لا ميديا -
من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام الذين استشهدوا معه يوم عاشوراء. خرج إلى عمر بن سعد ليلة العاشر من المحرم وذكّره بمكانة الإمام الحسين ونهاه عن قتاله لأهل البيت عليهم السلام، وكذلك خطب في القوم يوم العاشر من المحرم.
هو يَزِيدُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْمَشْرِقِي الْهَمْدَانِي، وكان يُسمى «سيد القُرَّاء». ذكر أصحاب التراجم أنَّه كان شريفاً، ناسكاً، بطلاً من أبطال الكوفة، وعابداً من عُبّادها، وله ذكر في المغازي والحروب، وكان ممن بايع مسلماً بن عقيل، فلما خُذِلَ مسلم خرج من الكوفة فمال إلى الإمام الحسين.
قال المؤرخون: «لما بلغ العطش بالإمام الحسين عليه السلام وأصحابه يوم عاشوراء، دخل عليه يزيد بن الحصين واستأذنه أن يُكلّم القوم، فأذن له، فخرج إليهم فقال: يا معشر الناس إنَّ اللّه عز وجل بعث محمداً بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى اللّه بإذنه وسراجاً منيراً، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها، وقد حيل بينه وبين ابنه. فقالوا: يا يزيد، قد أكثرت الكلام فاكفُفْ، فواللّه ليعطش الحسين كما عطش مَن كان قبله. فلما سمع الحسين هذا الكلام التفت إلى أصحابه، وقال: إنَّ القوم قد استحوذ عليهم الشيطان، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون».
وذكروا أنَّه خرج يوم عاشوراء، من أصحاب ابن سعد، يزيد بن مقبل الأسدي، فخرج إليه، من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، يزيد بن الحصين، فتلاقيا وتضاربا، فسبقه يزيد بن الحصين بضربة فلم تعمل به، فضربه ضربة ثانية قطع بها مغفره، وفلق هامته، فخرّ صريعاً، ثمّ‌ صال يزيد بن الحصين وجال، وحمل على القوم، فقتل منهم جماعة وعاد إلى موضعه وهو يقول:
أنا يزيد ما أنا بالفشِلِ
أضربكم عن الحسين بن علي
ضربَ غلامٍ أرجحيّ‌ بطلِ
حتى ألاقي يوم حشري عملي
وذكروا أنه كان مع مَن جاهد من أصحاب الإمام الحسين وممَّن استشهدوا، رضوان اللّه عليهم جميعاً.