استطلاع:طلال سفيان / لا ميديا -
البطولة الأولى لمنتخبات المحافظات لكرة القدم مونديال كروي ولد من رحم المعاناة والعدوان والحصار على بلد الإيمان.
18 منتخبا يمثلون محافظات: عدن، شبوة، أبين، الضالع، تعز، مأرب، إب، الحديدة، البيضاء، صعدة، الجوف، عمران، ذمار، المحويت، ريمة، حجة، صنعاء، وأمانة العاصمة، كلها في بوتقة رياضية وعرس النصر اليماني.
البداية مع الكابتن لؤي هديان، رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، الذي قال: "الحمد لله رب العالمين، البطولة ناجحة بكل المقاييس، فقد جمعت منتخبات محافظات الوطن شمالا وجنوبا، وهذا هو الحدث الأسمى للبطولة، وهدفنا في الحدث هو رياضي واجتماعي وثقافي، لأبناء الوطن الواحد تحت راية العلم اليمني وفي عاصمة اليمن الكبير".
وأضاف: "لا يوجد خاسر في البطولة؛ لأننا بها كلنا فائزون ورابحون، والنصر لنا جميعا، والنجاح فيها لنا جميعا. وأشكر كل من تعاون معنا من قيادات الدولة وتجار ومسؤولين، وخاصة الدكتور قاسم الحمران، نائب وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة التحضيرية للبطولة، وكذلك الأستاذ أمين جمعان، رئيس المجلس المحلي بالعاصمة صنعاء رئيس نادي الوحدة".
الكابتن خالد الناظري نجم الكرة اليمنية السابق قال: "أولا فكرة إقامة بطولة المحافظات لم تكن وليدة لحظة أو في يوم وليلة، بل كانت هناك جهود كبيرة وعظيمة تستحق الثناء والتقدير لكل من فكر وساهم وعمل على إقامة هذه البطولة، وهذا دليل على ما توليه القيادة من اهتمام بالشباب والرياضة، لاسيما وإقامة بطولات المحافظات جاءت في الوقت الذي نحتاج فيه لإقامة أنشطة رياضية في ظل الركود الكروي نتيجة العدوان البربري على البلاد".
ويضيف: "وهنا أعود إلى سؤلك الأول، نجاح البطولة يعود إلى جهود اللجنة التحضيرية واللجنة التنظيمية التي كان لها الدور الكبير في إقامة البطولة، إلى جانب أن تعطش اللاعبين والجماهير لإقامة مثل هذه البطولة ساهم بشكل كبير في تجاوب أغلب محافظات الجمهورية، على أمل أن تقام البطولة في نسختها الثانية بمشاركة كل المحافظات".
واستطرد: "أما الرسالة التي تستطيع أن تخرج بها من هذه البطولة هي أن الرياضة تجمعنا ولن تفرقنا كأبناء وطن واحد. كما أدعو عبر صحيفتكم الغراء كل المهتمين بالشأن الرياضي وكذلك الجماهير الرائعة أن يقفوا ويساندوا إنجاح هذه البطولة".
ويختتم الناظري: "اليوم بطولة رياضية تجمعنا، وغدا بإذن الله بطولات متنوعة لتطوير الرياضة في اليمن فنيا وإداريا وماليا وطبيا".
عبدالله الوادعي، رئيس اللجنة الثقافية للبطولة، يبدأ متحدثا: "مصداقا لقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، وبمباركة القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى ممثلا بالمشير مهدي المشاط ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الإدارة المحلية وكل المعنيين بإقامة هذه البطولة، الذين حرصوا على جمع 18 منتخبا من محافظات الجمهورية يجمعهم مونديال ونادٍ واحد وعاصمة واحدة عاصمة اليمن، شاهدنا بطولة رياضية هي نموذج لصورة وطنية تدل على اللحمة والوحدة والتآخي والتراحم اللائق بأبناء اليمن الواحد".
ويكمل: "البطولة نراها بأم أعيننا تنجح ونفتخر بنجاحها، ورسالتها: رياضة تجمعنا، لا عنصرية ولا اختلاف ولا إشكاليات، على عكس ما يعمله الطرف الآخر من منعه للاعبين من الطلوع إلى مناطقنا التي هي مناطق اليمنيين جميعا. وهنا نبعث لهذا الطرف الذي باع الوطن والكرامة: هؤلاء اللاعبون القادمون من كل تراب الوطن موحدون ليس في الرياضة بل في كل الجوانب، ولولا تدخل العدو في حياتنا وقضايانا ما كانت هذه الإشكاليات المؤسفة التي سمعناها من فروع اتحادات الكرة ومكاتب الشباب والرياضة في بعض المحافظات من جنوب الوطن التي تتوعد بمعاقبة اللاعبين الذين مثلوا هذه المحافظات في بطولة كانت بالكرة والشورت والفانلة. كما نقول لهم: نحن إخوة ودم واحد يجمعنا وطن واحد وعدو واحد، فاتقوا الله وأصلحوا ذات البين".
ويختتم الوادعي: "الحمد لله والمنة لفضله الذي وفقنا لسعة الصدر والمسيرة القرآنية التي أنارت دروبنا بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين سلام الله عليه، لاحتضان الجميع والتراحم والتلاحم مع إخوتنا".

برامج وأمانٍ..لحظات من وحي المشاركة
يقول أمين عيبان، إعلامي بعثة منتخب صعدة: "خطوة عزيزة وممتازة أن نجتمع أبناء وطن واحد في ملعب واحد في عاصمه لليمنيين واحدة موحدة بعد فراق رياضي مؤلم بسبب العدوان الغاشم على الوطن المعطاء".
ويضيف: "بالنسبة للتنظيم والإعداد المسبق للمشاركة في البطولة، ممتاز بكل ما تعنيه الكلمة. أما بالنسبة لاتحاد كرة القدم وقتله الدوريات الكروية الرسمية واستثنائه العاصمة صنعاء وبقية المحافظات السيادية غير الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان ومرتزقته، هذا الاتحاد يشن عدوانا رياضيا بامتياز على المحافظات الصامدة والمناهضة للعدوان مثل عدوان التحالف على البلد".
ويكمل عيبان: "كان الهدف من المشاركة هو تعريف الإخوة في المحافظات الجنوبية بعظمة الحرية بكل ما تعنيه الكلمة، ولمّ الصف الرياضي وتحريك المياه الراكدة واكتشاف مواهب جديدة وإنجاح البطولة تحت أي ظرف".
ويضيف: "حقيقة كان استقبالنا ممتازا ومشاركتنا فعالة في المجال الإداري والإعلامي والرياضي كبعثة لمحافظة صعدة، محافظة الرمان والسلام. فشكرا لوزير الشباب والرياضة محمد حسين مجد الدين ومدير مكتبه وشكرا للأستاذ قاسم الحمران على لم شمل رياضيي الوطن، وشكرا لكل المحافظات المشاركة ولكل من شارك وساهم وأعد واستعد لهذه البطولة التي نعتبرها تاريخية برغم إمكانياتها البسيطة".
وعن سؤالنا للأستاذ زيد جحاف "أبو حمزة"، نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة، أجاب: "الفكرة والتنظيم والدعم كان رائعا. وأحب أن أشكر القائمين على البطولة على إدائهم ونجاحهم، ويدا بيد معهم لإكمال المشوار".
وتابع: "فرحنا كثيرا ونحن نرى إخوة لنا يشاركون في هذه البطولة في عاصمة كل اليمنيين، من شبوة وعدن وأبين، ونتمنى أن نشاهد كل منتخبات المحافظات اليمنية الـ22 تشارك في البطولة القادمة".
أما وعد الحربي، مدرب منتخب عدن، فقال: "أولاً نشكر القائمين على البطولة ودعمها بكل ما أوتوا من إمكانيات وتسهيلات وحسن الضيافة".
وتابع: "مشاركتنا في البطولة تجربة رائعة، كذلك تنسيق الرحلات الترفيهية للمنتخبات المشاركة كان رائعا، وبإذن الله تكون البطولة للأفضل".
عيسى الحقب، لاعب وسط منتخب الضالع، يقول: "لطالما انتظرنا إقامة مثل هكذا بطولات. أتمنى أن تتواصل إقامة بطولات منتخبات المحافظات، وسيكون لهذه البطولة التي أعتبرها ناجحة، صدى كبير على مستوى الوطن وخارجه".
ويكمل الحقب: "برنامج البطولة خارج المنافسات كان رائعا. زيارة المعالم التاريخية في العاصمة صنعاء تمتعنا بها ووسعت مداركنا ومعلوماتنا، بل وشدت إعجابنا، ومنها زيارة دار الحجر".
سالم سعيد، مدرب منتخب الحديدة، قال: "صحيح أننا واجهنا بعض العراقيل في بطولة المحافظات؛ لكن أمور البطولة بشكل عام تبشر بخير، وتشكل نواة جديدة لإعادة الكرة إلى وسط ملعب بطولات منتخبات المحافظات لكرة القدم".

بطولة رائعة والخبز بلا خباز
بدوره تحدث قاسم البعيصي، إعلامي منتخب الحديدة، قائلا: "سعدنا بمشاركة منتخب محافظة الحديدة في بطولة المحافظات لكرة القدم، وكانت سعادتنا أكثر بروعة هذه المبادرة التي غابت من زمان وظلت بطولة المحافظات لسنين طويلة طي النسيان. كل الشكر للجنة المنظمة ممثلة بالكابتن لؤي هديان، صاحب الفكرة، والجهتين المنظمتين، وزارتي الإدارة المحلية والشباب والرياضة. وأنا شخصيا، وقد يتفق معي البعض، أتمنى أن يكون تنظيمها رياضيا شبابيا خالصا، باعتبار أن وزارة الشباب والرياضة هي الجهة المخول لها تنظيم هكذا بطولات، ولا ضير في التنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة. ومع هذا، الكل كان هدفه المشاركة والمساهمة في إنجاح البطولة الأولى بعد عودة نشاط المنتخبات على مستوى المحافظات. والأمل أن تستمر وأن تحدد بموعد معين سنويا أو كل نصف عام، وإن شاء الله تنتهي البطولة ويتم تقييمها فيما بعد".
ويستطرد البعيصي: "الغريب الذي لاحظناه في هذه البطولة هو فقط ما يخص الجانب الإعلامي، كون البطولة لم تعط حقها في التفاعل الإعلامي كأي بطولة أخرى، ولم نشهد تفاعل المواقع ووسائل الإعلام مع هذه البطولة، وكأنها بطولة عادية أو تنشيطية، سوى البث المباشر لقناة "سبأ" الفضائية، وهذا يعود لعدم إعطاء الخبز لخبازه، ولا ندري كيف وقعت اللجنة المنظمة في هذا الخطأ الفادح، وكان يفترض أن يكون رئيس اللجنة الإعلامية من أصحاب المهنة نفسها، وكم لدينا من خبراء وإعلاميين رياضيين في الميدان؛ لكن أن تكون اللجنة الإعلامية وظيفية وليست مهنية فهذا مؤسف للغاية. لا أعرف أين غاب المخضرم عبدالله الصعفاني أو علي الريمي أو خالد الهواري أو يحيى الحلالي... أو غيرهم من الزملاء في إدارة أمور اللجنة الإعلامية لهذه البطولة، فهم أولى بالتعامل مع الإعلاميين الرياضيين، بدلا من أن يأتي أحد المخضرمين والمهنيين إلى الملعب الذي تقام فيه المباراة ليعرف بنفسه؛ لأن هناك من يرأس اللجنة الإعلامية لا يعرف سوى كلمات: جنب، ارجع للخلف، اطلع المدرجات، لا تصور، من أنت؟... وهذه إحدى سلبيات البطولة، وأتمنى أن تذهب البطولة للنجاح المطلوب".
ما طرحه الزميل البعيصي حول مسؤول اللجنة الإعلامية للبطولة، وافقه إعلامي منتخب إب، عيسى العطاب، قائلا: "البطولة جميلة، والمنغص الوحيد لها كان مسؤول لجنتها الإعلامية، الذي تعامل معنا برعونة كإعلاميين مرافقين لبعثات المنتخبات".
كذلك اشتكى الزميل عبدالكريم الرازي، من قناة "المنتخب"، من هذه الإشكالية: "نأتي إلى ملعب الوحدة لتغطية بطولات المنتخبات الفكرة الأروع، ونغادر سريعا بسبب تصرف رئيس لجنتها الإعلامية، الذي يبدو أنه من خارج هذه المهنة".

سطر أخير
أخيرا نتمنى من الإخوة المنظمين لهذه البطولة أو غيرها من البطولات الأخرى تجاوز هذه الإشكالية التي رافقت التغطية. وتمنياتنا النجاح بعلامة الامتياز للتجربة الأولى الجامعة لكرة المحافظات، بعد زمن الركود والإخفاق الرياضي، زمن العدوان والاستهداف.