تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
انتكاسات جديدة لمرتزقة وتكفيريي الإمارات فـي جبهـــات القتــال بمحافظة شبوة، تزامناً مع مصرع ما لا يقل عن 90 تكفيرياً وإصابة مئات آخرين في زحوفات فاشلة غربي المحافظة، فيما تعلن قيادة تحالف الاحتلال فجأة انسحاب مرتزقتها وإعادة تموضعهم في محافظات أخرى؛ ما يشير إلى تكبدهم هزيمة ساحقة في محافظة شبوة، بعد أيام قلائل من إعلانهم السيطرة على كامل مديريات المحافظة.

سقط العشرات من مرتزقة وتكفيريي الإمارات، أمس الأول، خلال معارك عنيفة مع قوات الجيش واللجان الشعبية على أطراف محافظة شبوة.
وأكدت مصادر عسكرية أن أكثر من 90 تكفيرياً لقوا مصارعهم، فيما أصيب مئات آخرون، في زحوفات فاشلة غربي المحافظة النفطية، مشيرة إلى أن من بين القتلى قيادات ميدانية بارزة في مرتزقة الإمارات.
وتحدثت المصادر عن تعرّض مرتزقة الاحتلال الإماراتي لانتكاسة كبيرة وغير متوقعة، عقب هجوم عكسي ومفاجئ شنّته قوات الجيش واللجان في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، مكّنها من السيطرة على مناطق واسعة، بعد أيام من زعم المرتزقة تحقيق تقدمات كبيرة في المحافظة.
وأفادت المصادر بأن قوات الجيش واللجان الشعبية شنت هجمات كبيرة ومفاجئة من عدة مسارات في مديرية بيحان، وتمكّنت خلالها من خلخلة صفوف قوات المرتزقة، والسيطرة على قرية الصعيدات وعدد من المواقع في سلسلة جبال استر الاستراتيجية المطلة على عدد من القرى بوادي النحر جنوب المديرية.
وكان تحالف الاحتلال نعى في وقت سابق، أمس الأول، العشرات من مرتزقته، الذين سقطوا إثر ضربات صاروخية في الصحارى الفاصلة بين محافظتي شبوة ومأرب.
وفي تطور مفاجئ، أعلن مرتزقة وتكفيريو الإمارات، أمس، انسحابهم من جبهات القتال في أطراف محافظة شبوة، وإعادة تموضعهم داخل المحافظة.
وقال مرتزقة الإمارات في بيان لهم إنه تم «البدء بنقل ألويتهم إلى عرينها بجاهزية عالية»، مشيرين إلى انتهاء ما تسمى «عملية إعصار الجنوب» بنجاح.
ويرى مراقبون أن إعلان مرتزقة الاحتلال الإماراتي انسحابهم من جبهات القتال إشارة إلى هزيمة كبيرة تكبدوها طيلة الفترة السابقة؛ الأمر الذي جعل تحالف الاحتلال يوجه مرتزقته بالانسحاب إلى مدينة عتق، تزامناً مع احتشادات لقوات الخونج في المدينة للانقلاب على سلطة الارتزاق المعينة مؤخراً.

الخونج يدفعون بتعزيزات عسكرية إلى عتق 
وفي صعيد آخر، دفع خونج التحالف، أمس الأول، بتعزيزات كبيرة إلى مدينة عتق، المركز الإداري لمحافظة شبوة، تزامناً مع وصول قوة كبيرة مما تسمى «قوات دفاع شبوة» التابعة للاحتلال الإماراتي، إلى عتق لاستلام الملف الأمني.
وأفادت مصادر محلية بأن تعزيزات كبيرة لما تسمى قوات الأمن الخاصة، الذراع العسكري للخونج، قدمت من معقلها في وادي حضرموت وتم توزيعها على عدد من معسكرات عتق، موضحة بأن مجموعة من هذه القوات تم إدخالها معسكر ما يسمى اللواء 21 ميكا، في حين تم نشر البقية في معسكر «القوات الخاصة» بعتق.
وتأتي التعزيزات على واقع تحركات جديدة لهذه الفصائل في ظل مساعي المرتزق عوض بن الوزير، المعين من قبل الاحتلال محافظاً جديداً لشبوة للإطاحة بقيادات بارزة في قوات الخونج.
وكان ابن الوزير العولقي، الموالي للاحتلال الإماراتي، استدعى مزيداً من تعزيزات مرتزقة الاحتلال، بعد يومين عن محاولة إقناعه قيادات للخونج بضرورة التغييرات هناك، وتوجيهه بسحب قوات الأمن الخاصة من مناطق قبائل لقموش بعد نحو سنتين من التمركز هناك.
كما وجه محافظ شبوة، عوض الوزير العولقي، الموالي للإمارات، بسحب مرتزقة الخونج من مناطق قبائل لقموش بعد نحو سنتين من التمركز هناك.
وكانت ما تسمى قوات «دفاع شبوة» وصلت في وقت متأخر من مساء الأربعاء، حيث يتوقع تسليمها الملف الأمني في المحافظة النفطية، وهو ما يعني مواجهات مرتقبة بين طرفي الارتزاق ستشهدها الأيام القادمة.
من جانبها، طالبت قبائل لقموش في محافظة شبوة بتشكيل لجنة للتحقيق في الاعتداءات المتكررة التي يرتكبها مسلحو الخونج ضد أبنائهم.
واستهجنت القبائل -في بيان لها- إطلاق فصائل الخونج النار على، عنتر أبوبكر محمد القميشي، في نقطة العرم بمديرية حبان.
ووصف البيان الاعتداءات التي تطال أبناء قبائل لقموش بالأعمال العنجهية وغير الإنسانية، محملاً سلطات الارتزاق مسؤولية استمرار حصار مسلحي الخونج لمستشفى حبان حيث يتلقى ابنهم المصاب العلاج.
وكانت اشتباكات اندلعت، الثلاثاء، بين عدد من أبناء لقموش ومسلحي الخونج في منطقة العرم، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى الضحايا تم نقلهم إلى مستشفى حبان.
وواصلت فصائل الخونج اعتداءاتها على أبناء لقموش، حيث أطلقت النار على مستشفى في مديرية نصاب بعد ساعات من المواجهات مع قبائل لقموش.
يشار إلى أن مسلحي الخونج كانوا قد اعتقلوا خمسة أطفال من آل القميشي في الـ3 من كانون الثاني/ يناير الجاري بمديرية حبان، على خلفية قيامهم بإزالة مخلفات حاجز أمني في منطقة حبورة.