الأردن - عمان - حاوره:لبيب المعمري / لا ميديا -
يتمتع الدكتور عصام السنيني بكاريزما خاصة في الظهور والعمل الرياضي، بات معها جديرا بتبوؤ مناصب الطاولة الداخلية والإقليمية والقارية, من خلال اعتلائه رئاسة الاتحاد اليمني لكرة الطاولة، ومعالجته للاختلالات التي كانت تعاني منها هذه اللعبة. لكن ما زالت الروشتة لتنفيذها تحتاج لجهود كبيرة.
الزميل لبيب المعمري التقى الدكتور عصام السنيني في العاصمة الأردنية عمان وأجرى معه حوارا مستفيضا وخاصا لـ"لا الرياضي".
 مرحبا بك دكتور عصام على صفحات "لا الرياضي"!
- مرحبا بك أخي لبيب وبملحق صحيفة "لا" الرياضي، التي شقت طريقها في تغطية الأحداث الرياضية اليمنية ونقلت الواقع الذي نعيشه اليوم بالتوفيق. للصحيفة.

استعداد لـ"التضامن الإسلامي"
 في البداية، كيف تنظر إلى واقع كرة الطاولة من حيث المشاركات الخارجية؟
- المشاركات الخارجية توقفت بشكل كبير؛ باستثناء اللاعب إبراهيم جبران، المحترف في قطر، ويشارك في البطولات بشكل فردي، نتيجة الوضع الحالي الذي تعيشه بلادنا. الكل يعرف أن غياب المخصصات المالية وعدم دعم الاتحادات الرياضية والمشاركات الخارجية، أدى إلى عدم انتظام المسابقات الداخلية، وغياب التأهيل والتدريب، وتدمير المنشآت الرياضية، وتراجع الرياضة اليمنية بشكل عام، ومنها كرة الطاولة.
كانت هناك مشاركة للمنتخب الوطني في بطولة التضامن الإسلامي، 9 - 18 آب/ أغسطس، وكان هناك خياران مقدمان من اللجنة الأولمبية اليمنية: إما إيجاد معسكر خارجي لإعداد المنتخب الوطني، وإما المشاركة ببطولة غرب آسيا. لكن نحن كاتحاد أخذنا برأي الفنيين ووافقنا على المشاركة في البطولة، لكي تكون إعدادا وتهيئة نفسية للاعبين لخوض غمار المنافسات وكسر حاجز روتين التدريب الطويل والذي بدأ منذ ثلاثة أشهر.
وتعتبر بطولة غرب آسيا من البطولات الأقل مستوى فنيا من البطولات الكبرى؛ لكن هذه البطولة في الأردن كانت مختلفة، حيث شهدت مشاركة 12 دولة وحضرها أبطال اللعبة في المنطقة وشهدت منافسة قوية جدا في كل الفئات، وكانت معتركا حقيقيا للاعبين الذين ظهروا بمستوى فني رائع. ويجب أن نشكر اللاعبين على ما قدموه في ظل الإعداد البسيط الذي كان عبارة عن معسكر داخلي بصنعاء على حساب الاتحاد العام لكرة الطاولة رغم شح الإمكانيات.

فائدة فنية
 ما الذي حققته الطاولة اليمنية في بطولة غرب آسيا هنا في الأردن؟
- حققت إيجابيات عديدة، منها الاستفادة الفنية للاعبين وتحقيق اللاعب إبراهيم جبران ميدالية فضية وتأهل عمر الكدس إلى نهائيات الأمم الآسيوية واختياره بين أفضل 16 لاعبا في بطولة غرب آسيا، وكذا دخول اللاعب مجد الذبحاني وعبدالرحمن اليفاعي ضمن التصنيف الدولي، وهذا سيحسن تصنيف بلادنا في اللعبة. ومجرد وجود طاولة اليمن ورفع علم اليمن في هذه البطولة يعتبر إنجازا بعد غياب منذ عام 2016.

انتظروا أخبارا سعيدة
 ماذا عن مشاركتك في الاجتماع العمومي؟
- حضرت اجتماعات مجلس إدارة غرب آسيا بصفتي عضو مجلس الإدارة. وفي اجتماع الجمعية العمومية لغرب آسيا والجمعية العمومية للاتحاد العربي، التقيت بجميع المسؤولين عن اللعبة، ومن ضمنهم الأستاذ خليل المهندي، نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحادين الآسيوي والعربي، والأميرة زينة راشد، عضو الاتحاد الدولي ونائب رئيس غرب آسيا، ورئيس غرب آسيا، ولقاءات أخرى ناقشنا فيها وضع الطاولة اليمنية كيف كانت وما هو الممكن تقديمه لاستعادة النشاطات... والجميع متفق على الدعم حتى تعود، وإن شاء الله سنسمع في قادم الأيام أخبارا سعيدة.

دون خطة مزمنة لن نتطور
 ماذا عن نشاط الاتحاد في المحافل الدولية في ظل غياب الدعم المالي والنشاط الداخلي؟
- دعنا نكن واقعيين ولا نقفز على الواقع. نحن لم نستطع إقامة بطولة داخلية، فما بالك بالمشاركات الخارجية، التي تخضع إلى تقييم وإذا لم تكن جاهزا وتعد المشاركة لتحقيق إنجاز وليس للمشاركة فقط...؟! وهذا ليس طموح الاتحاد، الذي كان يعتلي منصات التتويج. نعتبر أن المشاركات التي يشارك بها إبراهيم في بطولة غرب آسيا للأندية والمنتخبات وتأهيل مدربين وحكام في دورات التضامن الإسلامي من أهم الأنشطة، وحضور الاجتماعات في الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي التي تمت هذه السنة وتعتبر من أهم السنوات التي مضت بالنسبة لنا. ولكن إذا استمر غياب الدعم وعدم وجود خطة مزمنة ومرتبة سنستمر في العشوائية ولن نتطور.

شروط لإعادة البطولة
 شاهدنا عودة بطولة أندية الدرجة الأولى لكرة اليد وكرة السلة، فهل حان وقت عودة البطولات الداخلية لجميع الألعاب الرياضية على مستوى الجمهورية؟
- نحن لدينا أكبر جمعية عمومية في البلد بعد اتحاد كرة القدم. لدينا 119 ناديا يمثلون 20 فرع اتحاد، ولدينا أندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة، ولا بد من عودة النشاط ورصد المخصصات من قبل وزارة الشباب وصندوق النشء والشباب لإقامة دوري الدرجة الأولى والثانية وتصفيات المحافظات وبرامج التدريب والتأهيل وتوفير مستلزمات ممارسة اللعبة، إضافة إلى إعادة بناء صالة الاتحاد التي تعرضت للتدمير نتيجة القصف المباشر، حتى نستطيع العودة إلى الرياضة التي هي رسالة محبة وسلام، وهي التي تجمع اليمنيين بكل أطيافهم نتيجة التفرقة التي فرضت عليهم بسبب الوضع القائم، ولا يوجد لهم سوى العودة إلى الرياضة حتى نستطيع ربط جسور المحبة.

مناصب في خدمة "الطاولة"
 ما هي المناصب الرياضية التي يتقلدها الدكتور عصام؟
- المناصب التي أشغلها إن شاء الله تساهم في دعم كرة الطاولة والرياضة اليمنية، وهي جاءت نتيجة عمل وجهد خلال عقدين من الزمن وخبرات تراكمية، وهي: رئيس الاتحاد اليمني لكرة الطاولة، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية اليمنية، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة طاولة غرب آسيا، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي، عضوية كاملة في اللجنة الفنية للاتحاد الآسيوي.

جهود ذاتية
 كيف استطعتم المحافظة على اللعبة في اليمن في ظل الظروف الصعبة؟
- نحن في مجلس الإدارة، وبدعم محدود سواء من وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء أو اللجنة الأولمبية، حاولنا الحفاظ على اللعبة بأدنى المستويات خلال السبع السنوات الأخيرة، وذلك بإقامة أنشطة وبطولات سنوية واستمرار التدريبات، وكذا حث الفروع على إقامة أنشطة بجهود ذاتية. واللعبة شعبية ومحبوبة لدى الجميع، ونحن حريصون على إتاحة الفرصة للجميع للمشاركات؛ لكن كدوري منتظم واحترافي فذلك صعب؛ فوضع اللعبة كوضع باقي الاتحادات، وهذا ما يجب على مسؤولينا إعادة النظر فيه.

الفروع الفعالة
 ما هي الفروع الأكثر فاعلية في إقامة البطولات؟
- أولاً: أتقدم بالشكر لكل فروع الاتحاد الفاعة، وأهم فروع الاتحاد هي: أمانة العاصمة وعدن والحديدة وحجة وحضرموت وإب. كما شاهدنا عودة البطولات في عدن بشكل رائع، وأقيمت في الصالة الرياضية، وعودة النشاط السنوي وعودة أندية عدن كاملة، وعودة المشاركة النسوية؛ والكل يعرف تاريخ اللعبة في عدن. كما أن فروع الأمانة وإب وحضرموت كان لها بطولات جيدة.

لا بد من دعم حكومي
 شاركتم في بطولة الرجال خارجيا. هل هناك توجه لعودة المشاركة النسوية؟
- مع عودة المشاركات الخارجية لا بد من عودة للذكور والإناث بالتساوي. نحن أبطال في اللعبة، وإن شاء الله يتم هذا الأمر لاحقا. فقط نريد ترتيب البيت من الداخل، ولا يمكن أن تكون المشاركة من أجل السفر. وقد شاهدنا بطولة غرب آسيا كيف تطورت وظهرت مستويات رائعة، سواء من اللاعبين الصغار أو الكبار ومن الجنسين. وبالتالي يجب عليك أن تبني من الداخل لتكون جاهزا لتمثيل اليمن بشكل جيد؛ ولكن لا وجود للدعم المالي والمعدات والتأهيل ولا صالة للتدريبات المستمرة وما إلى ذلك. فالأمر يحتاج إلى جهد كبير ودعم حكومي. ونحن معتمدون على الدعم الحكومي.

اللعبة الأنيقة
 رسالتك إلى الأندية...؟
- رسالة شكر وتقدير للأندية التي مازالت تمارس اللعبة رغم الوضع الحالي، وهي موصولة للاعبين والمدربين والإداريين والحكام بشكل عام. وتعتبر كرة الطاولة لعبة أنيقة يستطيع ممارستها أي شخص، وأي نادٍ يستطيع أن يفعّل اللعبة نحن على استعداد لدعم هذا النادي على مستوى المعدات المتوفرة.

نريد عودة قوية للرياضة اليمنية
 ماذا عن تأهيل المدربين والحكام؟
- مهم جدا مواكبة التأهيل الفني للمدربين والحكام والإداريين. وهناك نقلة نوعية في الاتحادات الدولية العربية والآسيوية. ونحن الآن يجب أن نتغير معهم ونواكب التأهيل والتدريب. هناك دورات لتأهيل مديري البطولات وتأهيل الحكم العام. ونحن قد بدأنا في برنامج تأهيل المدربين بحضور 20 مدربا من مختلف المحافظات بدعم من الاتحاد الآسيوي وبالتنسيق مع اللجنة الأولمبية. وهناك دورات للمستوى الثاني للمدربين وللحكام. لدينا حكمان في دورات التضامن الإسلامي بالكويت، وهذا تحت الطموح، ولكننا نتكلم عن مساحة جغرافية كبيرة ونحتاج إلى تأهيل أكبر عدد. طبعاً، لدينا عدد من الحكام والمدربين والإداريين الأكفاء والمؤهلين، ويجب الحفاظ على كوادرنا، ونتمنى عودة النشاط الرياضي، وإن شاء الله عودة قوية للرياضة اليمنية.

إنجازات عربية وعالمية
 ما هي أبرز إنجازاتكم كاتحاد؟
- حققنا ميداليتين برونزيتين في الدورة العربية في مصر 2007، وبرونزيتين في بطولة مصر الدولية للأشبال عام 2008، وبرونزية ناشئي وأشبال المنتخبات في البطولة العربية في المغرب عام 2008، وذهبية وفضية بطولة القدس الدولية للناشئين في صنعاء 2009، وميدالية فضية في فردي وزوجي الناشئين وزوجي الأشبال في البطولة العربية في مصر عام 2009، وذهبية فرق الأشبال في البطولة العربية الثانية والعشرين في البحرين عام 2010، وفضية بطولة القدس الدولية للناشئين لفئتي الفردي والزوجي في صنعاء 2010، وبرونزية بطولة الأندية العربية في لبنان 2010، وذهبية زوجي الناشئين وفضية فردي الناشئين وبرونزية فردي الأشبال في بطولة كأس العرب في الأْردن 2012، وبرونزية فرق الناشئين في بطولة البحرين الدولية في البحرين 2013، وفضية بطولة غرب آسيا في الأردن 2013، وذهبية زوجي الناشئين في بطولة كأس العرب في العراق 2013، وفضية فردي الناشئين وبرونزية زوجي الأشبال في بطولة كأس العرب في العراق 2013، وبرونزية زوجي الناشئين في بطولة العراق الدولية المفتوحة 2013، والمركز الثاني في أسبوع الأمل العربي في البحرين 2015، واختيار اللاعب عمر الكدس ممثلا لمنطقة غرب آسيا للمشاركة في نهائيات آسيا للفردي في الهند 2015، والمشاركة في بطولة آسيا بتايلاند 2015، وتأهل منتخبنا للمشاركة في بطولة العالم في ماليزيا 2016، وفضية فردي البراعم في البطولة العربية بمسقط - عمان 2017، وذهبية معسكر وبطولة الأمل لدول غرب آسيا بالأردن 2018، وبرونزية معسكر وبطولة الأمل لدول قارة آسيا بتايلاند 2018، وبرونزية معسكر وبطولة الأمل العالمي لمنتخبات القارات بإسبانيا 2018، واختيار اللاعب إبراهيم جبران ضمن منتخب الأمل الخاص بالاتحاد الدولي لعام 2018 للمشاركة في كأس العالم للقارات، وذهبية بطولة البحرين المفتوحة لفئة البراعم 2019، واختيار اللاعب إبراهيم جبران ضمن منتخب الأمل الخاص بالاتحاد الدولي لعام 2019 للمشاركة في كأس العالم للقارات، وفضية بطولة كأس العالم للقارات للفرق في بولندا 2019 ضمن منتخب الأمل العالمي (WORLD CADET CHALLENGE)، وذهبية بطولة البحرين المفتوحة لكرة الطاولة 2019...
بالإضافة إلى تواجد الكادر اليمني في عضوية الاتحادات الدولية والآسيوية والعربية، وتأهيل المدربين والحكام وحصول الاتحاد على المستوى الأول في تقييم اللجنة المشكلة من قبل وزارة الشباب والرياضة كأفضل اتحاد رياضي على مستوى الجمهورية.

الحصار سبب أوجاعنا
 ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه عمل اتحاد الطاولة؟
- بداية العدوان في 2015 صُدمنا بتوقف الأنشطة الرياضية، وكان يمكن أن تستمر الرياضة بشكل عام. ثم في بداية 2016 تم تدمير الصالة الدولية لكرة الطاولة بالقصف المباشر من طيران التحالف، وغاب الدعم الكافي لإقامة الأنشطة الرياضية. وأكبر الصعوبات هي التفرقة التي حصلت بين الرياضيين وأندية الجمهورية بسبب الحصار، وهذا من أكثر الأمور صعوبة التي واجهتنا، وانقطاع المخصصات المالية للاتحاد حتى يستطيع إقامة البطولات، وكذا الحصار وإغلاق مطار صنعاء وكان هناك مغامرات من اللاعبين للسفر برا إلى سيئون وعدن، وعزوف الحكام والمدربين عن الاستمرار في الرياضة؛ لأن العمل تطوعي... البطولات والمشاركات الخارجية تعمل دورا اقتصاديا وتنعش اللاعبين والمدربين والحكام؛ ولكن اتجه البعض إلى البحث عن لقمة العيش.
احتراف مبكر
 هل توجد لائحة انتقالات واحتراف للاعبي كرة الطاولة اليمنية؟
- نحن انتقلنا إلى عالم الاحتراف منذ وقت مبكر، والأندية كانت تعطي عقودا للاعبين، وفي مقدمتها أهلي صنعاء والصقر والشعلة. وتوجد لائحة تنظم عملية الانتقالات. وهنا نشكر هذه الأندية الثلاثة التي ساهمت في نقلة نوعية للعبة وكانت تمنح العقود بصيغة احترافية، وخلقت تنافسا بين الأندية لاستقطاب أفضل اللاعبين.

موهبة تنقصها الرعاية
 ماذا عن موهبة اللاعب اليمني؟
- اللاعب اليمني موهوب؛ لكنه فقط يحتاج إلى رعاية واهتمام، ونمتلك في جميع المحافظات مواهب كبيرة.
 ماذا تحب أن تقول في ختام هذا الحوار؟
- أقولها صراحة: إذا كان هناك أحد قادر على أن يقدم أكثر مما قدمناه للاتحاد وقادر على خدمة اللعبة ويخدم الوطن في الوقت الراهن، فأنا مستعد أن أنسحب من رئاسة الاتحاد. نحن لسنا متمسكين بالاتحاد عنوة، واليمن بحاجة إلى رجال مخلصين وصادقين لانتشالها من الوضع الحالي. والشكر والتقدير أكرره لكل من استمر في هذه الأوضاع، مدربين ولاعبين وإداريين وحكاما، في ممارسة كرة الطاولة. وأيضاً شكرنا وتقديرنا لكل من دعم وساهم في استمرار اللعبة. والعتاب على مسؤولينا، الذين ينظرون للرياضة نظرة قاصرة. الرياضة أصبحت لغة تتخاطب بها الشعوب. ونتمنى أن تحظى الرياضة اليمنية بالدعم الكامل لتمارس في جميع المحافظات وعلى مستوى جميع الألعاب.