تقرير / لا ميديا -
انتهت مسرحية الاحتلال في حضرموت، وطار الزبيدي إلى الرياض على وجه السرعة حازما معه البحسني، حقيبته النووية التي ساوم بها مؤخرا. أما المطالب فأصبحت إقالة حكومة فندقية وإلا الانسحاب من «المجلس الرئاسي». بضعة أيام تواجد فيها الزبيدي في حضرموت انتهت بترؤسه اجتماعا لجمعية مجلسه تحدث فيه عن «يمن اتحادي فيدرالي»، ثم بحضوره عرضا عسكريا في «كلية الشرطة» ظهر فيه كـ«وحدوي أصيل»، أو تماما كما يقول أحمد فؤاد نجم في قصيدة «الواد يويو»: «حسب الوظيفة.. وانت وشطارْتك.. تظهر حلاوْتك.. تظهر مرارْتك.. لو خفضوك 
ترتفع حرارْتك»، ليتبدل موقفه، بين ليلة وضحاها، من النقيض إلى النقيض.

فاجأ المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي» الموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، أتباعه بموقف جديد من الوحدة اليمنية عشية ذكراها.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من تهديده باستخدام القوة لفرض إعلان الانفصال من محافظة حضرموت التي كان قد وصلها قبل أيام.
الزبيدي، في كلمته خلال افتتاح الدورة السادسة لجمعية مجلسه التي انطلقت اليوم في المكلا، أسقط مفردات “الانفصال” أو حتى الإشارة إليه، الأمر الذي شكل صدمة لأتباعه وقيادات مجلسه.
واستبدل الزبيدي بعبارة «ذكرى إعلان فك الارتباط» عبارة «ذكرى تأسيس المجلس الانتقالي» ودلالة انعقاد الجمعية الوطنية في المكلا، معتبرا «الهدف من عقد اللقاء في المكلا لتقييم الوضع وتفعيل الجمعية كمحاسب قانوني جنوبي».
وأشار الزبيدي إلى تمسك مجلسه بـ«دولة اتحادية فيدرالية» لم يحدد إطارها الجغرافي، في إشارة إلى الأقاليم، وإلى تخلي مجلسه الموالي للاحتلال الإماراتي عن مطالب الانفصال.
واكتفى الزبيدي بالتشديد على «ضرورة معالجة قضية الجنوب»، داعيا في ختام كلمته إلى «الخروج باصطفاف جنوبي».
وكلمة الزبيدي جاءت مغايرة لتوقعات قيادات مجلسه والقوى الجنوبية المنادية بالانفصال، والتي كانت تتوق لإعلان الزبيدي خطوات فعلية لإعلان ما يسمى فك الارتباط، خصوصا بعد اختياره مكانا كحضرموت كان منبرا لإعلان فك الارتباط في تسعينيات القرن الماضي.
ولم يتضح ما إذا كان تراجع «الانتقالي» عن سقف مطالبه يعكس رضوخا لسلطات الرياض التي تسعى إلى تفتيت جنوب اليمن الى عدة دويلات، أم انعكاسا طبيعيا لفشل احتواء القوى الحضرمية، والتصدي لحراك الاحتلال السعودي الأخير باستدعاء كافة أوراقه إلى الرياض وتركه وحيدا.
وفي تطور لافت، نظم انتقالي الإمارات، اليوم، عرضا عسكريا في حضرموت غابت عنه شعارات الانفصال وأعلام الجنوب لأول مرة.
الاستعراض العسكري الذي أقيم في «كلية الشرطة» بالمكلا، عاصمة المحافظة النفطية، تزامن مع إصدار المجلس قرارا باعتماد ذكرى الوحدة عيدا وطنيا، وغاب عنه علم الانفصال الذي يعتمده «الانتقالي» كبديل للعلم اليمني.
كما كان بارزا على المشاركين في العرض أنهم ينتحلون ملابس رسمية للشرطة اليمنية وكذا بريهات عليها الطير الجمهوري لليمن.
وبحسب مراقبين، فإن العرض الذي حضره الزبيدي، ونائباه المرتزقان فرج البحسني وأحمد بن بريك، ليس الوحيد الذي حرص الانتقالي على إظهاره بهذا المظهر، ففي مدينة عدن، المعقل الأبرز لانتقالي الإمارات، أعلن وزير الانتقالي للخدمة المدنية في حكومة الفنادق، اعتماد اليوم، الاثنين، والذي يصادف ذكرى الوحدة اليمنية، إجازة رسمية، رغم أنها المرة الأولى التي يتم فيها اعتبار عيد الوحدة إجازة منذ سنوات.
وتحدث المراقبون عن ضغوط قصوى مارسها الاحتلال السعودي، يوم أمس ، استخدم فيها كافة أدواته لإثناء انتقالي الإمارات عن موقفه الرامي إلى خلط الأوراق في حضرموت، الأمر الذي أجبر الزبيدي على التحرك إلى الرياض على وجه السرعة وخفض سقف مطالبه، حيث أصبح مطلبه الوحيد هو إقالة حكومة الفنادق التي يرأسها المرتزق معين عبدالملك.
وفي لقاء له مع قناة “الغد المشرق” الممولة إماراتيا، قبيل ساعات على توجهه إلى الرياض، لوح الزبيدي، اليوم، بالانسحاب مما يسمى «المجلس الرئاسي»، متمسكا بإقالة حكومة الفنادق، لكونها «أصبحت عاجزة عن العمل ميدانيا أو بناء المؤسسات»، حسب قوله.
وأشار الزبيدي إلى أن «الخيار البديل لعدم تغيير الحكومة انهيار المجلس الرئاسي»، في إشارة إلى الانسحاب من المجلس الذي شكله الاحتلال قبل عام في الرياض.
وبحسب المراقبين، فإن أكثر ما لفت في مواقف الزبيدي الأخيرة، هو قبوله بالذهاب إلى الرياض، بعد أن كان قد رفض دعوات سعودية سابقة خشية وضعه تحت الإقامة الجبرية كما في المرة السابقة.
بدورهم، نشر صحفيون وسعوديون مقربون من استخبارات ابن سلمان تغريدات كشفوا فيها عن ترتيب بلادهم لتأديب «الانتقالي».
وكشف الصحفي علي العريشي ما وصفها بـ”مفاجآت كبرى” تنتظر الزبيدي والبحسني ومن وصفهم بداعميهم في قطع البتزا السبع، في إشارة إلى الإمارات.
والعريشي كان يشير إلى الترتيبات لتسمية ممثلي حضرموت في وفد رئاسي الاحتلال رسميا، وهي خطوة ستقطع الطريق على انتقالي الإمارات الساعي لضم حضرموت إلى ممثليه جنوبا.
وكانت الرياض استدعت أمس  قيادات حضرمية موالية لها تم نقلها من سيئون والمكلا على متن طيران ملكي سعودي، لاجتماع تم خلاله الاتفاق على تسمية ممثلي حضرموت رسميا.
وبحسب مصادر مطلعة في حكومة الفنادق، يتوقع أن تطرح الأسماء على رئاسي الاحتلال خلال اجتماع مرتقب لأعضائه في وقت لاحق.
وبحسب المصادر، فإن اعتماد ممثلي حضرموت بمثابة إيذان بانفصال المحافظة الثرية بالنفط وذات الموقع الاستراتيجي رسميا، وهو الأمر الذي عمل الاحتلال السعودي على تهيئته طيلة الفترة السابقة.