حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -
من لا يعرف محمد العزعزي كوبرا الكرة اليمنية اللاسعة للأهداف القاتلة، اللاعب الذي مثل في مرحلة قصيرة 4 أندية هي المجد (الأم) والزهرة وصولا إلى نادي 22 مايو وليد الناديين, قبل أن يختم مشواره مع إمبراطور الكرة اليمنية؟!
مشاهد طويلة مرت من أمام هداف دورينا في منتصف التسعينيات ونجم منتخباتنا وأنديتنا, كلاعب عملاق ورجل مكافح يعتز بتاريخه.
صحيفة "لا" في حوار شيق مع عزعزي الكرة اليمنية وكوبراها اللاسعة للشباك.

 كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟!
- بدأت من الحارة، ثم المدرسة والتحقت بعد ذلك بنادي المجد الرياضي فئة الأشبال وتدرجت حتى الوصول للفريق الأول في الموسم 1986، وكانت أول مباراة لي مع الفريق الأول للمجد ضد وحدة صنعاء وسجلت فيها هدفاً (هدف التعادل) هو الأول لي تهديفياً على مستوى الدوريات اليمنية، وهذه بالملخص بدايتي.
 من المعروف أنك كنت هدَّافا من طراز رفيع...؟
- كنت هدَّاف الدوري في موسم 93/94 بـ19 هدفاً.
 متى جاء التحاقك بالمنتخبات الوطنية؟
- تم ضمي إلى المنتخب الوطني للناشئين أول عام 1988 مع المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو، وشاركنا في التصفيات الآسيوية في الكويت، وسجلت أول هدف للمنتخب في مرمى المنتخب الكويتي، وسجل زميلي خالد باصهي الهدف الثاني. طبعاً انتصرنا فيها بهدفين نظيفين، بعدها مثلت منتخب الشباب حتى الوصول إلى المنتخب الأول.
 لعبت في المجد إلى جوار عمالقة، كيف تصف تلك المرحلة؟!
- كانت لحظة تواجدي منذ البداية مع الفريق الأول للمجد هي لحظة تواجد العمالقة من اللاعبين الأفذاذ أمثال: جمال حمدي، أنور الحرازي، محمد فيضي، حسين جباري... وكثير من الأسماء الكبيرة. أنا حينها كنت مع الأشبال، إذ كان عمري حينها 17 عاماً، وصعدت للعب مع كوكبة المجد في العهد الذهبي للفريق الأول.
 من أكثر من وقف معك وشجعك في لحظة الصعود تلك؟
- الفضل بعد الله كان للكابتن جمال هبة، فقد كان أكثر شخص وقف معي وأهلني لأكون نجماً كبيراً ضمن اللاعبين الكبار المتواجدين في تلك الفترة.
 ماذا عن الموقف الذي هدد حياة المنتخب اليمني في جمهورية أوزبكستان؟
- هذا حصل بالفعل، كنا لحظتها نخوض مع المنتخب الوطني تصفيات كأس العالم، وحققنا خلال ذلك المشوار نتائج جيدة، وكانت أفضل مشاركة للمنتخب الذي كان حينها يضم لاعبين على مستوى عالٍ، وكان يدربنا العراقي حازم جسام. حصلت في البداية حادثة بسيطة للمنتخب في أوزبكستان، وفي إندونيسيا نتيجة لوجود سماسرة التلاعب بالمباريات. وما حصل أن بعض لاعبينا تقابلوا مع هؤلاء الأشخاص، حسب ما سمعنا وقتها، وأخذوا من السماسرة مبلغ 13 ألف دولار كي يخسر منتخبنا من منتخب إندونيسيا، لكن ما حصل أن منتخبنا انتصر في تلك المباراة ووصل الأمر بالمقابل تهديد هذه المكاتب لبعثة منتخبنا حتى بعد مغادرتنا إندونيسيا إلى ماليزيا، بتفجير حافلة المنتخب اليمني، كما بعثوا برسائل أنهم سيلاحقون اللاعبين اليمنيين الذين أخذوا منهم الأموال حتى يتم استردادها، وتم إجراء تحقيق من قبل الاتحاد اليمني وأوقف ثلاثة من لاعبي منتخبنا بعد أن ثبت أنهم استلموا المبلغ.
 ماذا حصل بعد ذلك؟!
- تم تسوية الأمر من قبل الاتحاد ودبلوماسيين يمنيين تدخلوا وتم إرجاع المبلغ لتلك المكاتب الخاصة بمراهنات المباريات، بعدها ذهبنا إلى كمبوديا ولعبنا مع منتخبها، وفي تلك المباراة كان فضل المطار هو الحارس الأساسي لمنتخبنا بعد معاقبة الحارسين المرحوم عارف عبد ربه ومعاذ عبدالخالق، وأنا تم اعتمادي في تلك المباراة كلاعب وحارس مرمى احتياطي.
 كيف هذا؟! لاعب وحارس في آن واحد؟!
- على أساس إذا حدث ما لا يحمد عقباه وأصيب حارس مرمى منتخبنا، فضل المطار، فلا يوجد بديل له سواي؛ كوني كنت أجيد أيضا حراسة المرمى، وللمعلومة بدايتي مع كرة القدم كانت في حراسة المرمى.
 وكيف تغير مركزك من حارس مرمى إلى مهاجم وهدَّاف خطير؟
- هذا ما اكتشفه الكابتن جمال هبة، عندما كنت ضمن الفئات العمرية لنادي المجد، فخلال مشاركتنا في مباراة أمام وحدة صنعاء، كنت أنا حارس أشبال المجد وسجل علينا الوحدة هدف، بعدها استبدلني الكابتن جمال بحارس آخر وأشركني كي ألعب مهاجم، وتمكنت من تحويل خسارتنا بهدف فوز بـ5 أهداف كلها سجلتها أنا.
 ما رأيك بفكرة الدمج التي حصلت لفريق المجد مع الزهرة وشباب حمير وتحوله إلى نادي 22 مايو؟
- في ذلك الوقت كان وضع بعض الأندية سيئاً، إدارياً ومادياً، وعندما طرحوا لنا فكرة الدمج -نحن كلاعبين- كنا معارضين لهذه الفكرة في البداية، بينما الإدارة كانت متحمسة، وفي الأخير حصل خلاف بين ناديي المجد والزهرة حول من يجب أن يتولى رئاسة النادي المدموج من هذه الأندية، وبعدها تراجعوا عن الدمج، وأمامها عدنا كلاعبين لفكرة الدمج ووافقنا وأصررنا عليها، وهذا ما أدى إلى خلافنا مع إدارة نادي المجد وانتقلنا اللاعبين الثمانية الذين اختلفنا مع الإدارة للعب بنادي الزهرة قبل الدمج بسبب هذه الخلافات التي كانت شخصية بحتة وعلى المناصب من قبل الإداريين.
 لماذا اخترتم الزهرة دون غيره من أندية العاصمة؟!
- كانت تجمعنا علاقة طيبة مع الكابتن أمين السنيني، وهذا الذي عزز بقاءنا مع الزهرة، رغم العروض التي تلقيناها من أهلي صنعاء والذي تفاوض معي ومع الكابتن حسين جباري، وأعطونا ورقة على بياض حتى نملي فيها كافة شروطنا، وفي الأخير حصل أن بعض اللاعبين تأثروا بتفاوض أهلي صنعاء معي ومع حسين جباري، وقالوا: نحن خرجنا من المجد مع بعض ويجب أن نكون معاً ضمن فريق واحد، بعدها قررنا أن نكون مع بقية الزملاء ونكون معهم في فريق واحد، وهكذا اتجهنا للعب مع نادي الزهرة.
 كم بقيتم مع الزهرة؟
- بقينا جميعاً مدة تتراوح بين 4 و5 مواسم. وكانت أول مباراة لنا مع الزهرة أمام شعب إب على أرضه وخسرنا المباراة بهدف وحيد، وبعد الدمج مثلنا نادي 22 مايو.
 كيف علاقتك مع إدارة نادي 22 مايو؟
- في البداية كان هناك خلافات قليلة مع إدارة نادي 22 مايو، وتركت النادي وذهبت أختم مسيرتي في الملاعب مع أهلي صنعاء. ومع الأهلي عملت مدرباً ومساعد مدرب، ثم تم تعييني مدرباً في 22 مايو، وحصل خلاف بيني وبين بعض الإداريين وتركت النادي وذهبت للعمل مع وحدة صنعاء كمساعد للمدرب العراقي مهدي مهداوي.
العلاقة لم تكن طيبة مع إدارة 22 مايو، نتيجة لما كان ينقل لرئيس النادي من قبل البعض بأن العزعزي وبعض اللاعبين القدامى يريدون تغيير الإدارة، وهذا ما نتج عنه أن يكون بيننا (اللاعبين القدامى) وبين الإدارة خلافات وتباعد. لكن رغم هذا لم تنقطع اللقاءات بيني وبين الأستاذ علي البروي رئيس نادي 22 مايو، ولاحظت في الفترة الأخيرة حماسته مع اللاعبين القدامى، وحاليا كل يوم جمعة نذهب للعب في نادي 22 مايو، والرجل للحقيقة موقفه السابق اختلف ولا يوجد لديه حالياً مشكلة حول ما إذا كان أي لاعب سابق يريد العمل في النادي.
 بعد مشوار طويل في الملاعب لم نشاهد لك إقامة مباراة اعتزال حتى اليوم...؟
- طبعاً أنا توقفت عن اللعب في الموسم 2005، وفكرت بإقامة اعتزال، لكن تركت الأمر من ذهني، بسبب إهمال الاتحاد الذي يدار من قبل بطانة رئيس الاتحاد العام للاعبين القدامى. كما أن مهرجان الاعتزال يعود أولاً للعلاقات الشخصية للاعب ولإدارات الأندية بالقطاع التجاري الخاص. وتاريخي أولاً وأخيرا لا يسمح لي بالتسول أو طرق الأبواب لإقامة مهرجان اعتزال.
 حالياً أنت تعمل مدرباً رياضياً في مدرسة خاصة...؟
- في الوقت الراهن ونتيجة للعدوان على بلدنا وكل الأشياء الحاصلة في الوطن لم يبق لي من سبل المعاش غير التدريب هنا في مدرسة الثريا، وأنا أعمل مدرباً في هذه المدرسة منذ 12 عاماً. طبعاً مدير المدرسة هو زميل وصديق شخصي لي وهو الأستاذ راشد دحوان الذي طلبني للعمل معه وأبدى عدم ممانعته في وقتها من مسألة ارتباطي مع الأندية. وحالياً في مدارس الثريا أسست شبه أكاديمية وفرخنا العديد من اللاعبين للمنتخبات والأندية، أمثال: عمر الداحي، عمر الطيري، إياد الحنبصي، مروان معياد، ومازن الخولاني... وأغلب لاعبينا يلعبون ضمن فرق وحدة وأهلي صنعاء، كما تمنحهم المدرسة مقاعد مجانية تشجيعاً لهؤلاء اللاعبين المواهب.
 كيف ترى الكرة اليمنية اليوم من خلال المنتخبات؟
- من خلال مشاهدتي للمنتخب الأولمبي في تصفيات آسيا وغرب آسيا الأخيرتين، أتمنى من الاتحاد الاهتمام بهذا المنتخب، وبالذات أنهم قدموا أداءً جيداً، رغم عدم تأهلهم في البطولتين وكانوا سيكونون في وضع أفضل لولا تفريط الاتحاد وعدم مبالاته.
 كلمة أخيرة كابتن محمد...؟
- أشكرك أخي العزيز، وأشكر صحيفة "لا"، وتحياتي لكل العاملين فيها على هذا التميز.