تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
لم يكد يمضي أسبوع واحد على مصرع المرتزق ثابت جواس بمدينة عدن المحتلة،  حتى كانت المدينة على موعد مع عملية اغتيال جديدة استهدفت قيادياً في مرتزقة الإمارات القدامى «الانتقالي»، تلتها بعد ساعات محاولة اغتيال أخرى استهدفت قيادياً آخر لـ«الانتقالي».  وفيما يستمر مسلسل تصفية الاحتلال لمرتزقته القدامى، تتجه أصابع الاتهام دائماً نحو مرتزقته الجدد الذين يدعو «الانتقالي» إلى الحرب عليهم وإخراجهم من عدن.

لقي قيادي في مرتزقة الإمارات مصرعه،برصاص مسلحين مجهولين في مدينة عدن المحتلة.
وأكدت مصادر مطلعة مصرع المرتزق كرم المشرقي، قائد "القطاع الثامن" التابع لما تسمى "قوات الحزام الأمني" في مديرية الشيخ عثمان، وعدد من مرافقيه، برصاص مسلحين مجهولين استهدفوا معسكراً لمرتزقة الإمارات بمدينة عدن.
وحسب المصادر، فإن مسلحين على متن سيارة دون لوحات معدنية أطلقوا النار بكثافة على المشرقي، لحظة ترجله من سيارته أمام مقر قيادة "القطاع" بمديرية الشيخ عثمان، مضيفة أن المشرقي أصيب بعدة طلقات نارية أدت إلى حدوث نزيف داخلي توفي على إثره بعد نقله إلى مستشفى أطباء بلا حدود.
وأضافت أن 4 طلقات أصابت المشرقي إحداها في الرأس والثانية في الكتف والثالثة في الصدر وواحدة في الحوض، فيما لقي اثنان من حراسته مصرعهما برصاص المسلحين، بعد اشتباكات معهم.
وتشير أصابع الاتهام في اغتيال المشرقي، المنحدر من منطقة ردفان، إلى المرتزق المنتمي لمنطقة يافع نبيل المشوشي، قائد ما يسمى اللواء الثالث دعم وإسناد التابع للانتقالي؛ حيث خاض الفصيلان حرب شوارع في يونيو الماضي في مديرية الشيخ عثمان، ضمن ما وُصِف بتصفية حسابات، استُخدمت فيها أسلحة رشاشة وقاذفات "آر بي جي"، وخلَّفت أكثر من 30 قتيلاً وجريحاً بينهم مدنيون.
وكان المشوشي توعد المشرقي على خلفية احتجاز عناصر من "الحزام الأمني" التابعة للأخير مسلحين تابعين له خلال حملة لمنع حمل السلاح في عدن، قبل أن يقوم بمهاجمة قيادة قطاع المشرقي في محاولة للإفراج عن أفراده بالقوة، ويتم صده.
وفي محاولة لإسدال الستار على العملية، وجهت قوات الاحتلال الإماراتي مرتزقتها بسرعة إجراءات الدفن الخاصة بالمشرقي، دون أي مشاهد تشييع رسمية، حيث شوهدت جنازته تنطلق من مسجد حامد بحي الهاشمي إلى مقبرة الرضوان يحملها مشيعون من أبناء الحي.
وتُعد العملية الثانية خلال أسبوع يتم فيها استهداف قيادات محسوبة على منطقة ردفان بلحج؛ حيث شهدت مدينة عدن، الأربعاء 23 مارس الجاري، مصرع المرتزق ثابت مثنى جواس، قائد ما يسمى محور العند، والمحسوب على مرتزقة الانتقالي، بانفجار مفخخة استهدفت سيارته في المدينة الخضراء، ما أدى إلى مقتله ونجله وعدد من مرافقيه.
وفي السياق، نجا قيادي آخر في مرتزقة الانتقالي، أمس، من محاولة اغتيال استهدفته بعد ساعات قليلة من مصرع المشرقي في عملية مماثلة.
وأكدت مصادر محلية أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على المرتزق إسماعيل أحمد الصبيحي، قائد ما تسمى "قوات الحزام الأمني" في مديرية المنصورة، أثناء خروجه من منزله وسط المديرية.
وأوضحت المصادر أن الصبيحي نجا من محاولة الاغتيال بأعجوبة، مشيرة إلى أن المسلحين لاذوا بالفرار.
وتأتي العمليتان تزامنا مع تصاعد عمليات الاغتيال والتصفية في أروقة فصائل "الانتقالي"، خلال الآونة الأخيرة، والذي يواجه تهديدات من قبل الاحتلال الإماراتي بإزاحته كليا من المشهد السياسي والعسكري.

"الانتقالي" يتهم "عفاش" بتصفية قادته
من جانبه، اتهم المرتزق علي الهدياني، السكرتير الصحفي لرئيس "الانتقالي"، ما سماها "الفصائل الإماراتية الجديدة" بالوقوف وراء عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات المجلس في عدن.
وقال الهدياني، في مداخله مع قناة عدن المستقلة إن "ما يحدث من عمليات اغتيال تطال قيادات المجلس في مدينة عدن، يقف خلفها الفصائل الإماراتية الجديدة"؛ في إشارة إلى فصائل العميل طارق عفاش التي يتم الدفع بها من قبل الاحتلال الإماراتي على حساب مرتزقته القدامى "الانتقالي".
وأكد الهدياني أن "الفصائل الجديدة دخيلة على المدينة وتسعى لإزاحة الانتقالي من المشهد"، مشيراً إلى أن "المجلس قد يلجأ لشن حرب مفتوحة ضد كل الفصائل المتواجدة في عدن"، وأن على تلك الفصائل "مغادرة عدن والعودة إلى حيث جاءت".
وتأتي هذه التصريحات والاتهامات، في ظل تمدد فصائل طارق عفاش في مدينة عدن ومعظم المحافظات الجنوبية المحتلة، بعد الإطاحة بمواقع "الانتقالي" منها.

الحديث عن اختراقات في الصفوف الأولى لـ"الانتقالي"
كما كشفت مصادر إعلامية موالية لتحالف الاحتلال، أمس، عن اختراقات كبيرة في الصفوف الأولى لـ"الانتقالي".
وأكدت المصادر أن قيادات أمنية في المجلس تعمل لصالح العميل طارق عفاش، قائد الفصائل الإماراتية الجديدة في المحافظات الجنوبية، هي من تتولى عمليات الاغتيال التي طالت عدداً من قيادات "الانتقالي".
وأوضحت أن قيادات مقربة من نائب رئيس الانتقالي، المرتزق هاني بن بريك، التقت شقيق العميل طارق "عمار"، قبل عدة أيام في محافظة شبوة، في إطار التنسيق لعمليات تصفية داخل أروقة "الانتقالي".
ولم يعرف بعد ما إذا كانت تلك القيادات التي التقت المرتزق عمار صالح، هي التي تقف خلف عمليات الاغتيالات، لكنها تأتي في الوقت الذي وجهت فيه قيادة "الانتقالي" اتهامات مباشرة لفصائل العميل طارق عفاش، بالوقوف وراء ما سمته "نشر الفوضى الأمنية مؤخرا في مدينة عدن".
وتأتي هذه المكاشفات، في ظل مساع من قبل الاحتلال الإماراتي لخلخلة مرتزقته القدامى "الانتقالي" من الداخل، قبل إزاحته رسميا من المشهد، وسط أنباء عن قرب دمج فصائله مع فصائل الاحتلال الجديدة.