تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
جرائم مريعة بحق المعتقلين والمختفين قسراً في سجون الاحتلال الإماراتي بمدينة عدن المحتلة، كشف عنها مؤخراً تحقيق لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، وتمثلت في عمليات تعذيب واغتصاب يقوم بها ضباط إماراتيون وبمشاركة جنود أمريكيين. تناول التحقيق عمليات التعذيب في خمسة سجون فقط، أحدها سجن بير أحمد الذي ترفض إدارته السماح لذوي المعتقلين بزيارتهم وإطلاق سراح من صدرت أوامر من المحكمة بالإفراج عنهم. 
رفضت إدارة سجن بير أحمد بمدينة عدن المحتلة، أمس، السماح لأسر المعتقلين والمختفين قسراً بزيارة ذويهم. 
وقال عدد من أسر المعتقلين إن المرتزق أحمد غسان العقربي، المعين مديراً للسجن، رفض السماح لهم بزيارة ذويهم المعتقلين في السجن التابع للاحتلال الإماراتي. 
وأفادت أسر المعتقلين والمختفين قسراً بأن العقربي يرفض كذلك الإفراج عن بعض المعتقلين الذين صدرت أوامر بالإفراج عنهم من المحكمة، مطالباً بمبالغ مالية كبيرة.
وتتواصل الوقفات الاحتجاجية لرابطة أمهات المعتقلين والمختفين قسراً في مدينة عدن المحتلة، لمطالبة قوات الاحتلال الإماراتي ومرتزقتها مما يسمى المجلس الانتقالي بالإفراج عن أبنائهن والسماح بزيارتهم، لاسيما وأن الكثيرين منهم يخضعون للتعذيب الوحشي.
وفي السياق، عثر مواطنون في مدينة عدن المحتلة، قبل أيام، على جثة أحد المختفين قسرا في سجن تابع للاحتلال الإماراتي مقتولا بطريقة بشعة.
وذكرت مصادر حقوقية أنه تم العثور على جثة سجين كان معتقلاً في سجن "قاعة وضاح" سيئ السمعة الواقع في منطقة جولد مور، مشيرة إلى أن السجين الذي لم يتم التعرف على هويته خضع للتعذيب حتى الموت.
وأكدت المصادر أن القائمين على سجن وضاح السري تخلصوا من جثة السجين بربط طوبة إلى جثته ورميه في البحر، في محاولة منهم لإخفاء الجريمة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للجثة وهي تطفو على ساحل منطقة المعلا، وعليها آثار تعذيب.
يذكر أن الاحتلال الإماراتي أسس معتقل “قاعة وضاح” السري في 2016، وأوكل إدارته لأحد ضباطه يدعى مطر ويلقب بـ"هتلر".
وكان يدير سجن وضاح قائد ما يسمى "مكافحة الإرهاب" السابق يسران المقطري، المتهم بارتكاب جرائم الاغتيالات في عدن، وأوكلت إدارته مؤخرا للمدعو سامر جندب، وإخضاع المعتقلين والمختفين قسرا للتعذيب أثناء التحقيقات من قبل المدعو فاروق العلبي.

"أسوشيتد برس": ضباط إماراتيون يعذبون ويغتصبون معتقلين
وكشف تحقيق حديث نشرته وكالة "أسوشيتد برس" عن تعرض مئات المعتقلين للتعذيب والإيذاء الجسدي في أحد خمسة سجون تابعة للاحتلال الإماراتي.
وذكرت الوكالة أن "هذه الاعتداءات الجماعية تفتح نافذة لعالم من التعذيب الجنسي والإفلات من العقوبة في السجون التي تسيطر عليها الإمارات في اليمن"، مشيرة إلى أن هناك ما لا يقل عن خمسة سجون تستخدم فيها قوات الاحتلال وأدواتها من مرتزقة الانتقالي التعذيب الجنسي لقمع السجناء وحرقهم.
 ووفقاً لسبعة شهود قابلتهم الوكالة، فإن المئات من المعتقلين تعرضوا لإيذاء جنسي خلال الحدث الذي وقع في 10 أذار/ مارس في سجن "بئر أحمد" بمدينة عدن، مشيرة إلى أن 15 ضابطاً إماراتياً وصلوا ذلك اليوم مع كلابهم إلى السجن وأوقفوا المعتقلين وأمروهم بخلع ثيابهم ثم شرعوا بتفتيشهم بذريعة البحث عن الهواتف الخلوية الممنوعة.
وأضافت على لسان الشهود: "صرخ الرجال وبكوا. أما من قاوم الموقف فهُدد بالكلاب التي نهشتهم حتى النزيف"، مشيرة إلى أن جلاوزة السجن "استخدموا أساليب مختلفة للتعذيب والإذلال الجنسيين، حيث قاموا باغتصاب المعتقلين، فيما صوّر حراس آخرون الاعتداءات".
ويتابع تحقيق "أسوشيتد برس": "بدأت حادثة أذار/ مارس عندما فتح الجنود في الساعة الثامنة صباحاً الزنازن في سجن بير أحمد وأمروا جميع المعتقلين بالدخول إلى ساحة السجن، ثم أجبروهم على الوقوف تحت الشمس حتى الظهيرة. عندما وصلت القوة الإماراتية، كان المعتقلون مكبلي الأيدي وتم اقتيادهم بمجموعات أو بشكل فردي إلى غرفة حيث كان الإماراتيون حاضرين. طلب منهم خلع ملابسهم والاستلقاء ثم تم اغتصابهم من قبل الضباط الإماراتيين".
وذكرت الوكالة أن المعتقلين قاموا بتهريب رسائل ورسومات إليها حول تعرضهم للاغتصاب، حيث تم عمل الرسومات على ألواح بلاستيكية مع قلم حبر أزرق.
وتظهر الرسوم رجلا يعلق عاريا بالسلاسل أثناء تعرضه للصعق بالكهرباء، ونزيلاً آخر على الأرض محاطاً بكلاب زاحفة بينما يركله عدة أشخاص، وتصويراً رسومياً للاغتصاب.
الوكالة خلصت إلى أن هناك أربعة سجون في عدن من بين السجون الخمسة التي عثرت فيها على عمليات تعذيب جنسي، أحدها في قاعدة البريقة، مقر قوات الاحتلال الإماراتي، والثاني في منزل المرتزق شلال شايع، المدير السابق لما يسمى أمن عدن، والمتحالف بشكل وثيق مع الاحتلال، والثالث في ملهى ليلي تحول إلى سجن. أما الرابع فهو سجن بير أحمد الشهير، حيث وقعت فظائع أذار/ مارس.

لأمريكا يد في ما يحدث
وعن مشاركة الجانب الأمريكي في عمليات التعذيب داخل السجون السرية التابعة للاحتلال الإماراتي في محافظات الجنوب المحتلة، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن سجينين قولهما إن جنوداً أمريكيين كانوا متواجدين بزيهم العسكري في السجن، وعلى علم بالتعذيب، فيما ذكر مسؤول أمني كبير في سجن ريان بمدينة المكلا، اشترط عدم ذكر اسمه، أن "الأمريكيين يستخدمون الإماراتيين كقفازات للقيام بعملهم القذر"؛ ما يشير إلى دور كبير للولايات المتحدة وتورطها في عمليات التعذيب.
كما نقلت الوكالة عن مسؤوليْن آخريْن قولهما إن "المرتزقة بمن فيهم الأمريكيون موجودون في جميع المعسكرات والمواقع العسكرية الإماراتية، بما في ذلك السجون، ومهمتهم هي أساسا الحراسة".
وذكرت أن من بين أكثر الجلاوزة وحشية ودموية في سجون الاحتلال الإماراتي شخصاً يدعى عواد الوحش، كان قد تم اعتقاله وتعذيبه قبل موافقته على العمل مع الإماراتيين، والمرتزق يسران المقطري الذي عين رئيساً لـ"مكافحة الإرهاب في عدن"، مشيرة إلى جلاوزة آخرين تم تسميتهم من قبل المعتقلين، وهم ضباط إماراتيون معروفون لدى السجناء من قبل حراسهم: أبو عدي، أبو إسماعيل، هتلر.