حاوره:أحمد الشـلالي / لا ميديا -
يعتبر خالد الدغيش، المدرب الوطني المعروف، واحدا من أبرز المدربين والكفاءات المميزة في اليمن.
حصل على العديد من الدورات في مجال التدريب، أبرزها: رخص الاتحاد الآسيوي (A, B, C)، ودورتان تدريبيتان مع الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية في العامين 1998 و2005، ودورة تدريب الاتحاد الدولي لكرة القدم الخماسية في العام 2009، وحاصل على ليسانس تدريب كرة القدم من الجزائر.
بدأ مشواره التدريبي مع الفئات العمرية لنادي اتحاد إب الموسم 92/ 93، ثم درب العديد من الأندية المحلية وحقق معها العديد من النجاحات، أبرزها حصوله مع اتحاد إب على المركز الثاني في بطولة الدوري اليمني الموسم 2011/ 2012 بعد مباراة فاصلة مع جاره الشعب.
كما عمل كمساعد مدرب المنتخب الوطني الأول في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات أمم آسيا بالإمارات 2019 و"خليجي 23" بالكويت، وحقق مع المنتخب التأهل إلى النهائيات الآسيوية برفقة الإثيوبي ابراهام.
حاليا يخوض تجربة جديدة وتحدياً جديداً من خلال تدريب أحد أندية الدرجة الأولى السعودي، وتحديدا في فئة الشباب بنادي التهامي.
التقيناه في حوار خاص لصحيفة "لا" وناقشنا معه أبرز القضايا التي تهمه وتهم الرياضة اليمنية وأشياء أخرى تجدونها في السطور التالية.

 كيف جاء انتقالك إلى فريق التهامي السعودي؟
- تواصل معي المحاضر السعودي الآسيوي الكابتن خميس يوسف وأبلغني بأن نادي التهامي يرغب بالتعاقد معي ويطلب إرسال الـ"سي في". بعدها تم الاتفاق وأرسلوا التذاكر والفيزا وتم التحاقي بالنادي.

تجربة مفيدة ولكن...
 ماذا عن تجربتك هذه في التدريب خارجيا مع التهامي السعودي؟! وهل ستستمر مع نادي التهامي الموسم القادم؟
- تجربة مفيدة جدا لمعايشة كرة القدم السعودية المتطورة بسرعة كبيرة عن قرب ومعرفة بعض من أسرار التطور الكبير للكرة السعودية.
هذا الموسم عرض عليّ العمل كمساعد مدرب للفريق الأول ووافقت مبدئيا، خاصة ومدرب الفريق الأول كفاءة تدريبية مخضرمة ومحاضر آسيوي هو الكابتن أحمد حلوى ولديه جهاز فني مقتدر. طبعا كان حرصي على الاستفادة منهم قبل كل شيء. ولكن سفري إلى الهند لعلاج كريمتي حال دون الانضمام لهم، وأعتبرها فرصة للاستفادة فقدتها.
 هل هناك اختلاف بين اللاعب اليمني والسعودي، خصوصا أنك تعاملت مع كليهما؟
- سؤال جميل. لا اختلاف بالعقلية. الاختلاف فقط بالاهتمام والمنافسات المستمرة الطويلة التي تكسب اللاعب الخبرة وتطور موهبته. تصور أن الناشئ هنا يلعب ضمن دوري الناشئين 34 مباراة ذهابا وإيابا؛ إذن، كم نسبة فارق الخبرة والاستفادة بينهما؟! السؤال للمهتمين.
 
التصنيف يرفع أسهم مدربينا
 متى نرى احتراف مدربينا خارجيا على غرار اللاعبين؟
- نمتلك مدربين ذوي خامات وإمكانيات وقدرات عالية ترشحهم لخوض تجارب الاحتراف خارجيا؛ إلا أن العنوان الأبرز للكرة اليمنية هو النتائج والتصنيف الدولي للفيفا، فهي التي ترفع أسهم المدرب اليمني. أيضا الظروف الحالية بالوطن والبعد عن الدورات وورش العمل لمتابعة كل جديد وعدم وجود التسويق للمدرب اليمني هو ما يبعده عن أضواء التدريب الخارجي.

لم أفشل مع الصقر
 يتحدث البعض عن فشلك في قيادة نادي الصقر ببطولة الدوري الأخيرة، رغم وجود لاعبين على مستوى عالٍ... كيف ترد؟
- من حق الجماهير العاشقة والمتيمة بفريقها قول ما تحب، باعتبار أن فريقهم عودهم على البطولات؛ لكني مقتنع بالنجاح وفق المعطيات المتوفرة لنا بتلك الفترة. أكثر من 11 لاعبا لم يخوضوا من قبل مباراة رسمية واحدة، و10 لاعبين محترفين مطلوبون لتعزيز خطوط الفريق، لم نحصل على خدمات أي واحد منهم. كذلك التوقف لخمسة أشهر عن دحرجة كرة القدم. ورغم ذلك وصلنا للمربع الذهبي. وأكبر دليل على النجاح هو العمل بتوصيات التقرير الختامي المرفوع للإدارة وظهور ثماره بعقد الصفقات القوية المبكرة للعودة إلى منصة التتويج. الإدارة لا تريد تكرار خطأ البحث عن لاعبين بالوقت الضائع ولضمان الفوز بخدماتهم، وتمنياتي لهم بالنجاح.

التقسيم الحالي لا يخدم الرياضة
 إقامة الدوري اليمني بنظام المجموعتين خلال فترة لا تتجاوز الشهر الواحد رغم توقفه الطويل هل يصب في مصلحة الكرة اليمنية واللاعب برأيك؟
- قبل الإجابة على هذا السؤال، أولا هل اتحاد كرة القدم شكل لجنة بعد انتهاء الدوري مكونة من اللجنة الفنية ورؤساء التجمعات ولجنة التحكيم وبعض المدربين والإعلاميين واللاعبين وعمل ورشة لمناقشة إيجابيات وسلبيات التجمعات والخروج برؤية لإنجاح الدوري القادم؟! وعلينا أن نعرف أن 8 مباريات أو 9 لا تخدم اللاعب ولا الحكم ولا الكرة اليمنية ومنتخباتها.
 منتخباتنا الوطنية أصبحت حكرا على أسماء معينة من المدربين. ألا يوجد مدربون غيرهم قادرون على العمل في المنتخبات؟! أم أن هؤلاء هم الأفضل؟
- بقناعتي أن تعطى الفرصة بتدريب المنتخبات الوطنية لكل المدربين الوطنيين المؤهلين حسب اللوائح الآسيوية والعاملين بالميدان دون استثناء، ثم يكون التقييم الفني من اللجنة الفنية لاستمرار المدرب الناجح والمثمر ومساعدي المدربين بالدورات التدريبية ليكون التنافس الموصل للنجاح ولخدمة الكرة اليمنية. 

اعتذرت عن المنتخب الوطني
 أين خالد الدغيش من تدريب المنتخبات الوطنية رغم حصولك على العديد من الشهادات والدورات التدريبية التي تؤهلك لذلك؟
- أعطيت لي فرصة وحيدة كمساعد مدرب المنتخب الوطني الأول مع المدرب الإثيوبي إبراهام مبراتو، والحمد لله تأهلنا إلى نهائيات أمم آسيا بالإمارات 2019 دون تلقي أي خسارة.
كما تم التواصل معي من قبل الكابتن القدير عبدالله فضيل عند تشكيل الجهاز الفني لمنتخب الشباب الحالي، واعتذرت بسبب عقدي مع نادي التهامي السعودي ووجود شرط جزائي بالعقد، وأيضا من الناحية الأدبية باحترام بنود العقد وإدارة النادي الذين أكن لهم كل الحب والتقدير، وتم قبول اعتذاري.
أيضا كان اسمي مطروحا لدى اللجنة الفنية عند تشكيل الجهاز الفني لمنتخب الناشئين الحالي، وبسبب سفري إلى الهند لعلاج كريمتي خرجت من قائمة المرشحين.

هذا ما كان ينقص المنتخب
 عملت كمساعد مدرب للمنتخب الأول مع الإثيوبي إبراهام وصنعتم إنجاز التأهل إلى نهائيات أمم آسيا بالإمارات. ماذا كان ينقص منتخبنا لتكرار التأهل إلى نهائيات 2023؟
- عند تأهلنا لنهائيات أمم آسيا 2019، للأمانة اتحاد كرة القدم لم يقصر معنا من حيث المعسكرات الخارجية الطويلة، فقد كانت 4 أشهر بجمهورية مصر و4 أشهر بدولة قطر، واستمرت المعسكرات طوال فترة المنافسات خضنا خلالها مباريات ودية كثيرة مع أندية ومنتخبات. من الأندية على سبيل الذكر الزمالك المصري والمنتخبات فلسطين وعمان.
ورغم الفترة الطويلة للمعسكرات لم تحدث أي مشكلة وكان الجو السائد التجانس وروح الفريق الواحد بين الجهاز الإداري والفني واللاعبين، رغم أن الفرق المنافسة لنا تلعب في أرضها وبين جماهيرها الغفيرة، مثل الفلبين وطاجيكستان والنيبال وقبلهم المالديف.
كان ينقص منتخبنا للتأهل لنهائيات 2023، وضع هدف التأهل كهدف نسعى لتحقيقه بتوفير متطلبات النجاح من تخطيط ورؤية واستعداد بمعسكرات ووديات تعوض اللاعبين الركود الحاصل بالتوقف الطويل للدوري والرجوع إلى جو المنافسات والعودة لريتم المباريات البعيدين عنها تماما لتحسين المردود ومعالجة السلبيات التي تظهر بالوديات والاستفادة من الأخطاء بالوديات لتلافيها في الرسميات. 
 مشاركة منتخبنا الأول في منغوليا وخروجه بتلك الصورة الهزيلة من يتحملها؟
- بالدرجة الأولى المدرب؛ لسببين: الأول: رفضه لعب الوديات المعروضة عليه من قبل الاتحاد، والثاني: وضعه نجوم المنتخب بوزن عبدالواسع المطري وغيره في دكة الاحتياط. ورأيي الشخصي لو استمر الكابتن أمين السنيني كان أفضل.

فرصة مفتوحة على المهجر
 وماذا عن فشل الاتحاد بتسجيل لاعبي المهجر الذين تم استدعاؤهم للمنتخب الأول؟
- لست مع تجريب لاعبي المهجر قبل المنافسات بوقت قصير، لما له من تأثير عكسي على الاستقرار وعامل مشوش للجهاز الفني، المطالب بالتركيز على الجاهزين وإتقان أسلوب اللعب ودراسة وفهم الفرق المنافسة.
أنا مع فكرة تشكيل جهاز فني متخصص بلاعبي المهجر وإعطاء الفرصة لكل المبدعين واكتشافهم وضمهم لتعزيز صفوف المنتخبات بكل فئاتها.

إقالة قيس قرار إداري بحت
 ما رأيك في قرار إقالة الكابتن قيس محمد من تدريب منتخب الناشئين؟
- بصراحة قرار إقالة الكابتن قيس قرار إداري وليس فنياً. ووجود الكابتن محمد حسن البعداني -خير خلف لخير سلف- إضافة قوية لمواهب الناشئين، لما يمتلكه الرجل من مخزون فني وحذق تدريبي.

الوديات جوهر الإعداد
 كيف ترى مشاركة منتخب الشباب الأخيرة؟ هل كان بالإمكان أفضل مما كان؟
- مشاركة منتخب الشباب في العراق أو في أبها تتشابه من ناحية ظروف الاستعداد مع الكابتن محمد النفيعي. عدم لعب مباريات ودية قبل المشاركات جعل المنتخب يلعب ودياته بالمباريات الأولى للبطولة ويصحح أخطاءه فيها، لنشاهد الفرق الكبير بالمستوى بين المباريات الافتتاحية والأخيرة، وهذا ما ندعو إليه دائما؛ أهمية المباريات الودية، سواء للاعبين أو للأجهزة الفنية.

الموهبة سر التفوق
 ما سر تفوق منتخبات الفئات السنية في المشاركات الخارجية عكس المنتخب الأول؟
- ستظل منتخباتنا للفئات السنية مصنعا لفرح الجماهير اليمنية، فهي متفوقة باستمرار في المشاركات الخارجية، بسبب المخزون الكبير لمواهبنا الصغيرة مقارنة بالفرق الأخرى المشاركة، فهنا الموهبة هي الفيصل بتفوقنا.
أما الفريق الأول فالخبرة هنا لها اليد الطولى بالإنجازات، فالخبرة بكثرة المباريات من بطولات ومسابقات داخلية منتظمة ومتنوعة ووديات قوية تعمل على تنمية القدرات البدنية المختلفة وتصل إلى ريتم عالٍ للمباريات، كما تزيل رهبة المباريات أمام الفرق الكبيرة.

كسر التوقعات
 توقعاتك لما سيقدمه منتخبا الشباب والناشئين في تصفيات آسيا القادمة؟
- متفائل جدا بتقديم نتائج مرضية للجماهير اليمنية المعلقة الآمال على موهبة اللاعب اليمني، حيث نمتلك خامات من ذهب بالمنتخبين تحتاج للصقل أكثر وأكثر، من اهتمام واحتكاك بأقوى المنتخبات قبل الدخول بالتصفيات الحاسمة. فتياننا مازالوا يحتاجون لعمل الكثير، لأنهم يمتلكون ما يؤهلهم ليكونوا نواة حقيقية لمنتخب أول قادر على مقارعة الكبار. أعتقد أن القرعة الآسيوية خدمت الناشئين أكثر من الشباب؛ ولكن مواهبنا بالفئتين قادرة على كسر التوقعات بإذن الله.

معسكرات صنعاء فقط
 المعسكرات الداخلية للمنتخبات الوطنية هل تلبي الطموح مع عدم وجود مباريات ودية قوية؟
- معسكراتنا الداخلية يمكن أن نستفيد منها من النواحي البدنية، خاصة في العاصمة صنعاء، لارتفاعها عن سطح البحر. أما من الناحية الفنية والتكتيكية فغير صالحة؛ لانعدام المنافس القوي المشابه لمباريات البطولات.

صناعة الهداف
 كيف نستطيع صناعة اللاعب الهداف الذي يسجل من أنصاف الفرص، بالذات أن منتخباتنا الوطنية تعاني من ذلك؟
- عندما يكون لدينا دوري طويل ومنتظم للفئات السنية، يتم بعدها اختيار المواهب لصقلها وتحسين وتطوير موهبة وحاسة التهديف.
 وماذا ينقص اللاعب اليمني حتى ينجح في احترافه خارجيا؟
- يحتاج للاهتمام بنفسه أكثر وألا يعتمد على تمارين الأندية ويفرط بالاسترخاء. يجب أن يعمل على نفسه كثيرا ويركز على النواقص، سواء كانت بدنية أو فنية، ولدينا مثال جيد يحتذى به هو عبدالواسع المطري وناصر محمدوه وغيرهما.

عدم انتظام الدوري هو العائق
 ما هي الحلول لتسويق اللاعب اليمني للأندية العربية أو العالمية للاحتراف؟
- الدوريات القوية هي التي تعمل على تسويق اللاعبين. أضف إلى ذلك أداء اللاعب اليمني المحترف بالدول العربية ونجاحه يعمل كذلك على تسويق زملائه للاستقطاب. ويظل العائق الأكبر عدم وجود دوري، فهذا يصعب عمل الكشافين، ويقتصر التسويق على ما يقدمه لاعبو المنتخب بالمباريات الحاسمة والمصيرية والتي يمكن أن يكون المردود سلبيا على الأداء الجماعي، وهذا ما لاحظناه بمباريات الناشئين والشباب مؤخرا.

مقترح لم يرَ النور
 دائما نسمع شكاوى من لاعبينا المحترفين عن مماطلة أنديتهم في دفع مستحقاتهم. من يتحمل مسؤولية ذلك؟
- اللاعب بالمقام الأول، لعدم وجود مدير أعمال. يجب أن يقرأ بنود العقد ويلم بكل صغيرة وكبيرة فيه قبل الإقدام على التوقيع ولا يقبل على نفسه التنازل المبكر، مثل تحمل أو تقديم نفقات التذاكر أو الفيزا من جيبه الشخصي، فهذا أكبر خطأ يرتكبه اللاعبون، فالنادي مكلف بإكمال كل إجراءات السفر ووصول اللاعب إلى النادي. أضف الاستفادة من المحترفين السابقين بالتواصل معهم للاستفادة قبل أي خطوة.
 لماذا لا يوجد لجنة أو جمعية خاصة بالمدربين اليمنيين تهتم بمشاكلهم وهمومهم مثل باقي دول العالم؟
- هذا المقترح نوقش أكثر من مرة، وللأسف لم يرَ النور حتى اليوم.
 هل تريد إضافة شيء في نهاية حوارنا هذا؟
- في الختام أريد القول إن توقف الدوري فترة طويلة أضر بالجميع وأبعدهم عن اللحاق بالتطور السريع واللافت لكرة القدم، وهنا الحمل الكبير على اتحاد كرة القدم بالتنسيق مع الاتحادات العربية لاستضافة دورات تدريبية للمدربين والحكام والإعلاميين والإداريين حتى لا تتسع الفجوة بسبب التسارع بتطور كرة القدم العالمية.
وأشكرك أخي أحمد على هذه الاستضافة، كما أشكر صحيفة "لا" وملحقها الرياضي على هذه اللفتة، وتمنياتي للجميع بالنجاح.