تقرير:غازي المفلحي / لا ميديا -
يدرس مئات الطلاب، معظمهم أطفال، في المدرسة التي رفع المهندسون تقارير بأنها في وضع خطير وقد تنهار فوقهم في أي لحظة.
وعند هطول الأمطار يتعطل جزء من العمل في المدرسة، حيث تمتلئ الساحة بالماء إلى مستوى يزيد عن 10 سنتيمترات، ويتسرب الماء من السقوف فوق الطلاب والمعلمين والمعلمات في الفصول وبقية مرافق المدرسة.
هذا هو حال مدرسة الشهيد زيد الموشكي الأساسية في مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء، والتي تضم 750 طالبا.

خروج مرتقب عن الخدمة
في الوقت الذي يبحث فيه تلاميذ وطلاب اليمن عن موطئ قدم في المدارس، حيث أصبح التعليم مرتقى صعباً، تعاني هذه المدرسة من إهمال، ومراكمة للمشاكل، التي ستكون كفيلة بإخراجها عن الخدمة قريبا، أما في أسوأ الأحوال فقد تنهار سقوفها وجدرانها على رؤوس الطلاب والمدرسين.
المدرسة تعاني من عدة مشاكل، أبرزها تجمع مياه الأمطار على سطحها، وعدم وجود فتحات مخصصة لتصريفها، ما يجعل الماء يتغلغل ويتسرب إلى بدن وسقف وأساسات المدرسة، مسبباً لدونة وتشققات ستكون كفيلة بتدمير المبنى كاملا.
أما السبب، وبحسب تقرير المهندس محمد الرقيمي، الذي تم تكليفه بإعداد ورفع تقرير عن الأضرار في المدرسة، فيكمن في تعثر مشروع بناء الدور الثاني في المدرسة منذ عام 2012، وهو المشروع الذي كان قد عزم تنفيذه المجلس المحلي بمديرية السبعين.
كان المقاول قد قام بتكسير وإزالة الطبقة العازلة لسطح الدور الأول، استعداداً للبدء في بناء الدور الثاني، ما أدى إلى انسداد فتحات تصريف مياه الأمطار؛ ولكن المشروع توقف، ولم يتم اتخاذ أي تدابير لتصريف مياه الأمطار من سطح المدرسة، الأمر الذي يؤدي إلى تجمع مياه الأمطار على السطح دون تصريف، فتتسرب إلى الدور الأول، متسببة بضرر كارثي على جدران وأرضيات وسقوف وأساسات مبنى المدرسة.

وضع كارثي
وأكد التقرير وجـود أضرار بالغة فـي سـقوف المدرسة، بلغت حد التهشم. كما أن ساحة المدرسة تتحول إلى بركة مياه كبيرة أثناء موسم الأمطار، نتيجة انخفاض مستوى الساحة، وعدم وجود أية وسائل لتصريف المياه المتجمعة فيها إلى خارج المدرسة.
تحدثت "لا" إلى المدرسين والمدرسات العاملين في المدرسة عن المشكلة، وكان مختصر ما قالوه: "نحن نعمل بلا رواتب، وفوق ذلك أصبحت حياتنا مهددة أيضاً".
مدير المدرسة، عبدالعزيز عوض علي نصر العتبي، يطالب عبر "لا" الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم بسرعة إنقاذ المدرسة المتداعية والحفاظ على أرواح الطلاب الذين فيها من أي تداعيات أو انهيارات قد تحصل في المدرسة إذا بقي الحال كما هو.
من جهته، حذر المهندس الرقيمي في تقريره من استمرار وضع مبنى المدرسة بهذا الحال، ووصفه بأنه خطير وكارثي ويستدعي سرعة التدخل، وتنفيذ أعمال إسعافية وعاجلة لمبنى المدرسـة، تتمثل في تكسير وعمل فتحات عبر جدران الدور الثاني وتركيب مواسير لتصريف مياه الأمطار من سطح الدور الأول لمبنى المدرسة، إضافة إلى عمل معالجات بالمونة الإسمنتية للأماكن المتضررة من السطح نتيجة تكسير الطبقة العازلة سابقاً.
كما طالب باستكمال المشروع المتعثر كأولوية، وتضمين أعمال معالجة الأضرار القائمة، وصيانة المبنى، كتجديد الدهانات وإصلاح النوافذ والأبواب والقمريات، وكذا معالجة وردم ورصف ساحة المدرسة بطرق تسهل تصريف الماء منها.

خطر يتربص بالمدرسين والطلاب
لم تنتهِ المشاكل هنا، مع مبنى المدرسة الموشك على التداعي، فهناك مشكلة الفناء الخلفي للمدرسة، والذي تحول من روضة للأطفال منذ سنوات إلى مكب لمخلفات البناء، حيث يمتلئ بأكوام التراب والمخلفات، مع مستوى كثيف من الأشجار الضارة، والتي قال المدرسون إنها تخفي أصبحت مرتعا لكثير من الحشرات وربما الأفاعي التي تشكل خطرا على الطلاب والمدرسين ولا تجعل الأمور في المدرسة بخير.
رغم ما تعانيه مدرسة الشهيد زيد الموشكي من مشاكل خطيرة وافتقارها إلى الحد الأدنى من معايير العمل أو الدراسة بشكل معقول وآمن؛ إلا أن المعالجات التي تحتاجها هي أمور سهلة زمناً ومالاً، ولكنها أمام عجز الجهات الرسمية تعد بمثابة أعمال عملاقة وصعبة ومن أشباه المستحيلات، في ظل هذا الوضع الذي دائماً ما يتم التحجج به لتبرير كل فشل وعجز وفساد وإهمال.