تقرير / لا ميديا -
ما إن تحل ذكرى إعادة تحقيق الوحدة، حتى تتحول فنادق الرياض وأبوظبي إلى منابر للخطابة، فترى هذا قد جمع أمام فمه الميكرفونات الرنانة، وآخر قد استعار ورودا وزهورا وأخذ يرصها أمامه بطريقة تجعل منه داعية سلام، وكلهم يتغنى بالوحدة ويتشدق بها، فيما البلاد غارقة بأشلائها جراء عدوان واحتلال همجيين حشد إليهما كل شذاذ الأرض فضلا عن مرتزقة الداخل. 
وفيما العليمي يبارك للانتقالي دعوته للانفصال في حالة من الانخذال، يأتي الرد مزلزلا من علي ناصر محمد بأن الوحدة هدف عظيم ونبيل حققه الشعب اليمني عبر مراحل من النضال والتضحيات في سبيلها.

تصاعدت الخطابات والاتهامات بين أدوات الاحتلال عشية ذكرى إعادة تحقيق الوحدة، بالتزامن مع استدعائهم جميعا إلى الرياض، واختفاء مظاهر الاحتفاء بالوحدة اليمنية في مدينة عدن وبقية مناطق اليمن المحتلة.
وبينما اكتفى مرتزقة الاحتلال بخطابات من فنادق الرياض وأبوظبي، عاشت المناطق المحتلة ليلة يتيمة خالية من أي مظاهر احتفائية، حتى الجدل الذي كان يرافق ذكرى تحقيق الوحدة في عدن، اختفى هذا العام بشكل ملحوظ.
وبارك المرتزق رشاد العليمي رئيس ما يسمى «المجلس الرئاسي»، المشكل من الاحتلال، دعوات انتقالي الإمارات للانفصال، معلنا تأييده للتحركات التي ينفذها الانتقالي بغطاء وإسناد من بريطانيا والرياض وأبوظبي لتمزيق اليمن.
وحاول العليمي في كلمة بمناسبة ذكرى الوحدة تبرير مؤامرة الانفصال بالقول إن «الوحدة انحرفت عن مسارها وأفرغت من مضمونها وقيمتها التشاركية بعد حرب صيف 1994».
وأضاف أنه «منفتح على كل الخيارات لتمكين الجنوبيين من تحقيق تطلعاتهم وتقرير مركزهم السياسي ونمائهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي»، في إشارة ضمنية إلى تأييده خيار الانفصال.
واعتبر أنه «حينما تخرج السياسات عن الأهداف وتتغير القناعات وتتضخم الالتزامات والمظالم، فإن من الواجب الاستجابة لتلك المتغيرات، وتحقيق تطلعات الناس كعمل جماعي يعترف بالآخر».
إلى ذلك، حذر الرئيس الأسبق لما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة ، علي ناصر محمد، من تداعيات المخطط الذي ينفذه المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً لتمزيق اليمن، مؤكداً أن ذلك سيغرق المحافظات الجنوبية في صراعات دموية جديدة.
وقال ناصر بمناسبة العيد الوطني الـ 33 للوحدة: «علينا أن نفرق بين الوحدة كهدف عظيم ونبيل حققه الشعب اليمني عبر مراحل من النضال والتضحيات في سبيلها، وبين أخطاء الساسة والنّخب السياسية التي حدثت بعد تحقيقها، بسبب عجزهم عن إدراك عظمة ما تحقق».
وأضاف أن «من الخطأ تحميل الوحدة كل تلك السلبيات واتخاذها ذريعة للتنصل من الوحدة، والوحدة منها براء بدلاً من العمل على تصويب تلك الأخطاء والبحث عن أسبابها، ومواطن الخلل لإصلاحها».
ودعا علي ناصر محمد إلى «البحث عن صيغ أخرى للوحدة، عوضاً عن العودة الى أوضاع سابقة على الوحدة وما جرّته من صراعات وحروب على الشعب اليمني جنوباً وشمالاً».
وبحسب مراقبين، جاءت كلمة ناصر جوابا كافيا للاحتلال السعودي الإماراتي ولكل العملاء والمرتزقة أن الشعب اليمني من شرقه إلى غربه سيطيح بمشروعهم التآمري على وحدة اليمن.
وفي تطور لافت، أعادت سلطات ابن سلمان تصدير العميل عبد ربه منصور هادي، إلى صدارة المشهد في اليمن  على الرغم من وضعه تحت الإقامة الجبرية.
ونظمت الرياض لقاء لهادي بوزير دفاعه السابق، محمود الصبيحي، وفيصل رجب.
ومع أن رجب والصبيحي وصلا الرياض الأسبوع الماضي برفقة العليمي إلا أن سلطات ابن سلمان اختارت عشية ذكرى الوحدة  موعدا للقائهما بهادي الذي لم يسمح له بلقاء شقيقه ناصر منذ إطلاق سراحه قبل أسابيع.
وبحسب خبراء، فإن الهدف السعودي من استعراض هادي في هذا التوقيت رسالة لرئيس انتقالي الإمارات المرتزق عيدروس الزبيدي الذي هدد بالانسحاب من الرئاسي بمعية نوابه في تلويح غير مباشر بحل الرئاسي.
وظهور العميل هادي من جديد يكشف أن السعودية لاتزال تحتفظ به كورقة سياسية لتحقيق مآربها.
كما أن وصول كل من عيدروس الزبيدي وفرج البحسني إلى الرياض بعد أن كانا قد رفضا أوامر سعودية بمنع أي تحرك عسكري لفصائلهما في حضرموت، يأتي في وقت لم تختتم أعمال ما تسمى «الجمعية العمومية» لانتقالي الإمارات في المكلا والتي لن يخرج عنها أي نتائج سوى الاستعراض العسكري والسياسي والإعلامي، ما يعني عزم سلطات ابن سلمان على احتجازهما ومنع عودتهما بعد أن يشاركا في اجتماع لرئاسي الاحتلال في الرياض برئاسة العميل رشاد العليمي.
كما يأتي وصولهما بالتزامن مع انطلاق فعالية المفاوضات الخاصة بحضرموت، في خطوة قد تقلص طموح «الانتقالي» لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية.
والمفاوضات التي يترأسها المؤتمري جناح الإمارات مبخوت بن ماضي ووكيله الأول عمرو بن حبريش، يشارك فيها نحو 40 شخصية سياسية واجتماعية وقبلية من حضرموت.
وتدور النقاشات، وفق المصادر، حول الاتفاق على تشكيل ممثلي حضرموت بدعم سعودي، سعيا إلى إعلان حضرموت إقليما مستقلا يضم أيضا محافظات كشبوة والمهرة وسقطرى.