
عادل عبده بشر / لا ميديا -
"لا نستقبل في مدرستنا مثل هذه الحالات.. مرفوض نهائياً.. لا تناقشنا في هذا الموضوع".
كانت هذه بعض الردود التي تلقاها المواطن رزق السلامي وهو يحاول تسجيل طفلته سلا (7سنوات) -المصابة بإعاقة حركية- للدراسة.
توجه رزق السلامي لأكثر من 20 مدرسة وروضة خاصة شمال أمانة العاصمة، إلا أن جميعها رفضت قبول طفلته بين صفوفها.
ووصف السلامي في حديث لـ"لا" عملية الرفض هذه بـ"النظرة الدونية" للأطفال المعاقين، موضحاً بالقول: "بمجرد أن تخبرهم أنك ترغب بتسجيل طفلتك ولديها إعاقة جزئية في الحركة، يتم الرد بتعنت وبدون أي نقاش يقول لك ما نستقبل مثل هذه الحالات، ويغلق الموضوع مباشرة".
وبحسب السلامي فإن الطفلة "سلا" تعاني من إعاقة في القدم، ولا تستطيع المشي، وإنما عبر كرسي متحرك، مستغرباً عدم قبولها في المدارس وهي سليمة وصحيحة عقلياً ولا تُمثل خطورة على الأطفال الآخرين، وسيرافقها أحد أفراد أسرتها لمساعدتها على صعود ونزول السلالم، إذا تطلب الأمر.
وأكد أن طفلته ليست الوحيدة التي تم رفضها، قائلاً: "عشرات الحالات من الأطفال المعاقين حركياً رفضت المدارس الخاصة تسجيلهم، وشاهدت ذلك بنفسي في عدد من المدارس التي قصدتها لتسجيل ابنتي".
ووجه والد الطفلة "سلا" عبر صحيفة "لا" شكوى إلى وزير التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ يحيى بدر الدين الحوثي، بما يعانيه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، وأولياء أمورهم، من "رفض وممانعة ونظرة دونية، من قبل إدارات المدارس الخاصة، وعدم استقبال وتسجيل المعاقين حركياً، بحجج واهية"، موضحاً أنه قام بالنزول الأسبوع المنصرم إلى "أكثر من عشرين مدرسة وروضة أهلية في المنطقة الشمالية لأمانة العاصمة، ولم أجد أي تجاوب أو قبول لتسجيل طفلتي، رغم أن إعاقتها حركية ولا تمنعها من الالتحاق بأي مدرسة حكومة أو أهلية، لكن وللأسف الشديد اصطدمت بواقع مرير ولامبالاة من قبل الإداريين والقائمين على تلك المدارس والروضات الأهلية".
واستنكر السلامي ما وصفه بـ"تعنت القائمين على المدارس الخاصة"، وعدم الشعور بمسؤوليتهم تجاه هذه الشريحة من المجتمع، وحقهم القانوني في التعليم والاندماج مع المجتمع، موجهاً السؤال لوزير التربية والتعليم: "سيادة الوزير، إلى أين نذهب بأبنائنا لتعليمهم؟ هل نتركهم للعجز واليأس والإحباط!"، مطالباً الوزير في ذات الوقت بإلزام المدارس الأهلية باستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في المجتمع، واستقبالهم بالشكل اللائق بهم وبحالتهم التي خلقهم الله عليها، أو تسبب بها العدوان والحصار.
ووفقاً لوالد الطفلة المعاقة، فإن المراكز المختصة باستيعاب الطلاب من الأطفال ذوي الإعاقة، لا تتجاوز الثلاثة مراكز فقط في أمانة العاصمة، لا تكفي لكل ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها تتواجد في مناطق معينة لا يستطيع الكثير بلوغها نتيجة لبعدها وصعوبة التنقل إليها.
وكانت وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ الوطني أعلنت البدء بالتسجيل للعام الدراسي الجديد السبت الماضي.
وفيما يبحث أهالي الأطفال ذوي الإعاقة عن رعاية خاصة لأطفالهم ضمن بيئة إدماج آمنة، أفاد أحد المختصين أن المدارس الخاصة ملزمة باستقبال أي طالب إلا من لديه إعاقة ذهنية، فهو بحاجة لتقرير طبي يفيد بحالته، وموافقة مسبقة من وزارة التربية والتعليم.
وأوضح أن المدارس الأهلية ملزمة بإدماج كافة الحالات الخاصة مع بقية الطلاب، إلا أنه يحق للمدرسة رفض الطلاب العدوانيين الذين قد يقومون بضرب أي شخص، فهؤلاء بحاجة لمدارس متخصصة للمعاقين.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا