استطلاع:أحمد الشلالي / لا ميديا -
مثل كل مرة نبدأ متأخرين ولا نتعلم من أخطائنا السابقة شيئا، فمع انطلاق منافسات بطولة غرب آسيا للناشئين التي يستضيفها الأردن، نلقي الضوء حول تأخر إعداد منتخبنا الوطني للناشئين كثيرا عن المدة الزمنية التي تفصله عن شارة البطولة، وهو منطق يعبر عن صعوبة مهمته للحفاظ على اللقب، وأيضا يصعب مهمة الجهاز الفني في اختيار أفضل العناصر والتعرف على اللاعبين المنضمين حديثا إلى القائمة.
منتخبنا وضعته القرعة في مجموعة قوية جدا، مع كلٍّ من الأردن المضيف والعراق وعمان، وهي المنتخبات التي دخلت البطولة بجاهزية تامة واستعداد مبكر بمعسكرات خارجية تخللها مباريات ودية، فيما كان الأحمر اليماني الصغير بعيدا كل البعد عن تلك المعسكرات الخارجية، فلا وديات سبقت البطولة، وهو ما يعكس العشوائية والتخبط الذي يمارسه اتحاد القدم. واليوم مع انطلاق المنافسات، هل يستطيع ناشئونا تكرار إنجازهم السابق والمحافظة على اللقب؟!
ملحق "لا الرياضي" أجرى استطلاعا مع عدد من الرياضيين والنقاد حول هذا الموضوع وخرج بالحصيلة التالية:

نتمنى تكرار الإنجاز
البداية مع الكابتن منير زين شرف السقاف، الذي قال: "أوضاع البلاد واستمرار الحرب وعدم وجود دوري لهذه الفئة، يصعب الاختيار الأمثل وتأخر الاختيار والمعسكر. لكن طالما تم اختيار المنتخب قبل فترة وجيزة من الدخول في أجواء البطولة وجرى الاستعداد بإقامة معسكر داخلي في صنعاء، أعتقد أنه أمر جيد من حيث المناخ والجو لتجهيز المنتخب بصورة جيدة، بفضل كفاءة الجهاز الفني بقيادة الكابتن قيس محمد صالح وكذا الجهاز المساعد والإداري والطبي الجدير".
وأضاف: "نتمنى أن يكون المنتخب استفاد من مناخ صنعاء وخوضه فيها مباريات تجريبية مع بعض الأندية للوصول للتشكيل الأفضل والمثالي في مباريات غرب آسيا بنسختها التاسعة. وللعلم اللاعب اليمني موهوب جداً بهذه الفئة التي تتمتع بذهن صافٍ وحس كروي راقٍ يهوى ويعشق الكرة بجنون والتحدي الذي يجعله يتفوق على كثير من منتخبات المنطقة".
وأكمل زين: " رغم الخسارة أمام العراق أمس، نتمنى تكرار إنجاز منتخب الناشئين العام الماضي رغم صعوبة المهمة؛ لكن لا مستحيل أمام أبطالنا وناشئينا الميامين. ولكن إن أخفقوا لا نحاسبهم ونقسُ عليهم بل علينا تقييم الأخطاء، لأننا نعرف ماذا قدم لهم".
من جانبه، يقول الحكم عبدالله العقر: "صعب جداً تكرار الإنجاز؛ لأن التركيز عليهم سيكون بشكل كبير، هذا رأيي، وأتمنى لهم تكرار الإنجاز".
الزميل خالد النو اري أدلى بدلوه في هذا الموضوع قائلاً: "أعتقد أن تكرار الإنجاز صعب، خاصة وأننا نعلم جميعا أن التشكيلة التي خاضت غرب آسيا السابقة أغلبها تجاوزت العمر الآن، ويحتاج بناء منتخب جديد وفقاً لمعايير الاتحاد الآسيوي".

ما حصل بعد البطولة شيء محزن
وهنا كان للكابتن صالح العزاني رأي آخر، فقال: "منتخبنا الوطني للناشئين عندما حقق بطولة غرب آسيا المقامة في الدمام كان هذا ناتجا عن استعداد مبكر، فقد تأجلت البطولة أكثر من مرة، وهذا الأمر كان يصب في مصلحة منتخبنا في الاستعداد المثالي، حيث لعب أكثر من 13 مباراة وقدم نتائج طيبة في المباريات الودية مع أندية الدرجة الأولى، فانعكس ذلك في البطولة التي قدم فيها منتخبنا كرة جميلة من حيث الانتشار السليم ولعب الكرة السهلة السلسة التي أدهشت جميع المنتخبات المشاركة، بالمستوى الكبير الذي ظهر به من أول مباراة أمام الأردن، والجميع رشح منتخبنا لنيل اللقب، وطبيعي أن يتم ترشيحه. ونحن مُنذ زمن لم نشاهد منتخبا يلعب بهذا المستوى، حتى أن البعض تحدث بأن هذا المنتخب ليس منتخب اليمن، بل برازيل آسيا. ولكن للأسف ما حصل بعد البطولة شيء محزن! كان من المفروض أن يتم الاهتمام بهذا المنتخب وعمل برنامج شهري للتجمع ولو لثلاثة أيام".
وتابع العزاني حديثه: "مع تلقي الأحمر الصغير الخسارة من نظيره العراقي، أتوقع أن منتخبنا سيكون بعيداً عن مستواه المعهود الذي شاهدناه في النسخة السابقة، وذلك لعدة أسباب، أبرزها الإعداد الضعيف وعدم الجاهزية للوصول إلى الجاهزية المثالية، وصعب جداً تكرار الإنجاز ولكن ليس بالمستحيل. تمنياتنا لمنتخبنا في مشواره التوفيق وللكابتن قيس محمد صالح الذي سيكون عليه مسؤولية مضاعفة لنيل اللقب الذي أتوقع أن المنتخبات المنافسة ستعمل لمنتخبنا ألف حساب، كونه بطل النسخة الماضية لغرب آسيا بالدمام، ومنتخبنا سيلعب هذه البطولة بشخصية البطل لا أقل ولا أكثر".

جهاز فني رائع ولاعبون مميزون
فيما يقول المدرب القدير علي العبيدي: "إن شاء الله يستطيع تكرار الإنجاز وتحقيق لقب البطولة بحكم وجود مدرب وجهاز فني رائع ولاعبين متميزين مستوى وأخلاق وروح وقلب الفريق الواحد، وهذا ما سيسهل أي صعوبات، وبالذات لأن لديهم تجربة دولية سابقة تساعدهم على الفوز وتخطي الخسارة الأولى في منافسات كأس آسيا الحالية إن شاء الله".

صعوبة الحفاظ على اللقب
وفي ختام جولتنا الاستطلاعية، قال الإعلامي أحمد الظامري: "عندما يتحدث أي ناقد رياضي حول معطيات منتخب في مجموعة يجب أن تكون هذه المعطيات مستندة إلى رؤية هذا المنتخب من خلال مباريات ودية أو مشاركات سابقة".
وأردف: "بالنسبة لمنتخبنا هناك أسماء جديدة ضمت إلى قائمة الكابتن قيس محمد صالح إضافة إلى الأسماء السابقة، وبالتالي يصعب الحكم على المنتخب في ظل ذلك. كما أن التوقع والتخمين حول محافظة منتخبنا الصغير على لقب البطولة المؤشرات حوله تقول بصعوبة ذلك وبالذات ما ظهر مع أول مباراة خسرها رغم تسيده للعب، وذلك في ظل جاهزية منتخبات المجموعة والإعداد الجيد لها من معسكرات خارجية ومباريات ودية". 
وأضاف الظامري: "أنا كيمني أتمنى أن يكرر منتخبنا إنجازه بتحقيق البطولة والمحافظة على اللقب، ونحن نعول دائماً على حماس اللاعبين ورغبتهم في انتزاع اللقب كما فعلوا في المرة السابقة بقيادة المدرب قيس".