خاص - عادل بشر / لا ميديا -
أمهلت السلطات المحلية والعسكرية والأمنية بمحافظة الجوف، المتورطين بجريمة اغتيال أركان المنطقة العسكرية السادسة، اللواء محمد أحمد النصرة (أبو عقيل المطري)، والمطلوبين بالتقطعات والحرابة، لتسليم أنفسهم، مؤكدة عزمها على تطهير صحراء الجوف من العصابات الخارجة عن النظام والقانون.
وكان اللواء أبو عقيل المطري، استشهد، السبت الفارط 15 يوليو/ تموز الجاري، بنيران خارجين عن القانون ينتمون لقبيلة بني نوف، في مديرية السيل، الواقعة شرق مديرية الحزم.
وأفادت مصادر "لا" أن مسلحين على متن سيارة، اعترضوا اللواء أبو عقيل المطري، أثناء مروره مع ثلاثة من أفراد المنطقة العسكرية السادسة، بطقم عسكري في الخط الصحراوي بالقرب من منطقة اللبنات، وبادروهم بإطلاق نيران كثيفة، ليتم الرد من قبل أفراد المنطقة العسكرية، ونتج عن الاشتباك استشهاد اللواء المطري وإصابة اثنين من المهاجمين، لافتة إلى أن المئات من مشائخ وأعيان ومسلحي قبائل بني مطر بمحافظة صنعاء، التي ينتمي إليها الشهيد، توافدوا، أمس الأول، إلى الجوف، طالبين بالثأر للواء محمد أحمد النصرة.
وعقدت قيادة محافظة الجوف برئاسة رئيس المجلس المحلي محافظ المحافظة فيصل حيدر، وحضور قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء جميل زرعة، اجتماعاً موسعاً، أمس الأول، دعت له كافة مشائخ القبائل ومدراء المديريات وشخصيات اجتماعية بارزة، لمناقشة تطورات الأحداث ووضع حد للعصابات الخارجة عن القانون.
وقال لـ"لا" وكيل محافظة الجوف الشيخ عبدالله الحاج منيف: "تم الاجتماع على مستوى واسع في مبنى المحافظة بمديرية الحزم، وضم قيادات السلطة المحلية والأمنية في المحافظة ومن ضمنهم مشائخ قبائل بني نوف، بحضور إخواننا وضيوفنا، قبائل بني مطر، من مشائخ وعسكريين وأمنيين وشخصيات اجتماعية وأهالي الشهيد اللواء محمد النصرة، بنحو 400 شخص، وذلك لمناقشة جريمة اغتيال الشهيد النصرة، التي أعادت إلى الواجهة أعمال التقطع والتخريب في المنطقة".
وأضاف الوكيل منيف في حديث هاتفي مع "لا" أمس الاثنين: "في ما يتعلق باغتيال أبو عقيل المطري، تم ضبط أحد المنفذين أثناء تلقيه العلاج في مركز طبي بمديرية المصلوب، نتيجة إصابته خلال الاشتباك، وتبقى شخص آخر مازال فاراً من وجه العدالة، وتمخض الاجتماع في مبنى المحافظة عن قائمة بـ13 مطلوباً بجرائم تقطعات وحرابة حدثت في أوقات سابقة، من بينهم المطلوب الثاني بجريمة اغتيال الشهيد المطري"، موضحاً: "تم تسليم قائمة الـ13 لمشائخ قبائل بني نوف، الذين بدورهم طلبوا مهلة حتى مغرب اليوم (أمس الاثنين) ليتسنى لهم الاجتماع مع بني نوف قاطبة، وإشهار أسماء المطلوبين وتسليمهم للدولة، ما لم فإن قبائل بني نوف ستُعلن براءتها من المطلوبين ومن يحتمون بهم، وسيقفون إلى جانب الدولة في اتخاذ إجراءاتها القانونية".
وأكد أن اغتيال اللواء المطري، ليس ببعيد أن يقف وراءها تحالف العدوان ومرتزقته، كون الشهيد يُعتبر من أبرز القيادات العسكرية التي أذاقت الأعداء ومجنديهم أصناف التنكيل في جبهات المزاريق واللبنات والعلم وغيرها من الجبهات بمحافظة الجوف.
وتضم قبائل بني نوف مديريتي المصلوب والسيل، وتقع في نطاق سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني.
وأصدر أبناء بيت النصرة، في عزلة بني قيس بمديرية بني مطر، بياناً نعت فيه استشهاد اللواء محمد أحمد النصرة، في عملية اغتيال وصفوها بـ"الجبانة"، معربين عن اعتزازهم وافتخارهم بنيل هذا المجاهد شرف الشهادة.
وأكد أهالي الشهيد تأييدهم التام لكل الخيارات والخطوات التي تتخذها القيادة الحكيمة لردع العدوان وفلوله.
من جهة أخرى، أفادت "لا" مصادر عسكرية أن قوات مرتزقة العدوان، حاولت استغلال قضية اغتيال الشهيد اللواء أبو عقيل المطري، لإحداث تقدم في جبهة العلم، الواقعة إلى الجهة الشرقية من منطقة اللبنات. مشيرة إلى أن العدو دفع بمرتزقته للتقدم، ليل أمس الأول، صوب مواقع الجيش واللجان الشعبية، تحت غطاء ناري وقصف مدفعي كثيف، إلا أنهم فشلوا وارتدوا على أعقابهم خاسرين.
المحاولة العسكرية الفاشلة لأدوات العدو، تزامنت مع حملة إعلامية لقنوات ومواقع إلكترونية تابعة لتحالف العدوان ومرتزقته، احتفت باستشهاد اللواء أبو عقيل المطري، متبعة أسلوب التحريض ضد قوات الجيش في الجوف، كنوع من استثارة قبائل الجوف، بهدف إحداث فوضى، يبتغي العدو من خلالها تحقيق مكسب لن يتجاوز خبراً في قنوات ومواقع دأبت على اختلاق الأكاذيب، في زمن أصبح شعبنا اليمني أكثر وعياً للمؤامرات التي تُحاك ضده.