تقرير / لا ميديا -
بعد أكثـر من أسبوعين على وصوله الرياض، غادر الزبيدي كما جاء؛ لكن إلى غير وجهة هذه المرة. فالمشاورات يبدو أنها لم تكن من السهولة بحيث يعرف أين وجهته، التي بالتأكيد لن تكون عدن. خابت حظوظ الزبيدي في أن يظل هو النائب الثاني الممثل للجنوب في رئاسي الاحتلال، سواء على الأرض أم في أروقة ودهاليز فنادق الرياض، حيث تحتدم المعركة بين أطراف العمالة والارتزاق حول عدد من المسائل، أهمها هيكلة مجلس العليمي وتقليصه إلى ثلاثة أعضاء، وكذا تعيين رئيس جديد لحكومة الفنادق بدلا من معين. وفيما تتقلص حظوظ الزبيدي، تتزايد حظوظ كل من المحرمي في عدن والبحسني في حضرموت، بانتظار من سترجح كفته على الأرض.

أكدت مصادر إعلامية تابعة للعدوان أن المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، غادر، اليوم، غرفة إقامته في الرياض إلى غير وجهة.
وقالت المصادر إن الزبيدي غادر السعودية «غاضبا» من تراجع حظوظه في البقاء في رئاسي الاحتلال، خصوصا مع دفع الاحتلال السعودي بأبرز خصومه إلى صدارة المشهد في الجنوب.
وفيما لم تشر المصادر إلى وجهة الزبيدي بعد مغادرته الرياض، رجحت مواقع إخبارية تابعة للمرتزقة أنه عاد إلى منفاه في أبوظبي.
وتأتي مغادرة الزبيدي بعد أسابيع من استدعاء سلطات ابن سلمان له إلى الرياض من مقر إقامته في أبوظبي، ضمن مساعٍ لإعادة هيكلة رئاسي الاحتلال وتعيين الخونجي عبد الله العليمي رئيسا جديدا لحكومة الفنادق بديلا للمرتزق معين عبد الملك، وهو ما يرفضه الزبيدي، مصرا على تعيين المرتزق أحمد لملس في ذلك المنصب.
وتعرض الزبيدي لضغوط دولية برزت بلقاءات مكثفة لدبلوماسيين أجانب؛ لكنه رفض العودة إلى جلسات الرئاسي، وتعيين العليمي رئيسا للحكومة.
كما تأتي مغادرة الزبيدي وسط تقارير عن توافق بين «القوى الجنوبية» على تعيين المرتزق فرج البحسني نائبا عن الجنوب، بدلا من الزبيدي، الذي كان أبرز المرشحين لمنصب النائب الثاني في رئاسي الاحتلال، الذي من المتوقع تقليص أعضائه إلى 3 بدلا من ثمانية.
ومن شأن طرح اسم فرج البحسني ممثلا للجنوب كنائب ثان لمجلس العليمي أن يعزز موقفه على الأرض، خصوصا وأنه، منذ عودته من الرياض قبل أشهر، يخوض صراعا مع محافظ الإمارات في حضرموت أشبه بلي العنق، بعد تشكيل ما يسمى «حلف قبائل حضرموت» بقيادة المرتزق عمرو بن حبريش والإعلان عن حملة تجنيد قوامها عشرة آلاف مرتزق لصالح الحلف الذي يدعمه الاحتلال السعودي.
وفي سياق الحرب المعلنة بين البحسني وبن ماضي، شهدت ما تسمى «المنطقة العسكرية الثانية»، اليوم، ما وصف بالانقلاب الجديد على محافظ الإمارات، والذي كان قد أعلن ضم المنطقة إلى قوام ما تسمى النخبة الحضرمية.
وأعلن حلف قبائل حضرموت، بقيادة بن حبريش، اليوم، وضع المرتزق عمر باشادي، المعين من الاحتلال أركان حرب «العسكرية الثانية»، على رأس لجان حملة التجنيد في الوادي والصحراء، والتي يعارضها المحافظ المؤتمري بن ماضي.
وجاء تعيين باشادي عقب بيان مشترك لقائد «العسكرية الثانية» وبن ماضي يهددان فيه باقتحام الهضبة النفطية لحضرموت للتصدي لما وصفوه بعملية التجنيد المشبوهة هناك.
كما أن انضمام باشادي لحلف القبائل يعتبر انقلابا على المحافظ المؤتمري - جناح الإمارات، ويأتي ضمن مسلسل صراع تعيشه «العسكرية الثانية» خيانة منذ إقالة البحسني من قيادتها وبدء بن ماضي حملة مسعورة لتصفية القيادات المحسوبة عليه في إطار مساعٍ لإنهاء نفوذه.
وينتظر مراقبون ما ستؤول إليه الأوضاع في محافظة حضرموت، وما إذا كانت الكفة سترجح لصالح البحسني فيتعزز موقفه لتمثيل الجنوب في رئاسي الاحتلال في سياق المنافسة بينه وبين التكفيري أبوزرعة المحرمي في عدن، والذي يحاول هو الآخر وبدفع أمريكي واضح أن يكون في صدارة المشهد في الجنوب.