تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
تشكيل جديد خرج به الاحتلال السعودي الإماراتي مؤخراً، وهذه المرة في محافظة المهرة، معلناً فتح باب «التجنيد» أمام الراغبين من أبناء المهرة، ومن أبناء المهرة فقط؛ وتحت اسم «قوات درع المهرة»، وربما أن التسمية جاءت على غرار «قوات درع الجزيرة» التي شوهدت يوماً ما وقد عادت من البحرين «منتصرة» على بضعة شبان بحرينيين صرخوا في وجه «آل خليفة». والغريب أن «قوات درع الجزيرة» هذه، التي شكلتها دويلات الخليج كقوات دفاع مشترك، لم نعد نسمع بها منذ حين، لنسمع ما يشابهها في المحافظات الجنوبية المحتلة مؤخراً، كـ«قوات درع المهرة» هذه. 
اتجهت قوات الاحتلال السعودي الإماراتي إلى تأسيس فصيل جديد من المرتزقة في محافظة المهرة المحتلة، تحت اسم «قوة درع المهرة»، على غرار مرتزقتها في شبوة وحضرموت.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، إعلاناً لما يسمى «المجلس الجامع لأبناء محافظة المهرة»، الممول من الاحتلال الإماراتي، يدعو أبناء المهرة إلى الانضمام لـ»قوة درع المهرة» ابتداء من اليوم الأحد.
وبطبيعة الحال، سيكون التشكيل الارتزاقي الجديد قريباً من العميل طارق عفاش، بعيداً عن شرعية العمالة، التي فتحت الباب للسعودي والإماراتي وذهبت إلى فنادق الرياض، مكتفية من حين لآخر بتصريح هنا وتغريدة هناك.
واشترط الإعلان على كل من يرغب بالانضمام إلى فصيل الارتزاق الجديد أن يكون من أبناء المهرة؛ وهو ما يشير إلى أن الاحتلال يُحضّر لكنتونات مستقلة لكل محافظة على حدة. 
وأشار الإعلان إلى ضرورة «الحفاظ على الهوية المهرية»، في حين أكدت مصادر مطلعة أن الفصيل الجديد «درع المهرة» هو الثوب الجديد الذي يتخفى وراءه العميل طارق عفاش وحزب المؤتمر- جناح الإمارات.
المصادر أكدت أن التشكيل العسكري الجديد المزمع إنشاؤه من قبل الاحتلال السعودي الإماراتي في محافظة المهرة سيتلقى تدريبات عسكرية مكثفة من قبل مدربين بريطانيين داخل مطار الغيضة الخاضع للسيطرة البريطانية والأمريكية.
ويأتي الظهور المفاجئ لـ«المجلس الجامع لأبناء المهرة» إلى الساحة المهرية، على إيقاع عسكرة إقليمية للمحافظة الواقعة على بحر العرب والمحيط الهندي، حيث تتزاحم القوات الأجنبية إلى هناك، بدءاً بالأمريكية فالبريطانية فالمصرية فـ«الإسرائيلية».
كما يأتي ظهوره عقب فشل العديد من مساعي «الانتقالي» في تحقيق أي توغل له في المهرة، بسبب عدم قبوله لدى الأوساط المجتمعية، حسب محللين، وكذا توجه الاحتلال نفسه إلى إزاحة «الانتقالي» من المشهد، وتقديم مرتزقة جدد تحت تسميات جديدة.
الملفت أن أدوات الاحتلال، المتمثلة في خونج التحالف ومرتزقة الإمارات، لم يبدوا موقفهم حتى الآن من التشكيل الجديد تحت تسمية «المجلس الجامع لأبناء المهرة» بقيادة مرتزق لا يُدرى من أين جاء به الاحتلال الإماراتي، سوى أن المصادر تقول إنه كان محتفَظاً به في أبوظبي لحين الحاجة، مثله مثل ابن الوزير العولقي، بل ومن الحزب نفسه (المؤتمر جناح الإمارات).
وتشير المصادر إلى أن الشخصية المؤتمرية الجديدة هذه تحظى بدعم من قبل سلطات الارتزاق في محافظة المهرة، والمحسوبة على الحزب نفسه. 
ووفق مراقبين سياسيين، فإن هذا المجلس الذي ترعاه قوات الاحتلال السعودي الإماراتي، لا يهدف سوى لشق الصف المهري، وخلخلة النسيج الاجتماعي، الذي ظلّ متماسكاً نسبياً خلال السنوات الثماني الماضية، مشيرين إلى أن قبائل المهرة دائمًا ما يُعلنون رفضهم الشديد لقوات الاحتلال وتكشيلاتها ولأي وجود للقوات الأجنبية على أرضهم. 
ويوم الاثنين الماضي، شهدت مدينة الغيضة، إشهار ما سمي «الهيئة العسكرية للجيش والأمن الجنوبي بمحافظة المهرة»، برئاسة المرتزق مسلم كدة. وتهدف الهيئة، التي سارع الانتقالي لمباركة إشهارها، لتشكيل قوة مهرية تحت مبرر حماية المحافظة.
وفي مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، كشف فرع «انتقالي» الإمارات في المهرة، عن مخططاته واستراتيجيته لإسقاط المحافظة، وذلك من خلال إعلانه أنه يعتزم «تجنيد خمسة آلاف جندي من أبناء المهرة، إضافة إلى تسجيل وفتح معسكرات ومراكز تدريب عسكرية، وإغلاق ميناء نشطون ومنفذي شحن وصرفيت، فضلًا عن طرد النازحين من أبناء المحافظات الشمالية».
ودائما ما تصطدم مساعي الاحتلال ومرتزقته بالرفض الواسع في محافظة المهرة، وذلك جراء الوعي الشعبي الآخذ في التنامي، وإيمان أبناء المحافظة بضرورة طرد جميع القوات الأجنبية وعلى رأسها قوات الاحتلال السعودي والإماراتي، وإفشال كل مشاريع الفوضى والخراب.
وأفشلت قيادة لجنة الاعتصام المناهض للتواجد الأجنبي، ممثلة برئيسها علي سالم الحريزي، منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، تحركات عسكرية للاحتلال الإماراتي السعودي للسيطرة على مدينة الغيضة بقيادة المرتزقين فيصل المطري، رئيس أركان ما يسمى محور الغيضة، ومحسن علي ناصر مرصع، قائد ما تسمى الشرطة العسكرية، بالتنسيق مع القوات البريطانية المتواجدة بالمطار.
وحذر الحريزي، الشهر الماضي، مرتزقة الإمارات من اللعب بالنار، مؤكدا جهوزية أبناء قبائل المهرة لمواجهة أي قوات عسكرية قد يحركها تحالف الاحتلال في المهرة.