تقرير / لا ميديا -
تتواصل الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في مدينة عدن المحتلة ضد تحالف الاحتلال والحكومة الموالية له.
وشهدت مديريتا كريتر والبريقة، اليوم، تظاهرات عارمة تنديداً بانهيار الأوضاع المعيشية وانقطاع الكهرباء، واستمرار تجاهل حكومة معين معاناة المواطنين.
ورفع المحتجون شعارات تطالب تحالف الاحتلال وحكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي بالرحيل، وإحالتهما للتحقيق بجرائم الفساد وتجويع اليمنيين.
وخرج الآلاف من أبناء عدن، مساء أمس ، في عدد من مديريات المحافظة، يجوبون الشوارع ويرددون هتافات غاضبة ضد تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي، في احتجاجات متصاعدة يوماً بعد يوم، لأول مرة منذ بدء العدوان على اليمن في آذار/ مارس 2015.
وضجت شوارع المدينة بهتافات المتظاهرين ينادون برحيل الاحتلال وأدواته المتمثلة في مجلسه الرئاسي وحكومته التابعة للرياض والمجلس الانتقالي التابع لأبوظبي.
ورفع المحتجون لافتات مكتوباً عليها: «ارحلوا، وسنظل نقولها لكم: ارحلوا! كفاكم استهتارا وظلما لعدن وأهلها يا تحالف ويا مجلس رئاسة ويا انتقالي».
وهي المرة الأولى التي تخرج فيها احتجاجات غاضبة وكبيرة بهذا الشكل لتجوب شوارع مدينة عدن وتتوسع إلى محافظات أخرى مجاورة ويرفع فيها المحتجون لافتات وهتافات ضد تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي؛ لكن الوضع لم يعد يطاق في المناطق الجنوبية التي تخضع لسيطرة الاحتلال منذ أيار/ مايو 2015 والذي استغل مناطق الجنوب لتوسيع نفوذه ونهب الثروات النفطية التي بدأ يصدرها من حقول حضرموت منذ منتصف العام الثاني للعدوان على اليمن ويورد عائداتها إلى البنك الأهلي السعودي، فيما أبناء الشعب يتجرعون الجوع ومعاناة انهيار الخدمات الأساسية وانعدامها معظم أوقات العام منذ أكثر من 8 سنوات.
وفي السياق، عمد أدوات الاحتلال منذ اليوم الأول لاندلاع التظاهرات إلى استغلال الاحتجاجات والمطالب الشعبية وتجييرها لصالحهم، حيث دفع ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، أتباعه في عدن للتظاهر في الشوارع وتطويق قصر معاشيق، حيث تتمركز قوات تابعة للاحتلال السعودي لتأمين حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي.
ويخشى «الانتقالي» من استغلال خصومه من المؤتمريين الجدد - جناح الإمارات للتظاهرات الشعبية في عدن وبقية المحافظات المحتلة، باعتبار أن هناك حراكا يسعى لإحلالهم محله.
كما انضم تيار ما يسمى الائتلاف الوطني الجنوبي، الذي يقوده المرتزق أحمد العيسي، إلى التظاهرات، حيث أعلن في بيان له، اليوم، دعم التظاهرات في عدن، مهددا بتوسيعها جنوبا.
وشدد البيان على «ضرورة تقديم الحكومة استقالتها وتشكيل لجنة لملاحقة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة».
وشهدت مدينة عدن، اليوم، انتشارا لفصائل انتقالي الإمارات بالتزامن مع التظاهرات. ونصبت فصائل وتشكيلات الانتقالي العديد من النقاط في الشوارع لقمع أي تجمع وتفريقه، في حين أغلقت الشوارع المؤدية إلى ساحة العروض في مديرية خور مكسر.

المعبقي : حكومة ومجلس العليمي وراء انهيار العملة
ويتبادل أدوات الاحتلال الاتهامات فيما بينهم ويلقي كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر محاولا تبرئة نفسه أمام الشارع الغاضب مما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والأمنية من تردٍّ فاضح وغياب للخدمات وتهاوي العملة الدنبوعية إلى الحضيض.
والأربعاء الفائت كشف المرتزق أحمد غالب المعبقي، المعين من قبل الاحتلال محافظا لبنك عدن، عن أحد الأسباب التي أدت إلى انهيار العملة في المحافظات المحتلة.
وقال المعبقي، في مقابلة تلفزيونية، إن حكومة الفنادق قامت بطباعة مبالغ مهولة تفوق الحاجة، مشيرا إلى أن هذه المبالغ سببت مشاكل في سحب السيولة وإحضار المطبوع وسحب الموجود في السوق.
وأكد أن «طباعة النقود وبدون قيود ومعايير هي سبب الانهيار الكبير لسعر صرف العملة»، مضيفا أن حكومة الفنادق كانت تركز فقط «على تمويل نفقاتها بالطريقة السهلة، وهي طباعة النقود»، ما يشير إلى أنها لم تكن تضع المصلحة الاقتصادية العامة في حسبانها، وهو اقرار واضح بأن حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي وراء تردي الأوضاع إلى مستوى كارثي.
وكان بنك عدن طالب، الأربعاء الماضي، كلاً من رئاسي وحكومة الاحتلال «بتوفير المناخ المناسب للاستقرار الاقتصادي، بما في ذلك إعادة تعبئة الموارد العامة للدولة وتخطيط إنفاقها واقتصار الإنفاق على ما يتوفر من موارد وتمويل غير تضخمي».
كما طالب «باحترام استقلالية البنك المركزي وعدم التدخل في شؤونه أو التدخل في نطاق صلاحياته، باعتبار أي تدخل أياً كان نوعه ومهما كان هدفه تدخلاً غير مقبول وإرباكاً لإجراءات البنك المركزي بالتعامل مع أي تجاوزات من قبل شركات الصرافة أو القطاع البنكي بموجب أحكام القانون والمعايير والتقاليد المصرفية بعيداً عن الإجراءات العشوائية التي لا تستند إلى أي أسس قانونية أو معايير مصرفية أو اقتصادية»، بحسب البيان.
بدوره، ‏قال مدير ما تسمى الغرفة التجارية الصناعية بعدن، أبوبكر باعبيد، إنه «لا وجود لدولة ولا حكومة في عدن تقوم بمتابعة انهيار الريال».
وأكد عبيد مغادرة غالبية التجار إلى ميناء ‎الحديدة بدلاً من ميناء عدن، معتبرا عدن خالية من أي دولة، في مؤشر خطير يدفع المدينة إلى انهيار أكبر.