تقرير / لا ميديا -
يتزايد تصعيد الاحتلال الإماراتي ضد المدنيين في سقطرى مؤخرا، في ظل تصاعد حالة الغليان الشعبي ضد قوى الاحتلال. ويكشف تقرير للحراك الجنوبي جرائم وانتهاكات وصفها بأنها لا تخطر على بال، ينفذها الاحتلال لمسخ الهوية اليمنية عن أبناء الجزيرة واستباحة مواطَنتهم.  

تواصلت حملات المداهمات والاعتقالات التي تشنها فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، أمس، بحق أبناء جزيرة سقطرى المحتلة، تزامناً مع انفجار التظاهرات الشعبية الغاضبة ضد التواجد الإماراتي وفساد فصائله وسلطات الارتزاق في الجزيرة الاستراتيجية.
وقالت مصادر محلية إن مجاميع مسلحة مع أطقم تابعة لانتقالي الإمارات داهمت عشرات المنازل في مديرية قلنسية، واعتقلت عددا من المواطنين، بتهمة تنظيم احتجاجات تطالب برحيل قوات الاحتلال الإماراتي من الجزيرة.
وكان أهالي مديرية قلنسية خرجوا، صباح أمس، في تظاهرة حاشدة، تنديداً بتدهور الأوضاع واحتكار شركة تابعة للاحتلال الإماراتي التيار الكهربائي.
وتستمر قوات الاحتلال الإماراتي وفصائلها بالتصعيد ضد أهالي سقطرى، في ظل تصاعد حالة الغليان الشعبي ضد تلك القوات، حيث شهدت مديرية قلنسية تظاهرة حاشدة رفعت فيها لافتات تطالب بإنهاء تلاعب شركة «دكسيم باور» التابعة للاحتلال بالكهرباء وارتفاع الأسعار مع دخول فصل الصيف الحار.
وكانت فصائل الاحتلال الإماراتي شنت، الخميس المنصرم، حملة مداهمات للأحياء الغربية القريبة من مطار سقطرى في مدينة حديبو، واعتقلت عددا من المواطنين، بمزاعم التحريض على الاحتلال الإماراتي.

انتهاكات لا تخطر على بال
إلى ذلك، أصدر «الحراك الثوري الجنوبي» تقريرا مفصلا عن انتهاكات الاحتلال الإماراتي في سقطرى، مؤكدا أنها انتهاكات فظيعة لا تخطر على بال.
وقال رئيس «المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري»، مدرم أبو سراج، إن مجلس الحراك الثوري في جزيرة سقطرى بذل جهودا كبيرة منذ ما قبل شهر رمضان لإعداد تقرير مفصل عما لاحظه ورصده من تجاوزات وانتهاكات الاحتلال السافرة في الجزيرة، ونشره في وسائل الإعلام ليطلع الرأي العام المحلي والخارجي على ما يدور في جزيرة سقطرى وما يقوم به الاحتلال الإماراتي من انتهاك سافر للسيادة الوطنية.
ولفت أبو سراج إلى أن أبناء اليمن في الجنوب والشمال مغيبون عن تلك الانتهاكات، وأن الساسة والقادة المرتزقة يدركون وعلى علم واطلاع بتلك الانتهاكات وبكل ما يدور في الجزيرة.
وأوضح أن السياسة التي تدار في الجزيرة من قبل الاحتلال الإماراتي جعلت منها وكأنها ليست أرضا أو ترابا وطنيا يخضع للسيادة اليمنية، مشيرا إلى أن هناك عبثا إماراتياً فيه انتهاك سافر للسيادة الوطنية، بمباركة ما يسمى المجلس الانتقالي وما يسمى مجلس القيادة وحكومة الفنادق، وكأن الجزيرة لا تعنيهم وليس هناك أي سيادة وطنية عليها.
وأضاف أن من ضمن عبث الاحتلال الإماراتي في الجزيرة أنه نفذ تعدادا سكانيا في سقطرى بمعرفة حكومة الفنادق التي لم تعترض.
وكشف أنه لولا صمت رئاسي الاحتلال عما يجري من انتهاكات في سقطرى لما كانوا أعضاء فيه، ولولا صمت «الانتقالي» عما يجري في جزيرة وأرخبيل سقطرى لما كان يتحصل على ذلك الدعم السياسي والعسكري والمالي.
وأوضح القيادي في الحراك أن الصفر الدولي للاتصالات في جزيرة سقطرى أصبح إماراتيا، وكل أجنبي يأتي لزيارة الجزيرة يجب أن يحصل على تأشيرة من أبوظبي أو من دبي، وكأنها إحدى الإمارات الإماراتية، مشيرا إلى أن السياح من كل أصقاع العالم يتوافدون إلى سقطرى، من ضمنهم سياح الكيان الصهيوني، ما يكشف أن العبث الإماراتي في سقطرى عسكري واقتصادي وأخلاقي، وعبث بالموارد الزراعية والسمكية والبيئية.
وأكد أن مجلس الحراك الثوري الجنوبي سيعمل خلال الفترة القادمة على حشد الرأي العام للتصدي لتلك الانتهاكات الإماراتية، وسيعمل على جمع توقيعات أبناء محافظات الجنوب خاصة ومحافظات الشمال لتحميل كل من يصمت على تلك التجاوزات والانتهاكات مسؤولية ما يحدث وأنها تسعى إلى بيع سيادة سقطرى.
وأوضح أبو سراج أن هناك إعلاما مضللاً يتحدث بأن أبناء سقطرى يعيشون في رخاء، والحقيقة أنهم يعيشون في بؤس وفقر مدقع، مع أنهم في أرضهم وبلادهم وهم خائفون. 
وأوضح أن الاحتلال الإماراتي أنشأ محال «سوبر ماركت» تابعة له في الجزيرة، تباع فيها المواد الغذائية، غير أنها لا تبيع إلا لمن لديه ما يسمى «النيبل» أو البطاقة الإلكترونية الإماراتية.
وبحسب القيادي في الحراك، فإن البطاقة الإماراتية تصرف للمواطنين تالياً بعد نيلهم بطاقة النيبل وتحمل الرقم نفسه الموجود في النيبل وعليها صورة الشخص وبياناته الشخصية وفي أعلاها صورة شجرة دم الأخوين.
وأفاد بأن الاحتلال الإماراتي أجرى قبل سنوات تعداداً سكانياً غير قانوني لسكان سقطرى، وهو ما يمثل انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية، في ظل صمت رسمي أدى إلى تمادي الإماراتيين في تصرفاتهم الاستعمارية التي تمس سيادة الجزيرة.
كما أنشأ الاحتلال كنترولا في «موري» مربوطاً مباشرة بالكنترول العام في أبوظبي، ويحوي بيانات مواطني سقطرى التي جمعتها لجان الإحصاء التي أوفدها الاحتلال الإماراتي للقيام بعملية الإحصاء والتعداد للسكان، في سابقة خطيرة تكشف نواياه الخبيثة في احتلال الجزيرة.
وقال مجلس الحراك، في تقريره، إن الأفواج السياحية التي تأتي إلى سقطرى من كل أصقاع العالم يتم تفويجها عن طريق «المزروعي»، بدليل أن كل السياح يسافرون من أبوظبي ودبي إلى سقطرى مباشرة وعلى متن الطيران الإماراتي وتحت إشراف المزروعي وأعوانه في الجزيرة.   
وكشف عن تجيير ملكية عائدات الثروات الجنوبية لمصلحة تحالف الاحتلال الذي يدعي أنهم يصرفون ما تسمى «المكارم» من خزائنهم، وفي الواقع أن تلك الأموال هي من ثروات «الجنوب» المنهوبة.
وأكد أن جزيرة وأرخبيل سقطرى تشهد غلاء فاحشا، حيث جالون البنزين سعة 20 لترا يصل سعره إلى ثلاثين ألف ريال يمني، فيما أسطوانة الغاز المنزلي لا يجدها أهالي سقطرى إلا بأسعار مرتفعة ومضاعفة، في ظل السياسة الإماراتية الخطيرة التي ضيقت الخناق على المواطن السقطري. ودعا مجلس الحراك جميع القوى الثورية في اليمن جنوبه وشماله إلى رص الصفوف لمواجهة العبث الإماراتي في جزيرة سقطرى والانتهاك السافر للسيادة الوطنية على كافة المستويات وتعامل الاحتلال مع الجزيرة وكأنها جزء من أراضيه دون أي اعتبار للسيادة الوطنية.
وكان الاحتلال الإماراتي استأنف، خلال إجازة عيد الفطر المبارك، العمل في القاعدة العسكرية المشتركة مع الكيان الصهيوني بجزيرة عبد الكوري التابعة لأرخبيل سقطرى، حيث وصل مجموعة من الضباط الإماراتيين، معهم قائد ما تسمى «كتيبة الشواطئ» بالجزيرة، المدعو محمد أحمد فعرهي، واتجهت عبر طائرة خاصة للإشراف على عملية استئناف العمل بالقاعدة العسكرية في جزيرة عبد الكوري، التي تتولى تنفيذ العمل فيها شركة يترأسها المدعو عمر الزبيدي، أحد أقرباء رئيس انتقالي الإمارات، المرتزق عيدروس الزبيدي.