لا ميديا -
اتجهت المعركة صوب حضرموت، مع أنها لم تنته في شبوة. فالمحافظتان في النهاية لا تعنيان للاحتلال شيئا سوى أنهما هضبة نفطية وموقع استراتيجي مطل على البحر. ووسط ما حدث وما سيحدث تتجه الأنظار نحو مدينة تريم التاريخية خشية أن تدخل ضمن ساحة الصراع التي يتم التحضير لها منذ وقت طويل. أما الهدف فطمس هوية ثقافية ورمزية دينية ظلت المدينة تتمتع بهما وتصفية مركز إشراق روحي يمني خالص. وعلى أمل ألا يحدث يظل الاحتمال واردا، نظرا للتحشيدات والاستقطابات التي ظل يعمل عليها أدوات الاحتلال طيلة الفترة السابقة.

بدأت، أمس، طلائع توجيه المعركة بين أدوات الاحتلال صوب محافظة حضرموت المحتلة، التي تشهد صراعا محتدما وغليانا أججه الاحتلال طيلة الفترة السابقة.
وهدد تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي، أمس، بقصف ما تسمى «المنطقة العسكرية الأولى»، آخر الفصائل التابعة للخونج، في محافظة حضرموت المحتلة.
يأتي ذلك بعد ساعات من شن طيران الاحتلال الإماراتي غارات استهدفت نقاط الخونج المنتشرة على خط حضرموت -شبوة سقط إثرها قتلى وجرحى لم يعرف عددهم.
وأفادت مصادر عسكرية في حضرموت بأن تحالف الاحتلال حذر قيادة «المنطقة» من أي تحرك وفرض عليها البقاء في معسكراتها وعدم تحريك أية قوة أو تنفيذ انتشار جديد بما فيها داخل مسرح انتشارها في الوادي والصحراء.
وتزامنت تهديدات تحالف الاحتلال في ظل انتشار لمرتزقة الإمارات في مناطق متفرقة من مدينة سيئون المركز الإداري لوادي وصحراء حضرموت.
ونقلت وسائل إعلام تابعة للخونج عن مصادر في «المنطقة» قولها إنها ترصد تحضيرات لهجوم محتمل من قبل ما تسمى النخبة الحضرمية، الموالية للاحتلال الإماراتي، مشيرة إلى أنها مستعدة لمواجهتها.
وكانت معلومات أكدت أن الاحتلال الإماراتي منح مرتزقته الضوء الأخضر لتفجير الأوضاع في محافظة حضرموت، مشيرة  إلى أنه جهز طيلة الفترة السابقة السيناريو نفسه الذي اتبعه في شبوة، في ظل تواطؤ ما يسمى «المجلس الرئاسي» بقيادة المرتزق رشاد العليمي.
مصادر متطابقة أكدت أن الفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي بدأت تشكيل ما تسمى «قوات دفاع حضرموت» على غرار ما حدث في محافظة شبوة، بعد الإطاحة بالمحافظ الخونجي محمد بن عديو وتعيين المؤتمري جنـــاح الإمارات عــــوض بن الوزير العولقي.
وحسب ما كشفته المصادر فإن فصائل الارتزاق الجديدة سيتم تشكيلها بقوام 25 ألف فرد من عدة ألوية، وأن عملية التجنيد بدأت، مشيرة إلى أن ما تسمى «الهبة الحضرمية» هي التي تتولى عمليات التجنيد.
وكان ما يسمى «المجلس الانتقالي» الموالي للاحتلال الإماراتي، قال، الخميس المنصرم، إن معاركه ضد الخونج لن تتوقف عند شبوة بل ستستمر إلى ما بعد شبوة؛ في إشارة إلى محافظة حضرموت، التي جرى التحضير طويلا لإسقاطها.
وفي ظل ما يجري من حديث حول معركة وشيكة في حضرموت، يبدي مراقبون خشيتهم من أن يجر الصراع بين أدوات الاحتلال مدنا تاريخية كتريم وسيئون وشبام حضرموت، في ظل سعي الاحتلال ومرتزقته إلى طمس هوية تلك المدن.
وأكد المراقبون أن التحشيدات التي شهدتها مدينة تريم في الآونة الأخيرة من قبل ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع الموالي للاحتلال الإماراتي مؤشرات على أن المدينة التاريخية وجهة المحرقة القادمة بين فرقاء الارتزاق بدفع من دول الاحتلال وبذريعة بسط سيطرة الدولة.
وأكــدوا أن حــوادث القتــل والاغتيـــالات شرعت تأخذ تطورا دراماتيكيا في المدينة، وسط تبادل الاتهامات بين أدوات الاحتلال بشقيه السعودي والإماراتي، ما يشير، بحسبهم، إلى أن الأمور ذاهبة باتجاه عناوين طائفية، يحشد لها الاحتلال ضد تريم، بما تعنيه من مدينة صوفية تاريخية وفيها أكبر تجمع للسادة العلويين الذين لم يباركوا العدوان والتزم موقفهم الصمت.
كما أن افتتاح ما يسمى «مؤتمر حضرموت الجامع»، الموالي للاحتلال الإماراتي، مكتبا له الأسبوع الماضي في مدينة تريم يشير إلى رغبة الاحتلال وأدواته في أن تكون تريم ضمن ساحة الصراع التي يتم تحضيرها، بهدف طمس هوية ثقافية ورمزية دينية لها قداستها الخاصة في المدينة.
وتشير المعطيات إلى أن المدينة قادمة على حدث مروع قد ينجم عنه مجازر بحق شريحة تم التعبئة والشحن ضدها من قبل الاحتلال الإماراتي والسعودي قد يهيئ لتصفية مركز إشراق روحي يمني وشخصيات لم تؤازر مشروعه الوهابي وعدوانه على اليمنيين ولزمت الصمت، حيث سبق اغتيال أكثر من عالم وشخصية خلال سنوات العدوان والاحتلال.
واعتبر سياسيون وناشطون المساس بمدينة تريم جريمة حرب سيتحمل مسؤوليتها الاحتلال وأدواته والرباعية الدولية والأمم المتحدة.