حاوره: طلال العامري / لا ميديا -
عاش صيادو الساحل الغربي 7 أعوام من الاستهداف الممنهج لهم من قبل تحالف العدوان الأمريكي «الإسرائيلي» السعودي الإماراتي.
 كما عاشوا في المناطق التي خضعت لسيطرة مرتزقة العدوان ما يقارب 3 سنوات أوضاعاً مأساوية جراء التعسفات التي مورست عليهم من قبل تلك العصابات الارتزاقية، وباتوا مهددين بالموت جوعاً بعد ترك المئات منهم مهنة الصيد خوفاً من الاستهداف والابتزاز والسلب والنهب والخطف من عرض البحر.
صحيفة «لا» التقت مدير الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر، محمد العميسي، وتناولت معه آخر التطورات والمعوقات التي يواجهها الصيادون في الساحل الغربي من العدوان عليهم واختطافهم من قبل إريتريا والمشاكل التي يعانون منها.

تنفسوا الصعداء
 كيف تعامل الصيادون مع ما يتعرضون له من عدوان دائم عليهم؟
تعامل الصيادون بقوة وصلابة وشجاعة، فهم من كسروا العدوان بصمودهم وثباتهم ومواجهتهم لأساطيل العدوان. نحن نعمل وفق الإدارة، بينما هم قاموا بالكثير.
  الآن وبعد انسحاب قوات مرتزقة العدوان من الخط الساحلي في جنوب غرب مدينة الحديدة ومديريتي الدريهمي والتحيتا، كيف تغطون هذه المناطق؟
 كنا في السابق نقوم بإدارة وتجهيز موانئ الصيد في المناطق التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وإن بمساحة قليلة، أما الآن وبعد هذا الفتح العظيم نغطي مساحة واسعة تمتد من بعض المناطق في شمال حيس إلى الفازة وحتى الحديدة. وبعد أن تطهر معظم الساحل الغربي من تلك المليشيا وهروب مرتزقة العدوان الذين مارسوا كل أنواع التعسف والإجرام بحق المواطنين في الحديدة تنفس الصيادون الصعداء، وهم يحمدون الله على نعمة الحرية، وصاروا يمارسون أنشطتهم في مجال الصيد بكل حرية بعيدا عن سطوة العدوان وأدواته.

جهود للتعويض
  هل قمتم بزيارة الدريهمي والتحيتا بعد اندحار مرتزقة العدوان منهما؟
 نعم، قمنا بزيارة منطقة النخيلة بالدريهمي، وكانت هناك لجنة من قبل الإخوة في خفر السواحل لإعادة ترقيم القوارب وإعطاء الصيادين التراخيص، كما ألحقت بها لجنة من قبل الهيئة لقطع بطاقات للصيادين في الدريهمي والتحيتا. الصيادون في الساحل الغربي يعانون من عدم وفرة المشتقات النفطية، وهذا حال الشعب اليمني ككل، جراء العدوان والحصار، ولدينا الآن أكثر من 3000 صياد، ونحن اليوم بصدد توزيع بطاقات إلكترونية لهم حتى يتسلموا المعونات.
  كيف يتم تعويض الصيادين المتضررين؟
 حالياً نحن في الهيئة في إطار متابعة هيئة الزكاة والهيئات الأخرى لتعويض الصيادين الذين لحقت بهم أضرار من قبل العدوان. هيئتنا إمكانياتها لا تسمح في ظل وجود العدوان، وتتم المتابعة وبذل الجهود في هذا الأمر بهدف صرف قوارب وكذلك إصلاح القوارب المتضررة.

خسائر بالمليارات
  كم بلغت خسائر الصيادين والمصائد اليمنية جراء العدوان؟
 لدينا إحصائيات ونرفعها للجهات المعنية لما تم استهدافه من قوارب ومراكز إنزال وغيرها.
مؤخراً أتممنا إعداد تقرير متكامل مع وزارة الثروة السمكية وفيه حصر للأضرار الناتجة عن استهداف العدوان لقطاع البحر الأحمر. وبلغت خسائر القطاع السمكي نتيجة العدوان السعودي الأمريكي والاستهداف المباشر للصيادين والقوارب وموانئ ومراكز الإنزال السمكي على مدى ثلاثة أعوام من سيطرة مليشيا الارتزاق والخيانة، أربعة مليارات و586 مليوناً و301 ألف دولار، ووصل عدد الصيادين الذين فقدوا مصادر دخلهم جراء العدوان وسيطرة مرتزقة العدوان على الساحل الغربي ما يقارب 36 ألفاً و688 صياداً، فيما بلغ عدد من فقدوا أعمالهم من الموظفين 96 موظفاً رسمياً أو متعاقداً، وعدد الأيدي العاملة المساعدة 18 ألفاً و652 عاملاً، ناهيك عن توقف أكثر من 75% من الصيادين في الحديدة والدريهمي والتحيتا وحيس عن العمل، فيما خاطر البقية بأرواحهم في ظل استمرار تحالف العدوان الباغي باستهداف قواربهم.
عدد قوارب الصيد التي دمرها العدوان بلغ 222 قارباً، بخسارة بلغت 5 ملايين و248 ألفاً و536 دولاراً، فيما بلغ عدد القوارب التي توقف نشاطها نتيجة استهداف مراكز الإنزال 4 آلاف و586 قارباً معظمها في مديرية ميدي بمحافظة حجة ومديريات ذوباب وباب المندب والمخا بمحافظة تعز، حيث فقدت من إنتاجها ملياراً و58 مليوناً و312 ألف دولار.
لدينا 273 شهيداً و215 جريحاً وتعرض 2500 صياد للتعذيب والانتهاك من قبل العدوان، وأكثر من 230 صياداً قتلوا في الحديدة وجرح المئات، فيما أودع العشرات من الصيادين في سجون دول تحالف العدوان بعد اعتقالهم في عرض البحر.
قطاع الصيد في الحديدة واجه مخاطر عديدة جراء استهداف تحالف العدوان ومرتزقته المتكررة لقوارب الصيادين وأسواق الأسماك ومراكز الإنزال السمكي في المحافظة التي وصل عدد الصيادين فيها إلى عشرات الآلاف قبل العدوان.

القوات البحرية بالمرصاد
  ماذا عن مسألة قيام دول التحالف العدوان بجرف الشعاب المرجانية أو الدخول للمياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر؟
هذا يحصل في السواحل والمياه الإقليمية الوطنية الخاضعة لاحتلال تحالف العدوان، سرقة للصيد وجرف لشعاب مرجانية وتحير وتلويث للبحر. بالنسبة للسواحل التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية يصعب على العدوان ارتكاب هذه الجرائم. قبل فترة ضبطت قوات خفر السواحل سفينة مصرية تسللت إلى مياهنا الإقليمية وأوصلتها إلى الحديدة واتخذت بحقها الإجراءات القانونية، وهذه حالة وحيدة واجهناها خلال العدوان، وبالنسبة للسفن التي تدخل سواحلنا وترافقها بوارج تحالف العدوان، فيتم التعامل معها من قبل قوات خفر السواحل والقوات البحرية وتعود أدراجها، والمياه التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية الآن أصبحت محمية ولم يعد الأمر كما كان في السابق لمن هبّ ودبّ، والقوات البحرية لهم بالمرصاد في أي مكان.

صيادون في السجون
  وماذا عن قيام إريتريا وعلى الدوام بخطف واعتقال الصيادين اليمنيين؟
 الصيادون الذين تحتجزهم إريتريا موضوع تكلمنا عليه 
كثيراً، فهم يتعرضون لظلم وجرم كبير من قبل إريتريا، يتم استخدامهم كعبيد، يعتدى عليهم بالخطف والضرب والاعتقال والزج بهم في الأعمال الشاقة داخل إريتريا، كشق الطرقات وبناء المعسكرات والمباني الحكومية والمدارس و... و... و... الخ، حتى الأكل الذي يقدم لهم هناك في المعتقلات لا يصلح حتى للحيوانات، ويتم حبسهم لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 سنوات، وإذا كان يتم أسرهم بسبب دخولهم المياه الإقليمية لإريتريا كما تدعي، فهل يحق لإريتريا أن تعاملهم هكذا معاملة؟! لا يوجد الجانب الإنساني ولا رحمة ولا يوجد قانون دولي ولا من هذا القبيل في مسألة اعتقال إريتريا للصيادين اليمنيين، يقومون بمصادرة قواربهم وكل ما يملكون ونحن لدينا احصائيات بهذا الشأن وكل ما يتعلق باعتقال إريتريا للصيادين اليمنيين بذريعة أنهم غير مرخصين منها، رغم أنها تقوم باعتقالهم من داخل المياه الإقليمية اليمنية، وكذلك من المياه الدولية الفاصلة بيننا وبينها.
  كم يبلغ عدد الصيادين المعتقلين في إريتريا؟
 حتى اليوم يصل عدد الصيادين المعتقلين في إريتريا إلى 300 صياد، واستقبلنا على فترات متقطعة عدة دفعات منهم، وبلغ عدد الصيادين المفرج عنهم من السجون الإريترية حوالى 400 صياد، وكانت السلطات الإريترية تسجنهم لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 سنوات، وثم شهرين إلى 4 أشهر، وحاليا تحبسهم لمدة يومين أو ثلاثة أيام ويتم إعادتهم إلينا، نتيجة لتشديد قوات الجيش واللجان الشعبية ووعيدها لإريتريا في قضية احتجازها للصيادين.

يا فصيح لمن تصيح؟!
  كيف تتم متابعة الإفراج عن الصيادين اليمنيين المعتقلين في إريتريا؟
 نحن نخاطب وزارة الخارجية وهي تتابع الأمر مع السلطات الإريترية، أما المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان فقد ناشدناها كثيراً في مسألة اختطاف إريتريا للصيادين اليمنيين، لكن يا فصيح لمن تصيح؟! والصياد اليمني مجرد شماعة للمنظمات الدولية، فهي تتحدث كثيراً عن الصياد اليمني، لكن لا يناله أي خير من حديثهم. كذلك تقوم قوات العدو السعودي باعتقال الصيادين اليمنيين بشكل روتيني وسط صمت العالم المنافق، فقد تم اعتقال 148 صياداً على يد القوات السعودية وقوات تحالف العدوان وتم نقلهم إلى مرافق احتجاز في السعودية وعزلهم عن العالم الخارجي وتعرضوا للضرب والتعذيب وتم الإفراج عن معظمهم باستثنـاء 18 معتقلاً مـر على احتجازهم شهور طويلة.