن باشنفر، وهو الرجل الأول والأخير من حيث الإدارة وتفاصيلها في اتحاد الكرة ويترك الفتات لحميد الشيباني, لذلك أصر أن يكون النفيعي مدربا وأنا مساعده، برغم أن وضعي وكفاءتي لا تسمح أن أكون مساعد مدرب، ليس انتقاصاً من المدرب محمد صالح النفيعي لكن هذه الحقيقة.
تواصل معي الكابتن عبدالله فضيل مدير اللجنة الفنية بالاتحاد, حاول عدة مرات وضغط عليَّ من أجل الموافقة وتمكن من إقناعي بكلام مزيف، بعدها أدركت أن الكلام مرتب له وكان كميناً لي.
ومع هذا وللأمانة كان الكابتن النفيعي يتعامل معي كأني المدرب الأول للفريق، وهذا ما شجعني وجعلني أستمر.
 يعتقد البعض أن تصريحاتك ضد العيسي واتحاد الكرة خلال الفترة الأخيرة كانت نتيجة إقالتك من منتخب الناشئين...؟
- لا، ليس هذا السبب. إنهم يعرفونني جيدا ومتعودون أنني لا أسكت على الباطل. هذا الكلام يعرفه العيسي شخصيا ووجهته له في التكريم الأخير وقلت: "ليش كل هذه الهيصة؟!" ولماذا لا نرى ربعها في فترة الإعداد؟! للتوضيح أنا لا أنتقده كشخص بل أنتقد فقط آلية العمل. بكل صدق أنا لا أحترم عملهم في الاتحاد، لأنهم مجرد عصابة لا يؤمنون بكفاءات، لا يعينون الشخص الأجدر, فقط يتعاملون بعنصرية، وأنا عانيت منها، فقد قطعوا عني بدل التغذية عندما كنت أنزل للمحافظات من أجل أن أحضر لاعبين للمنتخب, ومنهم باشنفر.
عندما كنت مدربا لمنتخب الشباب عام 2015 كان راتبي بالعقد 2500 دولار, لكن حسن باشنفر وحميد شيباني أصرا أن أستلم راتبي بسعر البنك! هل هذا عمل يحترم؟! وهل هؤلاء بشر يخافون الله بالكوادر؟! لقد قاموا بسلب حقي، حتى أنهم أعانوا رئيس ناد على سرقة حقوقي المالية، لأنهم كانوا يريدون أن يشتروا صوته بعد أن كان هناك حديث عن انتخابات للاتحاد. ما أريد أن أوصله أنه تم محاربتي بكل الطرق مع أن هناك مدربين آخرين يقومون بدعمهم حتى النخاع.
 وماذا عن دعم العيسي وادعائه الصرف من جيبه على المنتخبات؟
- العيسي بإمكانه توفير كل شيء للمنتخب، لأنه تاجر كبير ويصرف على الرياضة والمنتخبات مبالغ ضخمة, لكن المشكلة أنه وضع عصابة حوله. أكثر من مرة يخدعه المستشارون بأخذ بدل سفر كبير عندما يشاركون في أي بطولة كأعضاء اتحاد. عندما كنا في قطر مع منتخب الناشئين قبل عامين استلمت 400 دولار كمدرب بينما عضو الاتحاد كان يستلم 1200 دولار. لا توجد أي مساواة في الأجور، حتى في حال فوز المنتخب المكافآت من أي جهة هي المبالغ نفسها.
أوجه سؤالاً للعيسي: من الذي يبحث عن الإنجاز نحن أما أعضاء الاتحاد؟! للأسف هم لا يبحثون سوى عن المشاركة من أجل أن يستمر الدعم، بينما نحن، المدربين واللاعبين، ومعنا الجماهير نبحث عن الإنجاز فقط.
 كيف تقيم الأداء مع منتخبات الناشئين؟ وما الذي تحتاجه فرقنا الوطنية؟
- ليس فقط منتخب الناشئين، كل فئات المنتخبات بحاجة لقيادة تعي أن الذهاب لأي مشاركة دون الاستعداد المطلوب تكون نتائجه كارثية. الدعم مطلوب وأيضاً المعسكرات. عندما كنت مدرب منتخب الشباب عام 2013م سافرنا ببدلات رثة, عندما وصلنا الدمام للمشاركة في البطولة كانت أحذية "كوتشات" الشباب ممزقة ومن المعروف أن المنتخبات تلبس ماركات.
أيضا لا توجد فترات إعداد حقيقية ولا توفير مباريات ودية قوية من أجل خلق منتخب قوي منسجم تتجانس تشكيلته حتى تنفذ أمور تكتيكية بالشكل المطلوب الذي ستلعب به في البطولات. لا يوجد أي شيء من هذا الكلام.
مؤخرا وبعد الفوز العادي للمنتخب الوطني للشباب على أوزبكستان، وهو فوز يعتبر تحصيل حاصل لأن المنتخب خرج من بطولة كأس العرب, تم صرف مكافآت للاعبين والجهاز الفني وتهنئتهم وهات يا اتصالات, برغم أننا في منتخب الشباب في العام 2017 حققنا فوزاً قوياً على تركمانستان في افتتاح التصفيات بنتيجة 3\0, ولم أتلق أي اتصال أو تهنئة من رئيس الاتحاد أو الأعضاء للمباركة ولم نحصل على مكافآت ولم نستلم بدل السفر إلا قبل مباراة السعودية الأخيرة.
 توقف النشاط الرياضي في الوقت الحالي كيف يؤثر على اللاعبين؟
- أولا أتمنى من مؤسسة الشباب والرياضة أن تهتم بالأندية بدلا من اهتمامها بالفرق الشعبية. الوزارة مسؤولة عن الأندية بشكل عام وبعدها الاتحادات. أن تدعم الفرق الشعبية فهذا شيء جيد، لكن يجب أن يكون الاهتمام الأول بالأندية.
بالنسبة لكورونا هذه الجائحة أكبر شماعة علقت عليها توقف الأنشطة الرياضية. الناس في أوروبا عادت للملاعب والجماهير للمدرجات وفي كرة السلة الامريكية الجمهور متواجد داخل الملعب. نحن قادرون على إقامة بطولات مع أخذ الحيطة والحذر، لكن هم لا يريدون أن يعيدوا النشاط, والضحية هم اللاعبون والمواهب، لأنه إذا توقفت الرياضة معناه أن يتجه الأطفال والشباب للمخدرات وللجرائم والفراغ وأشياء خطيرة، وهذا ما لا نريده أن يحصل، لذلك نطالب مرارا وتكرارا بعودة النشاط الرياضي.
 حاليا تم تعيينك لاختيار منتخب عدن للبراعم...؟
تم اختياري بسبب خبرتي من أجل اختيار منتخب براعم عدن بهدف تطوير بطولات الدوري الخاصة بالبراعم والناشئين وأفضل لاعب بعد كل مباراة وهذا حاليا ما أقوم به.
برأيي أن الأخ أكرم السياري برأسه مشاريع رياضية كبيرة ستسهم بعودة عدن كرائدة في كرة القدم على مستوى الجمهورية إذا وجد التعاون من جميع الأندية. الرجل لن ينجح إلا بتعاون الجميع. وأنا أتمنى أن تتضافر الجهود من أجل أن نساعده في إنجاح وتطوير الرياضة والعودة بها للواجهة كما عهدناها على مستوى الجزيرة العربية.
لدينا مواهب كثيرة وكل يوم أكتشف وأراقب ذلك. البنية التحتية موجودة والخامات موجودة في عدن وفي اليمن عامة، ولكن بحاجة لمن يصقلها، وخصوصا من قبل الأندية, لكن وللأسف الأندية مهمشة هذا الدور بالنسبة للفئات العمرية.

مسمار جحا
 كابتن، لكن قد يكون افتقار الأندية للإمكانيات المادية العائق الرئيسي للاهتمام بالفئات العمرية...؟
أعتبر مسألة الإمكانيات مثل مسمار جحا. يمكن وبأقل الإمكانات أن تسهم الأندية في الاهتمام بالبراعم والناشئين. هم فقط يحتاجون أحذية وبدلات رياضية وكرات للعب. هل من الصعب أن يوفرها النادي؟! هم يركزون دائما على الفريق الأول، وهذه هي المصيبة, التأسيس والعمل المؤسسي غير موجود إطلاقا سواء في الأندية أم الاتحاد العام.
 كلمة أخيرة عبر صحيفة "لا"...؟
أتمنى من كل الأطر الرياضية، سواء كانوا مدربين أم لاعبين أم إداريين، أن يتحرروا من عبوديتهم. كلنا يهمنا الوطن والرزق على الله وليس على شخص. عليهم أن يقولوا الحقيقة أو يظلوا في البيوت. إذا أرادوا أن يعملوا في المجال الرياضي يجب أن يكونوا بمنتهى الشجاعة والوضوح دون خوف أو تردد أو سكوت.
أيضا لا بد من تعاون الجميع في المجال الرياضي من أجل عودة الأنشطة والمسابقات والبطولات, والعمل على بناء فريق متكامل، بدءا من الفئات العمرية ووصولا لمنتخب أول قوي قادر على المنافسة وتحقيق إنجازات كبيرة للوطن.