حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
من حديثها تستشفُ عبير الورد ورائحة الزهور، تبهرك لمساتها الأنيقة وهي تنسق وتشذب أزهار الزينة في أصصها الخاصة بها وتقدمها لزبائنها، فخورة جداً بأنها تمارس مهنتها عن علمٍ وتخصص جامعي، رغم أن هذه التخصصات جديدة على مجتمعنا إلا أن هؤلاء الفتيات الطموحات اقتحمن هذه المجالات الخلاقة بقوة وأثبتن جدارتهن فيها، لم تكتفِ بذلك سلمى عبدالكافي العماري خريجة قسم (بساتين وغابات) ـ كلية الزراعة - جامعة صنعاء، بل صارت صاحبة أشهر مشروع في اليمن تحت مسمى (Nilover) وهو عبارة عن بيع نباتات الزينة وتنسيق الحدائق، واستشارات زراعية عبر صفحة خاصة بنفس التسمية، وهنا تواصل «لا» إفراد مساحات خاصة لفتيات اليمن المبدعات واللائي من خلال طموحاتهن العظيمة والنادرة سيزداد الاقتصاد الوطني وبالعملة الصعبة إذا ما وجدن الاهتمام والرعاية من قبل الجهاتِ المختصة، كونوا مع سلمى وتفاصيل اللقاء بها ضمن السياق التالي...

لهذه الأسباب اخترت تخصصي
 قسم «بساتين وغابات» تخصص جديد خصوصاً للفتيات في مجتمعنا الذي حصر الفتاة في تخصصات محددة. هل بالإمكان أن تتحدثي لقراء «لا» عن اختياركِ وكيف جاءتكِ الفكرة؟
 تخصص البساتين جميل لكل فتاة وبالذات الفتاة اليمنية. دائماً المرأة اليمنية بطبيعتها تحب الكاذي، والريحان، والفل، وتتزين به وتزين بيتها، فكيف لا تضيفه قسماً لدراستها؟ كما أن النباتات والأزهار متنفس الحياة وفيها الأمل وتجدد الحياة وتسعد النفس والروح، لتلك الأسباب اخترت دراسة هذا التخصص.
 
ثقة وحرية الاختيار
  هل كان ترحيب الأسرة بالفكرة ودعمها مشجعاً، بخاصة أن عملك يتطلب منكِ الذهاب لتنسيق وتشجير أماكن خاصة؟
 أسرتي أسرة متعلمة ومثقفة تعطي للبنت الثقة وحرية الاختيار طالما وهذا الطريق صحيح، وهي أول المشجعين لي ولعملي والمساندين لي من حيث الحضور والمشورة، والمساعدة لعملي.

نشاط مدعّم بالعلم
  من خلال الاطلاع على مشروعكِ «نيلوفر» لبيع نباتات الزينة والهدايا وتنسيق الحدائق، والصفحة الخاصة به في «فيسبوك»، وجدنا أنها مليئة بالجمال والأفكار الرائعة. هل تخصصكِ الجامعي أضاف لكِ الكثير لتكون انطلاقتكِ مدروسة؟
 نعم أضاف لي الكثير، وهناك فرق بين مزاولةِ النشاط عن علم ومعرفة، والارتجال، لذلك أنا أمارس هذا النشاط عن علم ومعرفة.

جميعها أنشطة خاصة
  لاحظنا أنكِ تهتمين أيضا بتنسيق الحدائق والفلل والبلكونات... هل شاركتِ في فعاليات تنسيق وتشجير وطنية؟ أم جميعها خاصة؟
 جميعها خاصة، ولم تتح لي الفرصة بالمشاركة في مرافق الدولة، ومع ذلك في حال أتيحت لي الفرصة لن أتردد.

نشر ثقافة التشجير
  هل ساعدكِ مشروعكِ بتحسين دخل أسرتكِ؟ وما هي نصيحتكِ لمن يمتلكن مساحات زراعية واسعة ولديهن المال للاقتداء بفكرتكِ، بالذات من يدرسن نفس تخصصكِ الجامعي؟!
 مازلت في خضم تحسين الدخل كوني مازلت في بداية المشروع، والبداية تعتبر أكثر من جيدة، لكن الدخل المادي لم يكن الغرض الأول من المشروع، وإنما نشر ثقافة التشجير بين أفراد المجتمع. نصيحتي لكل طالبة في هذا التخصص أن تستغل الفرصة وتجعل من دراستها باباً لتحسين الشتلات والبذور، وأن تستغل علمها ومعرفتها في تطوير تخصصها وعملها.

مركز بحوث زراعية خاص
  ما هي طموحاتكِ في المستقبل لتطوير وتوسيع مشروعكِ؟
 طموحي أن يكون لديّ مركز بحوث زراعية لإنتاج البذور والشتلات لنباتات الزينة، والخضار والفواكه، وتصديرها إلى خارج البلد لدعم الاقتصاد الوطني.

إضافة لمسات جمالية
  لوحظ أيضا أناقة الأصص التي يتم وضع أشجار الزينة فيها، هل تصممينها، أم أنكِ تقومين بشرائها جاهزة؟
 بعض الأصص تكون جاهزة، والبعض الآخر أضع عليها لمساتي الجمالية.

إدخال الفرح لأفراد المجتمع
  سلمى... بما أنكِ بالعاصمة، هل تحلمين يوما أن تنفذ حملة تنسيق نباتات الزينة على أرصفتها وتكوني إحدى المشاركات فيها؟
نعم أتمنى ذلك لأضفي جمال الطبيعة على جنباتها، ولإدخال الفرح والسرور إلى أفراد المجتمع. 
  بماذا تختمين لقاءنا معكِ؟
 شكرا لـ»لا» التي أتاحت لي مساحة لأتحدث عن مشروعي «Nilover» وطموحي، ومن هي سلمى. وأتمنى من الدولة أن تدعم مثل هذه المشاريع.