شهدت محافظة المهرة المحتلة، أمس، حالة استنفار مع بدء تحالف الاحتلال الزحف على مدن الإقليم الشرقي في إطار مخطط لإخضاعه.
وعقدت لجنة الاعتصام بمحافظة المهرة ومكونات حزبية وقبلية أخرى اجتماعات على إيقاع التطورات الأخيرة في شبوة وحضرموت.
وقال رئيس  الدائرة السياسية بلجنة الاعتصام، سعيد عفري عقب اجتماع للقبائل وعدد من المكونات السياسية والاجتماعية بأن اللجنة مستمرة في متابعة الأحداث في شبوة وما تعرضت له من قتل للمواطنين بطريقة بشعة وجرائم إبادة على يد قوات الاحتلال ومرتزقتها.
وأكد عفري أن لجنة الاعتصام السلمي في المهرة لن تسمح بتكرار ما حدث في شبوة أو إعادة تطبيقه كسيناريو في المهرة.
واتهمت لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، قوات الاحتلال السعودي والإماراتي بقتل المواطنين في شبوة وتصفية المؤسسات الأمنية والعسكرية، وأكدت استمرارها بالنضال حتى تحقيق الأهداف ورحيل القوات الأجنبية المحتلة من المحافظة.
والمهرة من المحافظات المناهضة لتحالف الاحتلال والتي ظل أهلها على مدى السنوات الماضية يقارعون محاولات التحالف الاستحواذ على موقعها الاستراتيجي. كما أنها واحدة من عدة محافظات مستهدفة حاليا تحت مسمى تفكيك مراكز نفوذ الخونج.
ويتوقع أن تشهد المحافظة خلال الأيام المقبلة تصعيدا في ظل حراك الاحتلال لإخراج ما تبقى من فصائل يمنية منتشرة هناك.
إلى ذلك، عبرت تعزيزات عسكرية ضخمة لفصائل مرتزقة الإمارات، أمس، محافظة أبين باتجاه محافظات الهلال النفطي شرق اليمن، وسط تحركات لبسط السيطرة التامة لقوات الاحتلال الإماراتي على مناطق النفط والغاز في حضرموت وشبوة.
ووصلت تلك القوات أمس مدينة عتق عاصمة شبوة، بعد يومين من إصدار الأوامر لها من قبل الاحتلال الإماراتي بالتحرك.
ونشر نشطاء موالون للاحتلال الإماراتي صورا لقوات ضخمة عبرت الخط الدولي في أبين قادمة من الساحل الغربي لليمن.
والقوات تتبع ما يسمى «اللواء الأول عمالقة» الذي يقوده المرتزق رائد الحبهي، وكان تم استدعاؤها قبل أيام ضمن الترتيبات لما بعد معركة شبوة بين أدوات الاحتلال والتي انتهت بسيطرة فصائل الاحتلال الإماراتي مما تسمى «قوات دفاع شبوة» و«ألوية العمالقة» على مدينة عتق، وطرد فصائل الخونج منها بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح إثر تدخل طيران الاحتلال الإماراتي وحسم المعركة لصالح مرتزقته.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت قوات الارتزاق هذه في طريقها إلى حضرموت أو مأرب حيث تشهد المحافظتان حراكا عسكريا وسياسيا لتفكيك ما يمسيه رئاسي الاحتلال «المنظومة التقليدية» هناك، لكن تزامنها مع تصريحات المرتزق رشاد العليمي حول تسليم حقول النفط والغاز لـ«قوات محايدة» يشير إلى أن هذه القوات التي تتبع التكفيري أبو زرعة المحرمي ستنتشر في حقول نفط العقلة، آخر معاقل الخونج بشبوة.

مرتزقة الإمارات
 يشنون حملة اعتقالات مناطقية في عتق
إلى ذلك، بدأ مرتزقة الإمارات، أمس، حملة اعتقالات واختطافات لأبناء المحافظات الشمالية في مدينة عتق.
وقالت المصادر إن مرتزقة الإمارات نفذوا حملة اعتقالات ومداهمات لمنازل المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية في مدينة عتق بذريعة تورطهم بالمشاركة في القتال في صفوف خونج التحالف.
وأضافت المصادر أن فصائل الاحتلال الإماراتي تنفذ عمليات سلب ونهب المحلات التجارية وممتلكات المواطنين، ضمن أجندتها المناطقية المعروفة.
وفي سياق تمكين مرتزقة الإمارات من المناصب العسكرية والمدنية في محافظة حضرموت المحتلة، أصدر المرتزق رشاد العلمي مساء أمس الأول قرارا بتعيين قائد جديد لما تسمى المنطقة العسكرية الثانية التي كان يقودها المرتزق فرج البحسني.
وقضى قرار العليمي. بتعيين المرتزق فائز منصور التميمي قائداً للمنطقة، بعد أن كان معينا في منصب قائد لما يسمى لواء الدفاع الساحلي.
ويشير قرار تعيين التميمي الموالي للاحتلال الإماراتي والمكلف من قبل الاحتلال العام الماضي بتأسيس قوة لـ«النخبة الحضرمية» في مديريات وادي وصحراء حضرموت، إلى ترتيبات لإقصاء خونج التحالف من مديريات وادي حضرموت، وتمكين مرتزقة الإمارات من كافة مناطق المحافظة.
لكن مراقبين يعتبرون أن التميمي بالرغم من نشاطه مؤخرا مع انتقالي الإمارات والفصائل المنادية بانفصال جنوب اليمن، عرف خلال السنوات الماضية بعلاقته المقربة من العميل علي محسن نائب رئيس سلطة الارتزاق سابقا وقائد الجناح العسكري للخونج.
ويضيف المراقبون أن تعيين التميمي، الذي يصفونه بـ«الإصلاحي إلا ربع»، يعد انتصارا للخونج الذين تعرضوا لضربة في حضرموت، إلا أنه مع ذلك يمنح انتقالي الإمارات أيضا بصيص أمل في إمكانية البقاء في مشهد حضرموت مع تسليم آخر معاقله لخصومه، رغم أن التميمي قد يتجه لتذويب فصائل مجلس الإمارات ضمن قواته، حسب قولهم.