خاص / لا ميديا -
لا يكفي ما تعيشه مدينة عدن المحتلة من حالة قتل واغتيالات واحتراب متواصل بين أدوات الاحتلال، وترد في الأوضاع المعيشية، لتأتي الحرائق كأنما لتوفي ما نقص. فمن حين لآخر يشب حريق هنا وهناك في الممتلكات العامة والخاصة مخلفا خسائر بشرية ومادية، فيما تحرص سلطات الارتزاق دوما على إغلاق ملفات التحقيق ونسب الأسباب إلى تماس كهربائي في الوقت الذي لم تعد المدينة تعرف من التيار الكهربائي إلا أنه منقطع أكثـر ساعات اليوم.

اندلع حريق ضخم، ظهر أمس، في أحد المطاعم بمدينة عدن المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن حريقا غامضا شب في مطعم الديك الكائن في الشيخ عثمان بالقرب من المستشفى الألماني، مخلفا خسائر مادية كبيرة.
وأضافت المصادر أن الحريق اندلع في ذروة ازدحام المطعم، فيما سارع مواطنون لإخماد الحريق الذي دمر جزءا كبيرا من محتويات المطعم.
وتزايدت مؤخرا حوادث الحريق في مدينة عدن المحتلة والتي طالت كثيرا من الممتلكات العامة والخاصة؛ حيث يأتي حريق المطعم بعد يومين من حريق ضخم شب في ميناء الزيت مخلفا خسائر قدرت بملايين الدولارات، بالإضافة إلى إصابة عدد من العمال.
وقالت المصادر إن اثنين من العمال أصيبوا بحروق ولم يتم إخماد الحريق إلا بعد ساعات من اندلاعه، وسط تقاعس من قبل سلطات الارتزاق.
وأوضحت المصادر أن الحريق التهم ثلاثة مساكب من أصل خمسة في منشآت الشركة بالقرب من ميناء الزيت كما التهمت قاطرتي وقود كانت بجانبه، فيما أصيب عدد من عمال المنشأة بحروق وصفت بالمتوسطة.
واعتبرت المصادر أن الحريق هو الأكبر من نوعه الذي يصيب مصافي عدن، مرجعة السبب إلى وقوف فاسدين في ما تسمى شركة النفط، التابعة للمرتزقة، خلف الحريق بعد سحب كميات كبيرة وبيعها تجاريا.
وتسبب الحريق الهائل بحالة من الهلع في أوساط المواطنين في مديرية البريقة خشية امتداده إلى خزانات الوقود في مصافي عدن وحدوث كارثة يصعب تلافيها، فضلا عن خسائر مادية تقدر بأكثر من 14 مليون دولار أمريكي.
وأثارت حادثة حريق ميناء الزيت، غضبا شعبيا واسعاً، حيث ندد ناشطون بما وصف بالكارثة الجديدة، مرجحين أن الحادث بفعل فاعل، فيما ذهب آخرون الى اتهام إدارة الميناء بالتقصير في القيام بعملها، حيث كان حريق مشابه قد اندلع العام الماضي في مكاتب الحسابات في مصافي عدن، ثبت لاحقا تورط فاسدين بالوقوف خلف الحريق.
وفي صعيد التغطية على الحادثة، سارعت شركة النفط التابعة للمرتزقة في عدن إلى إغلاق ملف قضية الحريق في ميناء الزيت الذي دمر ثلاثة مساكب من أصل سبعة في الميناء دون تحقيق.
وقالت مصادر إن شركة النفط في عدن لم تفتح أي تحقيق لمعرفة أسباب الحريق ولم تتسلم أي تقرير عما حدث.
وأضافت المصادر أن نافذين اغلقوا ملف القضية كحادث عرضي بسيط رغم الخسائر الكبيرة التي منيت بها الشركة جراء الحريق.
ويأتي إغلاق شركة النفط لملف القضية كتغطية على جرائم الفساد، مثلما حدث مع إقدام مجهولين العام الماضي على إحراق قسم الحسابات بشركة مصافي عدن لتكرير البترول، في حادثة يعتقد أن خلفها تغطية لقضايا فساد ونهب للمال العام.
وهذا الحريق، هو واحد من عشرات الحرائق التي ضربت عدن المحتلة، كان آخرها احتراق مركزين تجاريين أبرزهما مركز وطن مول التجاري.
يذكر أن 5 حوادث حريق كذلك التهمت مولات وبقالات ومنازل شهدتها مدينة عدن المحتلة خلال الشهر الحالي.
وقالت مصادر محلية إن الحريق اندلع في المركز التجاري (وطن مول) المكون من أكثر من طابق والواقع بمحاذاة جولة سوزوكي وأمام ملعب 22 مايو في الشيخ عثمان بمدينة عدن.
يذكر أن الحريق الذي شب في قسم الحسابات بشركة مصافي عدن كان قد خلف أضراراً بالغة بالملفات الخاصة بحسابات الشركة، وأكد حينها مراقبون أن الحريق مفتعل بهدف إتلاف ملفات تثبت تورط مسؤولين في قضايا فساد، حيث لم يكن الحريق الأول الذي تشهده مؤسسة في عدن لإتلاف ملفات رسمية وطمس أدلة قد تثبت تورط مسؤولين وقيادات موالية للاحتلال بقضايا فساد ونهب، إذ سبق في آب/ أغسطس من العام الماضي أن التهم حريق هائل أرشيف مبنى «عقارات وأراضي الدولة»، ما أدى إلى إتلاف جميع الوثائق الرسمية المتعلقة بأراضي وعقارات الدولة المدينة المحتلة.