تقرير / لا ميديا -
دفعت الولايات المتحدة، اليوم، بقوات جديدة إلى محافظة المهرة المحتلة، بعد أقل من أسبوع على إخلاء سواحل نشطون للمدمرة «يو إس إس نيتز» بأمر من السفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق.
ويأتي ذلك تزامنا مع تصعيد مرتزقة الإمارات في محافظة المهرة وتصاعد التحركات الأمريكية في الهضبة النفطية، بعد إرسال وحدات جديدة إلى محافظة حضرموت المحتلة.
وقالت مصادر مسؤولة في دفاع المرتزقة، إن أكثر من 20 جنديا أمريكيا بينهم خبراء عسكريون وصلوا، اليوم إلى قاعدة بريطانية قرب مطار الغيضة الذي تتخذ منه القوات البريطانية قاعدة عسكرية منذ العام 2017.
ويوم الأحد الماضي دخلت المدمرة الأمريكية “يو إس إس نيتز” المياه الإقليمية لليمن باتجاه سواحل المهرة. وبعدها بيوم واحد أفادت مصادر في ما تسمى قوات خفر السواحل المتمركزة التابعة لحكومة الفنادق في المهرة بأنها تلقت بلاغاً من غرفة عمليات تحالف العدوان في مطار الغيضة الذي تديره قوات بريطانية وأمريكية، يقضي بإخلاء كافة المواقع على الشريط الساحلي للمهرة.
وقالت المصادر إن البلاغ تضمن إشارة إلى قيام البحرية الأمريكية بمهمة خاصة هناك.
وأفادت المصادر بأن كابلات الإنترنت تعرضت لعمل تخريبي في منطقة سيحوت، عقب وصول القوات الأمريكية بساعات، متهمة القوات الأمريكية بزرع أجهزة تجسس أثناء انقطاع الإنترنت.
يأتــــــي ذلك عقب كشـــف رئيس لجـنة الاعتصـام المناهضة للاحتلال الشيخ علي الحريزي، عن عملية نهب واسعة للنفط من قبل الشركات النفطية الأجنبية في المهرة، منذ ستينيات القرن الماضي.
وكان العشرات من العسكريين الأمريكيين والبريطانيين وصلوا الشهر الماضي، إلى المهرة، في وقت تهدف القوى الأجنبية لتعزيز السيطرة على طرق الملاحة البحرية في المحيط الهندي والبحر العربي بالتزامن مع التطورات العسكرية في الهلال النفطي والصراع بين أدوات الاحتلال.
وفي السياق، كشف قيادي في مرتزقة الإمارات، عن تأسيس فصائل جديدة في المحافظة تحت مسمى النخبة المهرية ودفاع المهرة.
وأكد المرتزق خالد سعيد طه مدير ما تسمى الإدارة الثقافية لانتقالي الإمارات بمحافظة المهرة، أن تحالف الاحتلال وجه بإنشاء الفصائل الجديدة من أجل تثبيت دعائم ما سماه “الأمن والجيش الجنوبي”.
وأشار إلى أن اجتماعا عقد لعدد من الوجهاء والمشايخ طالبوا بإخراج كافة الألوية العسكرية من المهرة، بذريعة تطبيق ما يسمى “اتفاق الرياض”، الذي تم توقيعه في 5 نوفمبر 2019، بشأن إعادة قوات ما تسمى الألوية الرئاسية ومسلحي الخونج إلى عدن، بعد طردهم من قبل مرتزقة الإمارات في أغسطس من العام نفسه.
وتقدم «الانتقالي»، اليوم، بعرض جديد خلال الاجتماع برئاسة المرتزق أحمد عمر بن فريد رئيس ما يسمى فريق الحوار الجنوبي التابع للانتقالي، والذي ضم وفدا مما يسمى مجلس أبناء المهرة وسقطرى، وهو إعلان المحافظتين إقليما مستقلا.
وجاء عرض الانتقالي في وقت يكثف فيه حراكه العسكري والسياسي لاستكمال سيطرته على المحافظات الشرقية لليمن بعد نجاحه بالاستيلاء على المناطق الجنوبية.
ولم يعرف بعد ما إذا كان تلويح «الانتقالي» بفصل المهرة وسقطرى عن حضرموت رسالة للقوى الحضرمية التي ترفض التسليم للانتقالي وتلوح بإعلان دولة حضرموت التي تضم المهرة وسقطرى ضمن اتحاد فيدرالي في اليمن أم  محاولة لتجييش مشاعر المواطنين هناك ممن يطالبون بفصلهم عن حضرموت، لكن توقيت التحركات يشير إلى أن الانتقالي الذي طالبت هيئة رئاسته في آخر اجتماع لها بخروج من تصفهم بفصائل الإصلاح من المهرة، يعد لإسقاط المحافظة.
وتتجه الإمارات عن طريق مليشياتها إلى تفجير الوضع في مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، شرقي اليمن.
ونقلت مصادر محلية مطلعة في المحافظة، أن قيادات في لجنة الاعتصام المناهض للتواجد الأجنبي بالمهرة، رصدت تحركات مشبوهة لمرتزقة الإمارات خلال اليومين الماضيين في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة.
وأكدت المصادر أن العناصر نقلت كمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقامت بتخزينها في بعض المنازل داخل الأحياء الشرقية والشمالية لمدينة الغيضة.
واتهمت المصادر قوات الاحتلال الإماراتي بنقل الأسلحة بحرا إلى ساحل الغيضة لتعزيز عناصرها المتواجدين في المدينة بالسلاح، مبينة أن ذلك يأتي في إطار التحضير للمواجهات القادمة في المهرة.
وكان مرتزقة الإمارات توعدوا الأسبوع الماضي بعد سيطرتهم على معسكرات الخونج في شبوة وأبين، بالسيطرة على حضرموت والمهرة، بذريعة اجتثاث من سموهم الانقلابيين والتنظيمات الإرهابية.
بدورها اعترضت سلطنة عمان، اليوم، على تحركات مرتزقة الإمارات عند الحدود الغربية.
وأفادت وسائل إعلام جنوبية نقلا عن مصادر دبلوماسية بأن السلطنة أبلغت الاحتلال السعودي قلقها من أي تغيير في خارطة الوضع في محافظة المهرة، مشيرة إلى أن السلطنة تخشى من خروج الوضع عن السيطرة ما قد يلقي بظلاله على الوضع في المناطق الحدودية.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لما قالوا إنها تدريبات للجيش العماني على الحدود مع اليمن وحالة استنفار.
وجاء التحرك العماني غداة لقاءات إماراتية -سعودية لحسم ملف المحافظات الشرقية لليمن.
وتسعى قوات الاحتلال الإماراتي والسعودي لنقل الفوضى الأمنية إلى المهرة باستقدام مرتزقتها من الضالع ويافع، بعد سيطرتها على محافظتي أبين وشبوة النفطية، وتسليمهما لانتقالي الإمارات ليسهل على الاحتلال السعودي تنفيذ مشروعه بمد أنبوب النفط عبر الأراضي اليمنية في المهرة وصولا إلى ميناء نشطون على بحر العرب.
وكانت السعودية شرعت بتركيب العلامات الأرضية لمد الأنبوب النفطي عبر الأراضي اليمنية خلال العام 2018م، إلا أن أبناء قبائل المهرة، تصدوا للمخطط السعودي وقاموا باقتلاع تلك العلامات من جذورها.