تقرير / لا ميديا -
وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، وزارة الدفاع الروسية بنقل قوات الردع التي تتضمن القوات «النووية» إلى حالة التأهب القصوى، وذلك على خلفية إدلاء مسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتصريحات وصفها الروس بالعدوانية.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف: «أوجّه وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بنقل قوات الردع التابعة للجيش الروسي إلى وضع الاستعداد القتالي».
وأضاف: «زملائي الأعزاء، أنتم ترون أنّ الدول الغربية لا تتخذ إجراءات عدائية ضد دولتنا في المجال الاقتصادي فحسب، أقصد العقوبات التي يعلمها الجميع جيداً، ولكن كبار مسؤولي الدول الرئيسية بحلف الناتو يدلون بتصريحات عدوانية ضد بلدنا».
من جهته، وصف أمين عام حلف الأطلسي، ينس ستولنبرغ، إعلان بوتين وضع قوات الردع في حالة تأهب بـ«الخطير وغير المسؤول»، لافتاً إلى أنّ الناتو يضع قواته النووية متأهبة أيضاً. 
أما الولايات المتحدة فإن لهجتها العسكرية هادئة جدا في وجه روسيا بعكس لهجة العقوبات، حيث أعلن البيت الأبيض، اليوم، أن توجيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برفع حالة تأهب قوات الردع الروسية، جاء بناء على «تهديدات لا وجود لها»، مؤكدا أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا يشكلان تهديدا لروسيا.
وأعلنت روسيا السبت استئناف عمليتها العسكرية في أوكرانيا بعد توقف يوم الجمعة وانتظار الجانب الأوكراني للتفاوض والذي أحبط المفاوضات حسب الروس.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي أمر بوقف تقدم القوات الرئيسية متوقعا بدء مفاوضات، مشيرا إلى أنه بعد رفض الجانب الأوكراني المفاوضات استؤنف تقدم القوات الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أصدرت أوامر لوحدات القوات المسلحة الروسية بشن هجوم في جميع الاتجاهات.
وتستعر المعارك حاليا في عدد من الجبهات داخل أوكرانيا مع تقدم القوات الروسية نحو العاصمة الأوكرانية كييف وجميع المدن المهمة في أوكرانيا.
وبخصوص الخسائر العسكرية أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن «الجيش الروسي تمكّن منذ بداية عمليته الخاصة في أوكرانيا، من تدمير 1076 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية»، التي تتحفظ موسكو على استخدامها لصالح الناتو في حال انضمام أوكرانيا له.
واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، القوات الأوكرانية باستخدام ذخائر الفوسفور، المحظورة دوليا.
وقال كوناشينكوف: «وحدات القوات الأوكرانية بعدما يئست من صد هجوم مجموعات القوات المسلحة الروسية، بدأت تستخدم بكثافة ذخائر الفوسفور في ضواحي كييف بالقرب من مطار غوستوميل».
من جهتها أعلنت قوات «جمهورية لوغانسك»، التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا، تحرير بلدتي نوفواختيركا وسموليانينوفو من سيطرة الجيش الأوكراني، وفق ما جاء في بيان نشرته على تلغرام.
وجاء في البيان أن «القوات الشعبية تواصل تحرير الأراضي التي تحتلها كييف. وفي 27 شباط/ فبراير، قامت وحدات دفاعية بتحرير بلدتي نوفواختيركا وسموليانينوفو من القوات المسلحة الأوكرانية».
كما قال ليونيد باسيتشنيك، رئيس لوغانسـك، إن القـوات الأوكرانية التي انسحبت من بلدات الجمهورية دمرت كل شيء في طريقها، وفتحت النار على المباني، وزرعت ألغاماً بالمنطقة.
من ناحيتها، أعلنت قوات «جمهورية دونيتسك» وهي الجمهورية الأخرى التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا، تدمير 5 من صواريخ المنظومة الصاروخية التكتيكية «توتشكا-أو»، التابعة للجيش الأوكراني.
كما أعلنت الجمهوريتان في وقت سابق السيطرة على عدد كبير من البلدات التي قالتا إنها تابعة لأراضيهما وقالتا إنهما تقدمتا لأكثر من 50 كيلومتراً في عمق مناطق دفاع القوات الأوكرانية.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت كذلك سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الروسية، بالإضافة إلى وقوع «بضعة» جنود روس في الأسر حسب الدفاع الروسية. 
وبدورها أعلنت أوكرانيا أنها دمرت عدداً كبيراً من العتاد الروسي وقتلت عددا كبيرا من الجنود وأنها تقاوم القوات الروسية بقوة وتسيطر على أجزاء كبيرة من بلادها. 
وطلبت أوكرانيا من المتطوعين الأجانب القدوم والمحاربة مع الجيش الأوكراني.
وقال وزير خارجية أوكرانيا، دميتري كوليبا، إن «الأجانب الذين يرغبون في الدفاع عن أوكرانيا في إطار فيلق الدفاع الإقليمي الأممي، يمكنهم مراجعة سفارات أوكرانيا في بلدان إقامتهم».
هذا وعادت كييف، اليوم، ووافقت على إجراء المفاوضات في مدينة غوميل البيلاروسية، وذلك بعد إعلان رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، أنه سينتظر وصول الوفد الأوكراني حتى الساعة الثالثة (بالتوقيت المحلي) بعد ظهر اليوم فقط.
وقال الوفد الروسي المفاوض الذي توجه إلى مدينة غوميل البيلاروسية لبدء المفاوضات، إن «موقفنا في المفاوضات مع الأوكرانيين سيكون صارماً وغير قابل للتنازلات». 
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن الكرملين قوله إنه حذر أوكرانيا من أن العملية العسكرية الروسية لن تعلق خلال أي محادثات.
ولكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال إنه «لا يعوّل كثيراً» على نتائج الاجتماع الروسي الأوكراني في بيلاروسيا.
وقال زيلينسكي: «أنا لا أؤمن بنتيجة محادثات السلام الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا، ولكن دعهم يحاولون».
وبدورها تواصل أمريكا والدول الغربية إعلان العقوبات الاقتصادية الكبيرة والمتنوعة على روسيا، وإرسال الأسلحة للجيش الأوكراني.
وفي بيان مشترك، أعلنت أمريكا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، وكندا، فصل بنوك روسية عن النظام المالي الدولي «سويفت» للتعاملات المصرفية، وأعلنتا فرض إجراءات تمنع البنك المركزي الروسي من استخدام احتياطاته الأجنبية.
كما أعلن عدد من الدول من ضمنها دول الاتحاد الأوروبي إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المدني الروسي.
في المقابل أكد البنك المركزي الروسي أن النظام المصرفي الروسي لديه موارد كافية لدعم الاستقرار وضمان عمليات القطاع المالي في البلاد في أي موقف.
وأشار إلى أن نقل الرسائل المالية داخل البلد في أي سيناريو يحدث من خلال نظام نقل الرسائل المالية (SPFS) وهو مكافئ لشبكة «سويفت» الدولية.
كما أعلنت روسيا بدورها إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المدني للدول التي أعلنت إغلاق مجالها أمام روسيا.