المرتزقة يتقطعون لمواطن ويعتدون عليه أمام زوجته وينهبونه مليون ريال ومسدسا ومجوهرات

خاص / لا ميديا
من وقت لآخر، تنكأ عصابات الاحتلال جراح اليمنيين بجريمة مروعة جديدة تستهدف مسافرين ومدنيين. أعواما من جرائم التقطع والسلب والنهب وقتل الأبرياء بدم بارد يرتكبها مرتزقة الإمارات. والمسرح ذاته: طور الباحة، المنطقة التي تحولت إلى لعنة بفعل الاحتلال ومرتزقته، فيما القتلة، الذين هم أنفسهم في كل مرة، مازالوا يحظون بحماية ودعم المحتل، ما يكشف عن حقيقة تعمد فرض هذه الوحشية كأمر واقع في إطار المخطط التدميري لاستهداف جميع أبناء البلد.
لا يكاد يمر يوم إلا ويصحو اليمنيون على فاجعة جديدة تأتيهم من منطقة طور الباحة بمحافظة لحج المحتلة، التي يعيث فيها مرتزقة الاحتلال ويهلكون الحرث والنسل.
كانت الجريمة التي حدثت للشاب عبد الملك السنباني كفيلة من حيث بشاعتها بأن تكون الأخيرة، وأن تُخجل حكومة الارتزاق من نفسها قليلا وهي ترى مرتزقة الاحتلال الذي جاءت به يقتلون المسافرين وينهبونهم ويرمون بجثثهم غير آبهين لشيء.
ضحية جديدة للمجرمين أنفسهم، تمثلت هذه المرة في الطفل أكرم محمد يوسف العزعزي، الذي قتله مرتزقة الإمارات أنفسهم في النقطة نفسها التي قتلوا فيها السنباني والحرازي وغيرهما من المواطنين المسافرين عبر ذلك الخط المشؤوم.
بعد ساعات من مقتل الطفل أكرم، أمام والده، أقدمت العصابة ذاتها التابعة لمرتزقة الإمارات، صباح اليوم، على التقطع للمواطن حسن مقبل الدبعي في منطقة طور الباحة والاعتداء عليه أمام زوجته ونهب ما بحوزته، استمرارا لجرائم الحرابة والتقطعات.
مصادر محلية أكدت أن العصابة نهبت الدبعي مبلغ 5000 ريال سعودي، بالإضافة إلى مبلغ 300 ألف ريال يمني، ومسدسا (نوع ماكروف) وذهب زوجته، مشيرة إلى أن تلك المبالغ كانت مخصصة لعلاج زوجته التي تعاني من مرض السرطان.
الجريمة ذاتها تحدث دائما في نقطة «طور الباحة» التي يتمركز فيها عناصر مرتزقة ما يسمى «اللواء التاسع» التابع لمرتزقة ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، ودول تحالف العدوان، وهو المكان سيئ السمعة الذي شوهه الاحتلال ومرتزقته.
وبحسب العديد من المراقبين، فإن الكثير من الجرائم التي تحدث في ذلك المكان تتشابه الكثير من تفاصيلها، فالقتلة دائما ما يقومون بإيقاف سيارة الشخص المار من النقطة لتفتيشها بالطريقة المهينة والاستفزازية نفسها، وعندما يكتشفون وجود مبلغ مالي بحوزة المواطن المغلوب على أمره، ينهبونه بقوة السلاح، وبإطلاق النار عليه مباشرة، مثلما حدث مع الشاب السنباني الذي جاء من بلد الغربة عائدا إلى أهله، أو الطبيب الحرازي أو الطفل أكرم العزعزي، ما يجدد تأكيد أن مأساة الضحايا لم تكن «تصرفا فرديا» أو مجرد جرائم جنائية كما حاول إعلام الاحتلال وأدواته تصويرها للتهرب من السخط الشعبي، إذ لم يعد هناك شك في أن التقطع للمسافرين واختطافهم وقتلهم يمثل سلوكا منظما، وأحد أنواع جرائم الحرب التي ترتكب بشكل مستمر من قبل تحالف الاحتلال وأدواته.
وباتت النقاط التي يتمركز فيها عناصر المرتزقة كابوسا مروعا للمسافرين الذين يضطرون لدخول المناطق المحتلة، حيث تفرض عصابات المرتزقة جبايات على المسافرين للعبور، وتنهب الأموال التي بحوزتهم، وتعتدي عليهم إذا رفضوا، كما تعتقل الكثير من المسافرين بناء على «الهـوية» و»اللقب» وتزج بهم في سجون سرية يتعرضون فيها للتعذيب والتنكيل بتهمة أنهم «قيادات عسكرية»!
وتجدد جرائم تحالف الاحتلال وأدواته بحق المسافرين في المناطق المحتلة، تأكيد ضرورة فتح مطار صنعاء الدولي أمام المسافرين؛ لأن معظم هذه الجرائم تأتي بسبب إغلاق المطار؛ إذ يضطر المواطنون المغادرون والقادمون من وإلى مطاري عدن وسيئون لعبور الطرق التي تتواجد بها نقاط عصابات المرتزقة بمختلف تشكيلاتها، ما يعرضهم للاختطاف والقتل بشكل متكرر.
وبات واضحا أن تحالف الاحتلال والعدوان يتعمد استمرار هذه المعاناة والجرائم في إطار مخطط الفوضى والدمار الذي ينفذه في اليمن منذ أكثر من سبعة أعوام، ولا يكتفي بذلك بل يحاول استغلال هذه المآسي التي يصنعها هو كأوراق ضغط ضد صنعاء، بتواطؤ فاضح من المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
ويمتنع الكثير من المغتربين اليمنيين في الخارج عن العودة عبر مطاري عدن وسيئون؛ لأن عصابات الاحتلال ترصد المسافرين منذ وصولهم إلى المطار، وتنسق مع النقاط التابعة للمرتزقة لاختطافهم ونهب ممتلكاتهم وقتلهم على الطريق.
وبالمثل، يواجه المحتاجون للسفر إلى الخارج مخاوف كبيرة من التوجه إلى مطاري عدن وسيئون؛ كي لا ينتهي بهم الأمر قتلى، أو مختطفين في سجون عصابات الاحتلال السعودي الإماراتي، وبسبب ذلك يفضل الكثيرون عدم السفر نهائيا برغم حاجتهم الماسة إليه.