استطلاع:أحمد الشريفي / لا ميديا -
سبع سنوات من العدوان الغاشم على الشعب اليمني، استطاعت قوات الجيش واللجان الشعبية خلالها لملمة ذاتها للدفاع عن الأرض والعرض، ثم بدأت في التصنيع وتدرجت في بناء القدرات إلى أن فرضت توازن الردع. ولكن المفاجأة لم تكن هنا وحسب، بل إن قوات الجيش اليمني واللجان مستعدة وحاضرة لأي معركة قادمة مع الاحتلال الصهيوني، وهو ما يضع هذا الكيان في وضع لا يُحسد عليه في المستقبل القريب إذا ما ارتكب أي حماقة ودخل في معركة مع محور المقاومة.
صحيفة "لا" استطلعت آراء بعض الخبراء العسكريين لمعرفة وضع تحالف العدوان إذا استمر الحصار والعدوان في العام الثامن، وإليكم حصيلة هذه الآراء.
عام الأعاصير اليمنية
البداية مع الخبير العسكري العميد عزيز راشد، مساعد ناطق الجيش واللجان الشعبية، والذي يقول: "إذا استمر تحالف العدوان في العام الثامن بتكرار المراوغة والعدوان وشن الغارات الجوية ضد شعبنا وأرضنا، ولم يفهم الضربات التي وصلت إلى مرحلة الوجع في عمق أهدافه الحيوية والحساسة، فإنه قادم على أوجاع كبيرة، وخصوصاً عقب تصريحات وزير الدفاع، اللواء الركن ناصر العاطفي، الذي أكد أن العام الثامن سيكون عام الأعاصير اليمنية، بمعنى أننا سوف نستهدف العمق الحيوي للعدو، بما امتلكناه من قدرات عسكرية استراتيجية قادرة على فرض معادلة صعبة على مصالح مهمة".

تصعيد سينهك التحالف
وأضاف العميد عزيز راشد أن "الاقتصاد السعودي سيتعرض لتدهور لا يمكن معالجته إلا بوقف العدوان على اليمن، وهذا التوجه جاء عقب تشديد الحصار إلى حد غير مقبول، ووصل الأمر حد المساس بحق الشعب اليمني في الحياة، وهو الأمر الذي سيكلف العدو خسائر باهظة وأعاصير مستمرة".
ونصح راشد عبر صحيفة "لا" تحالف العدوان قائلاً: "إذا كان للتحالف عقل ويفضل مصلحة بلاده على المصالح والمشاريع الأمريكية، فمن الضروري وقف العدوان وفتح المنافذ الإنسانية ووقف القرصنة البحرية والبرية والجوية، والدخول في سلام واقعي يضمن الأمن للجميع، فهو خير، ما لم فإن ذلك سينعكس مزيدا من التصعيد الذي سينهك التحالف. أما نحن فلم يعد لدينا ما نخسره بعد الاستهداف الشامل للبنية التحتية اليمنية، والخاسر الآن هو تحالف العدوان ودوله. ونتمنى أن يكون من بدأ بالحرب والعدوان هو من ينهيه بتصريح من حيث بدأ العدوان".

بنك أهداف ممتلئ
نصيحة عزيز راشد لم تختلف عن نصيحة ورأي الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء خالد غراب، الموجهة لدول تحالف العدوان في يوم الصمود الوطني، حيث قال صحيفة "لا": "لدينا أسلحة متطورة نعرف كيف صنعت وكيف أنها متطورة عما لدى العدو، ولذلك لن نقف مكتوفي الأيدي وبيدنا هذه الأسلحة والقدرات، وعلى العدو أن يفهم ذلك".
وأضاف غراب: "محطة تحلية الرياض لو استهدفناها لتحولت الرياض إلى مدينة أشباح، ولن تفيدهم المياه المعدنية أو المشروبات الغازية. وهذا فقط مثال بسيط على بنك الأهداف الممتلئ، وهي أهم وأعمق، وقد تؤدي إلى زلزلة عروش العدو".

.. العام الثامن في كفة أخرى
أما الخبير العسكري العميد عابد الثور فقد استشرف العام الثامن من خلال ما جاء على لسان قائد الثورة من تحذيرات للكيان الصهيوني، وما جاء في خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى، قائلاً: "السعودية هي كبش الفداء، وهي التي ستدفع الثمن، ورئيس الجمهورية قد أعطى الجيش واللجان الإذن باستخدام كل صلاحياتهم وكفاءاتهم لتأديب العدو ولكسر الحصار عن اليمن".
وأضاف العميد الثور: "ما حدث خلال السبع السنوات في كفة والقادم الذي سيكون في العام الثامن في كفة أخرى".
وكشف الثور عن وجود إحداثيات جديدة وأسلحة جديدة سيكشف الستار عنها وستكون هناك ضربات دقيقة، وموجعة للعدو. 
واختتم حديثه لـ"لا": "الخطر اليوم لن يدق نظام بني سعود فقط، وإنما سيدق الكيان الصهيوني، والذي يعلم ماذا يعني تحذير قائد الثورة".

رسالة قوية للعدو الصهيوني
ربط العدوان والرد عليه بالكيان الصهيوني باعتباره مشاركاً أساسياً في العدوان والمستفيد الأكبر من استهداف الشعب اليمني، أكده الخبير العسكري العميد عبد الغني الزبيدي، الذي قال: "الكيان الصهيوني والمطبعون معه لن يكونوا في مأمن، والصواريخ والطائرات المسيرة وصلت إلى الإمارات ورئيس الكيان هناك، وهي رسالة قوية للعدو الصهيوني".
يشار إلى أن وزير الدفاع، اللواء محمد العاطفي كان قد أكد أن تحالف العدوان ومرتزقته "سيكونون على موعد مع نيران الجحيم اليمنية". وقال في تصريحات له الخميس الماضي: "السعودية لم تتوقف عن الحصاد المر للهزائم، فقد خسرت كل جبهة حاولت الزج بفصائلها للتصعيد فيها". وأكد العاطفي أن "دول التحالف السعودي الإماراتي لن تكون بمنأى عن اليد الطولى للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير".
كل التحليلات والمؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن زمام المبادرة لم يعد في يد تحالف العدوان، وإنما في يد الجيش واللجان، وإذا لم تمتلك دول تحالف العدوان الشجاعة لإيقاف العدوان والحصار والانسحاب من الأراضي اليمنية التي تحتلها، فإنها يومياً تدفع الثمن من عمر أنظمتها، وتزيد تنامي المفاجآت العسكرية والاستخباراتية للجمهورية اليمنية، التي بدأت تفرض المعادلات الكبرى على مستوى الإقليم، وليس على الرياض وأبوظبي فحسب.