حاوره:فضل القشمري / لا ميديا -
تكدرت عليه سبل الحياة وهو في قمة موهبته، فتحولت أمنياته إلى أضغاث أحلام، حيث كان يمني النفس بتمثيل وطنه في لعبة التايكواندو لتخرجه الأقدار من الوطن بحثاً عن لقمة العيش.. لكن حب هذه اللعبة طغى على ظروف معيشته والبعد عن أهله ليعود مجدداً مدرباً لنادٍ لكن خارج جغرافية الوطن.
صحيفة «لا» في حوار مع المقاتل على الحلبة الخارجية محمود الرياشي
 أهلا بك كابتن محمود ضيفاً في صحيفة "لا".
- مرحبا بك أخي فضل وبصحيفة "لا" وأتشرف بهذه الاستضافة.

تدريب على الخرسانة
 البداية هي الركيزة الأساسية لكل نجم. كيف كانت بدايتك؟
- البداية من نادي التضامن برداع ونادي الأحمدي. كانت صالات التدريب عبارة عن محلات (دكاكين)، وكنا نتدرب فيها بقسوة على الأرض، حيث كنا نتدرب على أرضية صالة مصبوبة بالخرسانة ولم تكن لدينا كما هو الموجود الآن من أرضيات خاصة بالتدريب تحفظ سلامة اللاعب في حال سقوطه على الأرض. ورغم هذا كنا نتمتع بشغف كبير جداً للعبة، وكان ذلك الشغف والحب بمثابة بلسم لأي إصابة كانت تحدث لنا، وكنا نتمتع بروح قتالية عالية تتجاوز أي إصابة أو قسوة في التدريب.

 لمن تدين في موهبتك؟
- بكل تأكيد الفضل أولاً لله، ثم للكابتن صلاح الدين الذري، الذي استطاع أن يصنع لاعبين في ظروف صعبة للغاية، واستطاع أن يؤسس فريقاً خاض بهم بطولات على مستوى الجمهورية وتحقيق مراكز متقدمة رغم شحة الإمكانات وغرابة اللعبة على مجتمعنا في وقتها.

 مواهب في التايكواندو ظهرت في تلك الفترة. من تتذكر من رفاقك؟ وأين هم الآن؟
- كان هناك زملاء متفوقون واستطاعوا أن يحصلوا على الأحزمة السوداء وخاضوا الكثير من البطولات، منهم: محمد الزوبة، يوسف وطارق المفلحي، أحمد جعار... وغيرهم الكثير، بالنسبة لتواجدهم الآن فهم تحملوا مسؤوليات وانصرفوا إلى أعمالهم الخاصة والبعض غادر أرض الوطن للغربة.

 ماذا حققت لمحافظتك أو لناديك؟
- بالنسبة للمحافظة استطعت أنا والزملاء تحقيق المركز الأول لأكثر من مرة، كما حصدنا ميداليات برونزية على مستوى الجمهورية.

عراقيل وغياب إمكانيات
 ما الذي حال بينك وبين تمثيل الوطن كلاعب؟
- ربما أهم عائق هو عدم توفر الإمكانيات المؤهلة لتمثيل الوطن، من حيث المعسكرات والدورات التدريبية.

 برأيك ما هي العراقيل التي يواجهها اللاعب اليمني في لعبة التايكواندو؟
- العوائق كثيرة، لكن أبرزها شح أدوات التدريب وعدم إمكانية إقامة دورات تدريبية متقدمة، وأيضا الحالة الاقتصادية للاعب، مما يضطره لترك التدريب من أجل البحث عن عمل يعول به نفسه وأسرته.

اغتربت مضطراً
 غبت عن الساحة كلاعب لسنوات لتعود مجددا كمدرب في بلد آخر. ما السر وراء ابتعادك عن الوطن؟
- كحال الكثير من أبناء وطني، اضطررت للغربة وتحمل عذاب فراق الأهل من أجل البحث عن الرزق. وحالياً أنا مدرب لنادي الصم والبكم في المنطقة الشرقية ونادي النهضة السعودي، وهذه العودة من مجال التدريب بفضل لله ثم الكابتن كامل يحيى عواجي وتشجيع الزملاء، مما جعلني أستمر في لعبتي التي أعشقها منذ الصغر.

 ماذا حققت معهم كمدرب؟ 
- بحمد الله استطعنا تحقيق مراكز متقدمة في المملكة وتم تكريمنا من قبل اتحاد اللعبة، وأعتبر ذلك شرفاً لي، حيث إنني أحد القائمين على الفريق وتكريم النهضة بقيادة المدرب كامل عواجي، واستطعنا أن نفرض احترامنا على الآخرين من خلال تمثيل لعبة التايكواندو وتقديمها بصورة مثالية وأخلاقية.

رسالة للاتحاد
 ماذا ينقص اتحاد التايكواندو اليمني؟ وما هي رسالتك له؟
- أهم شيء يحتاجه الاتحاد اليمني للتايكواندو هو الاستقرار الأمني والاستقرار الاقتصادي. ففي ظل الحرب القائمة على البلاد يصعب على الاتحاد ترتيب أولوياته والسعي نحو أهدافه، كما أنه لن يتمكن من إقامة البطولات التي من شأنها صقل مواهب اللاعبين وتنمية مهاراتهم، ومن الناحية الاقتصادية يصعب تمويل دورات متقدمة للاعبين وتحفيز المتفوقين منهم وجعلهم يتفرغون من أجل اللعبة حتى يتمكن الاتحاد من إنشاء فرق على مستوى عال من الحرفية والمهارة. 

 ماذا يحتاج لاعب التايكواندو اليمني للوصول للعالمية؟
- اللاعب اليمني مميز بالفطرة، فكثير من اللاعبين مبدعون ولديهم روح قتالية عالية، ويستطيع اللاعب أن يصل إلى مستويات متقدمة في اللعبة برغم شحة الإمكانيات، لكن ما ينقص اللاعبين هو عدم قدرة الاتحاد على إقامة معسكرات تدريبية يشرف عليها متخصصون وطنيون وأجانب أو الخروج في دورات دولية تعمل على تطوير مهاراتهم من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين والاحتكاك بهم ومتابعة كل جديد حول اللعبة.

تلبية نداء الوطن
 ما هي طموحاتك في المستقبل القريب؟
- بصراحة أود أن أجتهد على نفسي أكثر وأن أحتك بالخبراء الدوليين حتى أفيد الأجيال الناشئة وأعمل على إيصال اللعبة لأكبر قدر ممكن، في بلدي أو في أي بلد أكون فيه.

 لـو طلـب منك العـودة إلى اليمن للإشراف على أحد الأندية أو تدريب المنتخب ماذا سيكون ردك؟
- في حال رأيت أن بالإمكان أن أخدم بلدي وأبناء بلدي فلا يسعني إلا أن أستجيب لنداء الوطن وألبي الدعوة وكلي فخر واعتزاز بذلك.

 سنترك لك رسالتين هنا ترسلها عبر صحيفتنا؟
- رسالتي الأولى إلى من يتولى أمر الاتحاد أن يكون على قدر المسؤولية وأن يهتم بتقديم ما أمكن للاعبين حتى يحققوا طموحهم.
الرسالة الثانية لأبناء بلدي أن يلتفتوا إلى لعبة التايكواندو فهي من أجمل الرياضات وأكثرها جمالا وقوة.

 ختاماً نشكرك كابتن محمود وسعدنا جداً بالحوار معك.
- ولكم جزيل الشكر على الاهتمام والاستضافة، وهذا يدل على أن الرياضة بشتى أنواعها هي في محط اهتمامكم، وأتمنى أن نعمل معاً على توسيع دائرة المهتمين والمنتمين للعبة التايكواندو.


بطاقــة شخصيــة

محمود علي صالح الرياشي.
مواليد 1981، قرية مهابة وادي الرياشية – رداع، محافظة البيضاء.
متزوج ولديه ابنتان.
حاصل على الحزام الأسود 4 دان من الاتحاد الدولي للتايكواندو.
شارك في عدد من الدورات العربية في مجال المهارات القتالية والتدريبية والتحكيمية.