لا ميديا -
ممن أدركوا النبي صلى الله عليه وآله وتشرّف بصحبته، ولازم أمير المؤمنين عليه السلام، وشارك في حروبه الثلاث: «الجمل» و«صفين» و«النهروان». استشهد مع  مسلم بن عقيل بكل عزّ وشرف وإباء.
هو أبو يحيى هاني بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قماس قعاس بن عبد يغوث المرادي الغطيفي، من أشراف الكوفة وأعيانها، ورئيس مذحج وزعيمها.
تمكّن عبيد الله بن زياد من أمر الكوفة، ونشر جواسيسه بحثاً عن مسلم بن عقيل، الذي استضافه هاني، فاكتشفه أحد الجواسيس. فاستدعى عبيد الله هانياً إلى القصر، وقال له: «أتيت بابن عقيل إلى دارك وجمعت له المال والسلاح والرجال؟!»، فأنكر هاني، وكثر الجدال بينهما، ولما انكشف الأمر، قال هاني لعبيد الله: «إن لأبيك عندي بلاءً حسناً، وأنا أحب أن أكافيه، فامضِ إلى الشام في سلام أنت ومالك وعيالك، فقد جاء مَن هو أولى بالأمر منك ومِن يزيد»، فصاح به ابن زياد وضربه حتى كسر أنفه ونثر لحم خديه، ثم سجنه حتى أُلقي القبض على مسلم بعد فشل نهضته. وفي يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة سنة 60هـ، يوم خرج الحسين عليه السلام نحو الكوفة، أمر عبيد الله بن زياد بقتل مسلم، فأُلقوه من أعلى القصر، ثم أمر بضرب عنق هاني في السوق، فأخرجوه مكتفاً. استطاع أن يتخلص من الكتاف، وحاول انتزاع السيف من أحد الجلاوزة، فوثبوا عليه وأوثقوه، فقال: «إلى الله المعاد، اللهم رحمتك ورضوانك»، ثم ضربوا عنقه، وكان قد جاوز التسعين من عمره كما قيل.