تقرير / لا ميديا -
انتظر الأوروبيون طيلة أسبوعين ما الذي ستسفر عنه اجتماعات «فوكو» الرياض بخصوص حضرموت. جمع الاحتلال مرتزقته تحت يافطة «القوى الحضرمية» وجاء بهم ليخرجوا بنتيجة حددوا فيها مصير المحافظة كما يريد السعودي فباركها رئاسي وحكومة الاحتلال كالعادة. ولم يتبق سوى مباركة مستعجلة من الاتحاد الأوروبي فجاءت عينا على النفط وأخرى عوراء كتب عليها «حق اليمنيين في تقرير المصير».

سارع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى حكومة الفنادق إلى إعلان موقفهم مما يتم التحضير له في فنادق الرياض طيلة المدة الماضية بخصوص محافظة حضرموت المحتلة.
وعقد سفراء الاتحاد الأوروبي أمس ، لقاء في فنادق الرياض مع المؤتمري جناح الإمارات المرتزق مبخوت بن ماضي، المعين من قبل الاحتلال محافظا لحضرموت.
وقال الاتحاد الأوروبي إن سفراءه لدى حكومة الفنادق «أجروا نقاشاً جيداً مع بن ماضي والعديد من ممثلي المحافظة».
وأشار إلى أن سفراءه أكدوا خلال اللقاء «دعمهم لمضي اليمنيين نحو تقرير مصيرهم»، في إشارة واضحة إلى موافقة الاتحاد الأوروبي على تفكيك اليمن.
وبحسب البيان المشترك، فإن “السفراء أكدوا دعمهم جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة والتي توفر مساراً لليمنيين لتقرير مستقبلهم”، في حين لم يشر البيان إلى أي شيء عن الوحدة اليمنية.
مراقبون ومحللون رأوا في عبارة «تقرير المصير» هذه جانبا كبيرا من وقاحة الاتحاد الأوروبي وسفرائه بحيث يريدون أن يكونوا هم لسان حال اليمنيين.
وأكد المراقبون أن الدول الأوروبية ذات الإرث الاستعماري، كفرنسا وبريطانيا، قلقة على مصالحها في المحافظات النفطية والساحلية اليمنية، وعلى الخصوص محافظة حضرموت، فحصلت من الاحتلال السعودي وأدواته في رئاسي وحكومة الفنادق من جهة، وفي القوى الحضرمية المجتمعة في فندق فوكو من جهة ثانية، على ضمانات في هذا الجانب، ما جعلها تنسى نفسها وتتحدث نيابة عن اليمنيين.
وبحسب المراقبين، فإن ذلك الموقف الملتبس للأوروبيين يأتي تعبيرا عن مخاوفهم الشديدة على مستقبل شركاتهم النفطية، في ظل ما تشهده المحافظة المحتلة من تطورات سياسية وعسكرية بين المرتزقة.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن قلق كبير تعيشه الشركات النفطية نفسها الناهبة للنفط الخام في حضرموت مما قد تسفر عنه اجتماعات فوكو الرياض، دفعها إلى الطلب من سفرائها القيام بتحرك عاجل يضمن بقاءها.
ويأتي الاجتماع مع المكونات الحضرمية الموالية للاحتلال السعودي، استكمالا لتحركات السفراء الأوروبيين، بينهم الفرنسي والبريطاني، لإبقاء الوضع في حالة من التجاذبات بما يساعد على فرض أجنداتهم، باعتبار أن الحقول النفطية في حضرموت تدار من قبل شركات غربية.
إلى ذلك، شهدت الأيام الماضية ترتيبات مكثفة أجرتها الرياض مع سفراء ما تسمى الدول السبع لتسمية حكومة فنادق جديدة برئاسة المرتزق خالد بحاح.
وأفادت مصادر مطلعة بأن لقاءات عقدها بحاح في الرياض شملت سفراء الدول السبع دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بترتيب وتنسيق من الخارجية السعودية رغم عدم امتلاكه صفة رسمية، تهدف إلى إيجاد موقف دولي مؤيد لمنح حضرموت صفة إقليم مستقل ذاتياً.
وأشارت إلى أن سلطات ابن سلمان تسعى إلى استغلال علاقات بحاح باعتباره رئيساً سابقاً لحكومة المرتزقة، في تنفيذ رؤيتها المتمثلة باستقطاع حضرموت وجعلها كياناً مستقلاً تمهيدا لضمها الى السعودية.
وكأول تحرك فعلي للاحتلال السعودي لجعل محافظة حضرموت إقليما ذاتياً مستقلاً، أكدت مصادر في حكومة الفنادق أن مشروعا طرح على الطاولة لربط حضرموت بكهرباء السعودية.
وقالت المصادر إن سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر أبلغ سلطات الارتزاق في حضرموت، ممثلة بالمؤتمري جناح الإمارات مبخوت بن ماضي، بأنه سيتم ربط حضرموت بشبكة كهرباء السعودية.
وأضافت أن عملية الربط ستكون من شرورة وعبر مولدات كهرباء سعودية عقب نصب أعمدة لنقل الطاقة الكهربائية.
ناشطون سعوديون ذكروا بدورهم أن تاجرين حضرميين تعهدا بتوفير الأعمدة والكابلات من شرورة إلى حضرموت لربطها بالمولدات الكهربائية.
يذكر أن أطماع السعودية لضم حضرموت تعود إلى ستينيات القرن الماضي، ضمن مؤامرة إنجليزية سعودية فشلت حينها، إلا أن الرياض تعاود الكرة حالياً من أجل تحقيقها بمساعدة أوروبية هذه المرة، وعلى الخصوص بريطانيا وفرنسا.