لا ميديا -
«لقد درست العلم الثوري وتعلمت أن التناقض بيننا وبين الأعداء تناقض تناحري لا يمكن حله سوى بانتهاء أحد النقيضين. كما تعلمت أن كلا من النقيضين سيعمل جاهداً من أجل تصفية الآخر وإنهائه» (إبراهيم الراعي - سجن الرملة، 1988).
ولد إبراهيم الراعي عام 1960، في مدينة قلقيلية. انتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. اعتقل عام 1978 وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، بتهم لم يعترف بها.
اعتقل مرة أخرى عام 1986 بتهمة قتل مجموعة من جنود الاحتلال وعدد من عملائه. وبعد 58 يوما من استجوابه وتعذيبه، حُكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف.
 بعد عام ونصف، جُن جنون الاحتلال بعد استجواب خلية اغتالت رئيس بلدية نابلس آنذاك، العميل للاحتلال، وتبيّن أنها تلقت أوامرها من داخل السجن، ليرجع مسلسل التحقيق واستجواب إبراهيم مرّة أخرى؛ ولكن بطريقة أكثر وحشية، ومُنع من أبسط حقوق السجناء؛ فخاض إضرابات عن الطعام مطالباً بتحسين وضعه والسماح لمحاميته ولأهله بزيارته. نُقل إلى سجن نابلس، ثم إلى رام الله. كما اعتُقلت أخته لمدة أسبوعين للضغط عليه للحصول منه على اعترافات، وكعادته خرج منتصرا، ولم يدلِ بأية معلومات.
في مطلع عام 1988 نُقل إلى سجن الرملة، بعد قرار «محكمة العدل العليا» بوضعه في السجن الانفرادي؛ لكونه يشكل خطراً على أمن الدولة، حسب ادعائهم. ومورس ضده أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي.
كان قد حفر في جدران زنزانته عام 1987: «يا رفاقي، قد يشنقوني، وهذا ممكن، وإن شنقوني فلن يميتوني، فسأبقى حياً أتحداهم ولن أموت، سأبقى حيا، وفي قلوبكم نبضات».
اغتيل في 11 نيسان، أبريل 1988، وزعمت سلطات الاحتلال أنه انتحر في زنزانته، وامتنعت عن تشريحه، وسلمت جثمانه بعد يومين، مشترطةً دفنه ليلا وعدم حضور أكثر من 10 أشخاص جنازته. وعند استلام جثمانه وجدوا فكه محطماً، وضربة بالرأس زرقاء متورمة، وعلامة في أسفل الرقبة لآثار جنزير، ودماء نازفة في الأذن، وغرزة في الخاصرة بطول 6 سم... ليرحل جسدا، ويتعمق في ذاكرة شعبه نموذجاً يُحتذى في الصمود.