خسر الخونج المعركة في عتق. والمعركة لن تنتهي هناك، بل ستمتد إلى محافظة حضرموت. فمجلس العليمي أو كما يسمى «مجلس بن قولون» أعلن أن لا صوت يعلو فوق صوت الاحتلال. كان على الخونج أن يدركوا ذلك، اتعاظا بما حصل لهم من مجازر بفعل طيران إمارات ابن زايد التي كانوا من ضمن المرحبين بها، وها هم يدفعون الثمن ثانية، لكن بشكل مضاعف هذه المرة لأنهم وثقوا بمجلس الاحتلال فكان الصاع صاعين. تدخل طيران الإمارات فحسم المعركة لصالح مرتزقتها على حساب مرتزقة السعودية. فيما كان عِقد المجلس الهش قد انفرط عند الطلقة الأولى ليسكب رئيسه بعض الدمع مترحما على «الضحايا» وواعدا بـ«جبر الضرر».

دخلت المعارك، أمس، بين أدوات الاحتلال في محافظة شبوة يومها الخامس، وسط استمرار قصف طيران الاحتلال الإماراتي الذي حسم المعارك لصالح مرتزقته في عتق، مركز المحافظة النفطية.
وقتل وجرح العشرات من خونج التحالف أمس إثر شن طيران الاحتلال الإماراتي غارات جديدة على مواقع تابعة لهم مما تسمى قوات محور عتق وقوات الأمن الخاصة في مناطق عياذ وشرق جردان ونوخان بشبوة.
وقالت مصادر إن الغارات كانت كثيفة وسط تحليق مستمر في تلك المناطق.
وأكدت المصادر أن الخونج ردوا على الغارات بشن قصف مدفعي على تجمعات لمرتزقة الإمارات في معسكر مرة على أطراف مدينة عتق.
وكان مرتزقة الإمارات سيطروا، الأربعاء، على مدينة عتق بعد شن طيران الاحتلال أكثر من 30 غارة استهدفت قوات الخونج وأجبرتهم على التراجع بعد أن كانوا قد سيطروا على جزء كبير من المدينة.
وشن الاحتلال الإمارات عشرات الغارات بطيرانه المسير  على مواقع للخونج، في «تبة الإرسال وما يسمى «معسكر النجدة» و«معسكر اللواء 21 ميكا» و«معسكر الشهداء» وقطاعات في مفرق نوخان ومفرق المصينعة، وموقع الكدس و«الشرطة العسكرية»، و«قيادة محور عتق» والمطار، بعد أن كانت مقاتلو الخونج قد تمكنوا من السيطرة عليها وعلى مدينة عتق ومداخلها وكل شوارعها حتى ساعات فجر الأربعاء، وسط فرار جماعي لمرتزقة الإمارات.
وخلفت الغارات عشرات القتلى في صفوف الخونج، الذين ظلت جثثهم مرمية على الشوارع، وسط تقدم لمرتزقة الإمارات الذين باشروا بتنفيذ مداهمات لعدد من المنازل بالمدينة ونهبها، بينها منزل الخونجي عبد ربه لعكب قائد ما تسمى القوات الخاصة.
وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لمرتزقة الإمارات ينهبون منازل في المدينة.
كما انتشرت صور لعدد من القتلى بينهم مواطنون وجثثهم مرمية في شوارع عتق إثر المعارك الطاحنة التي شهدتها المدينة بين أدوات الاحتلال.

الخونج يهددون بالانسحاب من رئاسي حكومة الفنادق
إلى ذلك، هدد الخونج بانسحابهم من حكومة ورئاسي الاحتلال إثر أحداث شبوة وتدخل طيران الإمارات لحسمها لصالح مرتزقتها.
وقال حزب الإصلاح في بيان له إنه يدرس قرار تجميد مشاركته في حكومة الارتزاق ومؤسساتها احتجاجاً على أحداث شبوة الأخيرة، وعلى انحياز رئاسي العليمي إلى فصائل الإمارات وشرعنته القتال ضد قوات الخونج.
كما طالب البيان بإقالة المؤتمري جناح الإمارات عوض بن الوزير العولقي من منصب محافظ شبوة محملا إياه «كامل المسؤولية عما آلت إليه الأمور وما أفرزته من ضحايا ونهب وفوضى، حيث رفض كافة الجهود السياسية والاجتماعية والقبلية في احتواء الفتنة وقاد عمليات التحريض والاقتتال بمعية العناصر الخارجة عن القانون وباستخدام أسلحة الإبادة الجماعية بما فيها الطيران المسير ضد أبناء شبوة».
وأضاف: «نطالب مجلس القيادة الرئاسي بإقالة العولقي وإحالته للتحقيق، وإلا فإن الإصلاح سيضطر إلى إعادة النظر في مشاركته في كافة المجالات».

العليمي يستقيل
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقديم المرتزق عبدالله العليمي استقالته من منصبه كعضو في مجلس العليمي؛ على خلفية الأحداث التي شهدتها محافظة شبوة، و«احتجاجا على طريقة إدارة المجلس وعدم التوافق في اتخاذ القرارات خلافا لبيان نقل السلطة».
ورغم قيام المرتزق رشاد العليمي بتهدئة الوضع في أعقاب انسحاب الخونج من مدينة عتق، تجاهل في بيان صادر عنه دون توافق مقتل أكثر من 50 من عناصر الخونج بطيران الإمارات وتجاهل إسقاط علم الجمهورية في عتق، واكتفى بامتداح الإمارات فيه مرتين.
واعتبر مراقبون موالون لتحالف الاحتلال أن مجلس العليمي «سلم المحافظة النفطية للإمارات وأظهر انحيازاً لها وضعه محل انتقادات حادة من الكثير من اليمنيين».
إلى ذلك، بدأت فصائل الاحتلال الإماراتي تحركات جديدة لاقتحام مدينة سيئون، بمحافظة حضرموت المحتلة من خلال إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة، أمس الأول إلى الطريق الصحراوي المؤدي إلى المدينة، حيث تتمركز قوات الخونج.
وكان مرتزقة ما تسمى «الهبة الحضرمية» الموالية للاحتلال الإماراتي دفعوا بتعزيزات مماثلة إلى تخوم سيئون، بعد عسكرتها للمنافذ الشرقية والجنوبية.
ورأى مراقبون أن تعزيزات فصائل الاحتلال الإماراتي، تأتي في إطار ترتيبات لاقتحام المدينة، وطرد ما تبقى من وجود عسكري للخونج في الهضبة النفطية، على غرار ما حدث في شبوة.

مستشار الأحمر يعتبرها حربا شاملة
من جانبه اعتبر سيف الحاضري المستشار الإعلامي للعميل علي محسن الأحمر، قصف طيران الإمارات لمواقع الخونج في حضرموت وشبوة «حربا شاملة».
وقال الحاضري في تغريدة على حسابه في تويتر أمس: «إن استمرار القصف على مواقع الجيش في شبوة باتجاه العبر يؤكد  أنها حرب شاملة تستهدف الجيش الوطني، الأمر يحتاج الى مواقف تصعيدية لمواجهة هذه الحرب»، حسب تعبيره.