يبدو أن معركة الاستهلاك الإعلامي بين سفير الاحتلال السعودي ومرتزقة الإمارات في عدن أخذت منحى محرجا للطرفين، خصوصا بعد تهديد الأخيرين بفرض «الإدارة الذاتية» على كامل الجنوب وإنهاء العلاقة مع رئاسي الاحتلال، وطرد حكومة الفنادق من عدن، ليأتي الرد سريعا من آل جابر تهديداً بفرض إقامة جبرية على كل قيادات الانتقالي، واستدعاء فصائل تكفيرية حملت اسم «درع الوطن».


هدد مرتزقة ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، بالسيطرة الكلية على المحافظات الجنوبية وطرد حكومة ورئاسي الاحتلال من مدينة عدن التي يسيطر عليها.
يأتي ذلك بعد يوم من بيان لـ«الانتقالي» لوح فيه بفرض الإدارة الذاتية في حضرموت وتفعيل العمل المسلح لطرد خصومه في الهضبة النفطية.
وقال المرتزق ناصر الخبجي، القيادي في انتقالي الإمارات وعضو رئاسة المجلس الانتقالي، إنه في حال استمرار ما سماه «العبث» من قبل رئاسي وحكومة الاحتلال، فإن الانتقالي «سيعيد الإدارة الذاتية؛ ولكن في كل مناطق الجنوب هذه المرة»، ملوحا بعدم إمكانية عودة المرتزق رشاد العليمي إلى عدن.
الخبجي هاجم أيضا الخونجي سلطان العرادة، معتبرا أنه جزء من المشكلة القائمة داخل المجلس «المعطل»، حسب وصفه.
وأكد أن العرادة، الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه كمحافظ لمأرب، «لا يريد تسليم مأرب لمحافظ آخر ولا توريد الإيرادات للبنك المركزي بعدن».
ويأتي تصعيد انتقالي الإمارات ضد رئاسي وحكومة الاحتلال عقب تسلمه خطة دمج فصائله وتفكيكها.
 وتتضمن الخطة دفن مشروع ما تسمى «القوات الجنوبية» نهائيا وتشتيت عناصرها بين وحدات مختلفة، وهو ما أثار حفيظة «الانتقالي» ودفعه للتصعيد ومحاولة الضغط لتعديل الخطة.
وفي أول رد سعودي على تهديد الانتقالي بحل رئاسي العليمي، أجرى سفير الاحتلال محمد آل جابر سلسلة اتصالات مع قيادات الانتقالي حذرهم فيها من مغبة اختبار نفاد صبر بلاده، حسب مصادر مطلعة.
ووفق المصادر فإن أبرز من تلقوا الاتصالات ناصر الخبجي، الذي ظهر على قناة «عدن المستقلة»، التابعة للانتقالي، يلوح بفك الارتباط مع سلطة الرئاسي ومنع رئيسه العليمي من العودة إلى عدن.
وأفادت المصادر بأن تلك القيادات حاولت أمام آل جابر تبرير خطابها التصعيدي بتهدئة الشارع الجنوبي المحتقن، ووعدت بعدم اعتراض الخطط المتفق عليها بشأن تسليم عدن.
وقالت إن سفير الاحتلال السعودي أبلغ قيادات الانتقالي بالبقاء في منازلهم بمدينة عدن، وعدم التدخل في الأحداث التي تشهدها المدينة، مهددا باعتقال أي منها في حال اتخذت موقفاً مناهضاً للتحركات السعودية القائمة الهادفة إلى تسريح فصائل الانتقالي في عدن واستبدالها بفصائل العميل طارق عفاش.
وبخصوص المطالبة بإقالة العرادة من منصبه كمحافظ لمأرب وتوريد عائدات النفط والغاز إلى فرع البنك المركزي في عدن المحتلة، أفاد المرتزق عبدالله الغيثي، القيادي في انتقالي الإمارات، في تغريدة على صفحته الرسمية بتويتر، بأن السعودية رفضت  تلك المطالبة، كما رفضت إخراج عسكرية الخونج الأولى من حضرموت ورفع الإقامة الجبرية عن عيدروس الزبيدي المحتجز في الإمارات.
وأشار الغيثي إلى «ضغوط السعودية على الانتقالي لتمزيق قواته المسلحة»، وهو ما اعتبره «دفنا للقضية الجنوبية».
وفي صعيد التوترات غير المسبوقة التي تشهدها عدن، بدأت قوات الاحتلال السعودي، اليوم، تحشيد الفصائل الموالية لها والتي تسمى «درع الوطن» إلى محافظة لحج، البوابة الشمالية لعدن.
وأفادت مصادر قبلية بأن المئات من مسلحي التيار التكفيري بدؤوا التقاطر على معسكرات «درع الوطن» في الصبيحة بعد توجيهات بالعودة إلى معسكراتهم.
وكان قائد قوات الاحتلال السعودي في عدن وجه قائد هذا  الفصيل، التكفيري بشير المضرابي، بإعلان حالة الاستنفار في صفوف 5 ألوية من وحدات الارتزاق الجديدة، استعدادا للانتشار في عدن.
يذكر أن «درع الوطن» هذه كانت جزءا مما تسمى ألوية العمالقة، قبل أن يقرر الاحتلال إعادة تسميتها «درع الوطن» ويقودها التكفيري بشير المضربي التابع لحمدي شكري الصبيحي المعروف بقربه من الخونج وموالاته للاحتلال السعودي، وأغلب عناصر هذا الفصيل ينتمون للتيار التكفيري المتشدد إلى جانب تنظيمي القاعدة وداعش.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الفصائل ستتولى مهام «الانتقالي» في عدن أم أنها تُعد لاجتياح المدينة؛ لكن تزامن تحشيدها مع تصعيد الانتقالي بعد رفض الاحتلال السعودي مطالبته بإقالة سلطان العرادة وتحويل عائدات مأرب إلى عدن، وإخراج عسكرية الخونج من وادي حضرموت، مؤشر إلى ترتيب سعودي للتصعيد عسكريا في عدن.