حضرموت.. نحو المجهول
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري

تقرير / لا ميديا -
انفجر الوضع أمنيا في حضرموت، بعد أشهر من الاحتقان شهدته المحافظة المحتلة بين أدوات الاحتلال، انفجار ناسفة في سيئون وسطو مسلح على محل للذهب في القطن خلف قتلى وجرحى، وسعي حثيث من قبل الاحتلال السعودي لتقليص أدواته السابقة بأدوات جديدة عبر ما يسمى حلف قبائل حضرموت، وخونج ينقلبون على محافظ الاحتلال لفكه ارتباط محور الغيضة بعسكريتهم الأولى في سيئون.
هز انفجار عنيف، اليوم، مدينة سيئون بمحافظة حضرموت المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن عبوة ناسفة انفجرت في الشارع العام بالقرب من معسكر الشرطة الجوية بمنطقة جثمة، جنوبي مدينة سيئون، والخاضع لسيطرة القوات الموالية للإصلاح.
وأشارت المصادر إلى أن الانفجار أسفر عن مقتل شخص يدعى وضاح من أبناء محافظة لحج، أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة بالقرب من معسكر تابع لخونج التحالف وسط مدينة سيئون في محافظة حضرموت المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن الانفجار العنيف الذي هز المدينة، خلف حالة هلع شديدة في أوساط المواطنين، في ظل الاحتقان الذي تشهده محافظة حضرموت بين أدوات الاحتلال للسيطرة عليها.
وعبر مواطنون عن خشيتهم من عودة مسلسل التصفيات بين قيادات فصائل الاحتلال، خصوصاً مع احتدام الصراعات بين الخونج وفصائل الإمارات في الهضبة النفطية.
وكان شخصان على الأقل قتلا وأصيب 3 آخرون، في ساعة متأخرة من مساء أمس ، بهجوم نفذه مسلحون تابعون لقوى الاحتلال على محل لبيع الذهب في مديرية القطن، في حادثة تعد الأولى من نوعها في هذه المديرية التابعة لوادي حضرموت ومركزه مدينة سيئون.
ووصفت الحادثة من قبل صحفيين جنوبيين بأنها انهيار للوضع وتوجه تلك المناطق نحو الفوضى، فيما تبادل أدوات الاحتلال الاتهامات بشأن الوقوف وراء جر المحافظة إلى مزيد من العنف.
وعقب الحادثة، باشر مرتزقة «الانتقالي» اتهام عسكرية الخونج ببدء عملية استهداف محلات الذهب استعدادا للمغادرة، في حين اتهم أتباع الخونج «الانتقالي»، الذي أدخل عناصر له بلباس مدني إلى قطن، بمحاولة نقل المنطقة إلى دائرة المواجهات المسلحة.
إلى ذلك، يخيم التوتر على كافة مديريات وادي وصحراء حضرموت مع دفع الاحتلال السعودي بالقبائل إلى دائرة الصراع عبر منحها ضوءا أخضر بتجنيد 10 آلاف مرتزق، تمهيدا لطرد الفصائل المحسوبة على الخونج و«الانتقالي».
وكان ما يسمى “حلف قبائل حضرموت”، وهو الكيان الجديد الذي يسعى الاحتلال إلى دعمه ليحل محل فصائل الارتزاق من الخونج و«الانتقالي»، أعلن، أمس ، فتح باب التجنيد لعدد 10 آلاف عنصر مرتزق من أبناء مديريات الوادي والصحراء لمواجهة ما سماها التهديدات في كافة مديريات الوادي.
وأكد بيان صادر عن اجتماع “حلف قبائل حضرموت”، الذي عقد في مدينة سيئون، وقوفه إلى جانب قيادة ما تسمى “المنطقة العسكرية الأولى”، التابعة للخونج، داعيا إلى تشكيل لواء ليكون تحت قيادة المرتزق عامر بن حطيان النهدي المعين مؤخرا “أركان حرب المنطقة”.
وجاء الاجتماع، بحسب مراقبين، لقطع الطريق أمام تصعيد وتهديد مرتزقة الإمارات، حيث تم فيه الإعلان عن تجنيد عشرة آلاف عنصر من أبناء مديريات وادي حضرموت، والرفض المطلق لاستقدام وبقاء أي عناصر مسلحة من خارج المحافظة.
وطالب الحلف في بيانه بتجنيد 3 آلاف عنصر من أبناء مديريات الوادي ضمن ما تسمى «الأجهزة الأمنية»، بالإضافة إلى 7 آلاف آخرين ضمن فصائل عسكرية، رافضا «استقدام أو تواجد أي عناصر مسلحة من خارج حضرموت، مهما كانت ذرائع وجودها».
وجاء بيان الحلف عقب تهديدات قيادات في انتقالي الإمارات، القادمة من الضالع ويافع بلحج، لاقتحام معسكرات الخونج والسيطرة على مديريات الوادي.
وتم في الاجتماع الإطاحة بالمرتزق عمار باشقار من مهام «الأمين العام للحلف في ساحل حضرموت»، عقب وصول القيادي القبلي المرتزق عمر بن حبريش، إلى مطار سيئون، قادما من السعودية.
وبالرغم من التحركات الأخيرة للحلف والتي يعتبرها «الانتقالي» استهدافا له، إلا أن مراقبين يرون فيه حالة تشظ أخرى لأدوات الاحتلال.
وأكد المراقبون أن مقاطعة مرجعية قبائل حضرموت للاجتماع الذي عقده حلف القبائل بقيادة بن حبريش، تشير إلى خلافات محتدمة قد تطيح بالحلف.
وفيما لم تتضح بعد أسباب الخلافات، إلا أن توقيتها قد ينهي تعويل الاحتلال السعودي على هذا المكون الذي يعد من أقوى التكتلات الاجتماعية والقبلية لحسم ملف الهضبة النفطية، خصوصا وأنه جاء في وقت يدفع فيه الاحتلال بابن حبريش لتشكيل قوة بديلة لتلك المحسوبة على الخونج والانتقالي والمنتشرة في مناطق وادي وصحراء حضرموت.
بالتزامن، حذر الناشط السياسي الجنوبي عوض كشميم، اليوم، مما سماه مخططا لتفكيك القوى الحضرمية.
واعتبر كشميم أن المخطط يهدف لتفكيك ما وصفها بالإرادة الصلبة لحضرموت، في إشارة إلى مواقف تلك القوى المناهضة لتوغل الانتقالي عسكريا.
ويتهم ناشطو الخونج الكيان الذي ظهر مؤخرا في مديريات الوادي تحت مسمى «شباب الغضب» بتلقي أوامرهم من ضباط في الاحتلال الإماراتي، مشيرين إلى أن «مطار الريان في مدينة المكلا تحول إلى وكر للتآمر الأجنبي على أمن واستقرار مديريات وادي حضرموت، والمديريات الشرقية لليمن».
وأكد الناشط الجنوبي، عادل الحسني، أن ما يسمى “شباب الغضب” في مدينة سيئون يتلقون التوجيهات من ضباط المخابرات الإماراتية المتواجدين بمطار الريان، موضحا في تغريدة له عبر منصة “تويتر”، أمس ، أن «لقاء جمع الضباط الإماراتيين مع قيادات شباب الغضب داخل المطار، لتشكيل ودعم حركة شبابية سلمية في وادي حضرموت، للمطالبة بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى المتواجدة في سيئون».
وفي سياق آخر، تقدم خونج التحالف، اليوم، بطلب رسمي بإقالة المؤتمري جناح الإمارات، مبخوت بن ماضي، المعين محافظا لحضرموت، في خطوة وصفت بـ«الانقلاب».
وأفادت مصادر في حكومة الفنادق بأن قيادات الخونج وضعت اسم بن ماضي على طاولة النقاشات التي تدار حاليا في العاصمة السعودية لتغيير المحافظين، الأمر الذي اعتبرته المصادر انقلابا على المطالب السابقة للخونج، والتي أطلقها القيادي صلاح باتيس لدعم بن ماضي.
وذكرت المصادر أن قرار الخونج الانقلاب على محافظ الإمارات بن ماضي، يأتي عقب أيام قليلة على عودة الأخير من السعودية وبدئه تفكيك فصائل الخونج في نطاق «العسكرية الأولى».
وبحسب مراقبين، فإن ضم محور الغيضة إلى عسكرية الساحل محاولة لفك ارتباط المحور الذي شهد تغييرات على مستوى قيادته بالخونج، وهي خطوة سعودية لتقليص نفوذ الخونج في أهم محافظة تطالب بوضعها «تحت الوصاية».
المصدر موقع ( لا ) الإخباري