تقرير / لا ميديا -
 عاد ضلع الثالوث الخليجي المفقود إلى الواجهة مجددا. قطر «الجزيرة» والقرضاوي تعود بعساكرها القدامى لتشغل موقعاً ما في المشهد اليمني. أزعج الأمر سلطات ابن زايد واعتبرتها مناورة سعودية لن تسكت عنها. زمن قبيح بلا شك، حين ترى ممالك الرمل قد أصبحت دول احتلال يتصارع صبيانها على تقاسم حصص في بلد لم يكونوا يحلمون بترديد اسمه على أفواههم.

صعّدت دويلة الإمارات، اليوم، موقفها ضد حليفتها الكبرى: السعودية، في محافظة حضرموت اليمنية المحتلة.
يأتي ذلك ردا على إعادة تفعيل قطر عسكريا في المحافظات المحتلة من قبل سلطات الرياض.
وبدأت قوات الاحتلال الإماراتي الحشد عسكريا لمعركة حضرموت الثرية بنقل وحدات من مرتزقتها في عدن، أبرزها كتيبة مما تسمى «قوات العاصفة»، التي يقودها المرتزق عيدروس الزبيدي، وكانت تتولى حماية منشآت عامة، أبرزها بنك عدن.
وأفادت مصادر مطلعة بأن الكتيبة واحدة من عدة فصائل متخصصة بحرب الشوارع وتم إنزالها في معسكرات تتبع انتقالي الإمارات بمدينة المكلا، المركز الإداري لساحل حضرموت.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال الإماراتي تشرف على نقل تلك الفصائل سرا إلى المكلا منذ أيام.
بدوره، أفاد عمر هلابي، رئيس ما يسمى «اتحاد الصحفيين والإعلاميين بالمحافظات الشرقية»، بأن فصائل «الانتقالي» تنتقل بطريقة سرية منذ بداية الشهر الجاري، مشيرا إلى وصول كتيبة بنك عدن التابعة لقوات العاصفة التي يشرف عليها الزبيدي إلى المكلا قبل 5 أيام.
وأكد هلابي أن نقل هذه الفصائل يأتي ضمن ترتيبات للمعركة الفاصلة هناك، وعقب يوم على قيام الاحتلال الإماراتي بإعادة المرتزق فرج البحسني، نائب رئيس «الانتقالي» ومسؤول ملف حضرموت، إلى المكلا.
وعقد البحسني لدى وصوله المدينة اجتماعا بـ»هيئة رئاسة الانتقالي» في المحافظة، ناقش خلاله، وفق بيان نشره على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، التطورات العسكرية والترتيبات لمواجهة التحولات هناك.
وتشير التحركات الجديدة إلى مساعي الاحتلال الإماراتي للتصعيد خلال الفترة المقبلة، خصوصا وأنها تتزامن مع تحركات مكثفة في الرياض لإعلان حضرموت إقليما مستقل يخضع لوصايتها المباشرة.
واعتبر مراقبون أن هذه التحركات تأتي بموازاة تأكيد الاحتلال الإماراتي قراره خوض معركة حضرموت، وهو ما أفصح عنه الإعلام الإماراتي في أول إعلان من نوعه ضد حليفهم الأكبر في اليمن.
وقال محمود البلوشي، الكاتب الإماراتي المقرب من محمد بن زايد، إن بلاده قدمت تضحيات كبيرة في سبيل ما وصفها بـ»معركة تحرير حضرموت من القاعدة»، وأنها لن تتخلى عن ساحل المحافظة الأهم على بحر العرب والمحيط الهندي مهما كلف الأمر.
واتهم البلوشي السعودية «بالتنكر لتضحيات بلاده ومحاولة إقصائها نهائيا من المشهد في اليمن عبر تسليم المحافظة للإخوان».
تصريحات البلوشي تعد الأولى التي تكاشف فيها دويلة الاحتلال الإمارات بموقفها المناهض لرياض ابن سلمان، حيث تخشى أن تؤدي سيطرة الاحتلال السعودي على الموانئ اليمنية، وتحديدا في الشرق، إلى إخراج موانئها من قائمة التصدر في المنطقة، خصوصا في ظل الترتيبات السعودية لتحويل الموانئ اليمنية شرق البلاد إلى منفذ لتصدير النفط.
إلى ذلك، شنت صحيفة إماراتية، اليوم، هجوما على قطر واتهمتها بمحاولة تغيير خارطة القوة في المحافظات اليمنية المحتلة.
وقالت صحيفة «العرب» الإماراتية، ومقرها في لندن، إن «تيار الإخوان شكل مجلسا أعلى للمقاومة وأشهر في مارب مؤخرا ضد قوات المجلس الانتقالي وقوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح»، وهي الفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي.
وأضافت الصحيفة أن «إعلان التيار الإخواني المدعوم من قطر تأسيس ما يسمى المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية يأتي في سياق مساعٍ لتفتيت الشرعية اليمنية واستحداث كيانات جديدة تهدف إلى تغيير خارطة القوة» في المناطق المحتلة.
وذكرت أن «قيادات إخوانية في محافظة مأرب أعلنت السبت تشكيل المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية برئاسة القيادي المقيم بين مسقط وإسطنبول حمود سعيد المخلافي»، مستعرضة في تقريرها تحركات قطرية بضوء سعودي عبر تشكيل مجلس المخلافي الممول من الدوحة، والذي اعتبرت إنشاءه في هذا التوقيت مؤشرا إلى قرار قطر خوض معركة في المحافظات المحتلة والتي تخضع لسيطرة فصائل موالية للاحتلال الإماراتي حاليا.
وكان الخونجي المرتزق حمود المخلافي أعلن تشكيل مجلس جديد بمظلة قطرية، ضمن معاودة الخونج الظهور تحت تسمية «المقاومة الشعبية»، كنوع من التذكير بموقفهم البارز في كونهم أول مكون حزبي أعلن تأييده للعدوان.
وتشير هذه التحركات إلى قرار الاحتلال الإماراتي حسم معركة ساحل حضرموت قبل أن يلتقط مجلس قطر الجديد أنفاسه، ما قد يصعب عليه المواجهة هناك ويبقيه حبيس معارك جانبية أبرزها في باب المندب.
كما تشير إلى أن دويلة الإمارات تريد استباق الترتيبات الحاصلة في الرياض لإعلان حضرموت عاصمة مؤقتة جديدة لحكومة الفنادق بدلا من عدن.

ترتيبات سعودية لنقل عاصمة المرتزقة إلى المكلا
إلى ذلك، كشفت سلطات الرياض، اليوم، موقفها رسميا من إعلان حضرموت «عاصمة مؤقتة» لمرتزقتها بديلة لعدن.
وأكد سلطان الطيار، أبرز منظري الإعلام السعودي، موافقة بلاده على «تسمية حضرموت كعاصمة بديلة»، في إشارة إلى ترتيبات تجري في هذا الصدد.
واعتبر الطيار أن هذه الخطوة تأتي «في إطار مساعي تصحيح مسار الشرعية» حد تعبيره.
ويأتي الكشف عن الترتيبات السعودية وسط حراك غير مسبوق لإعلان المحافظة إقليما مستقلا يخضع للوصاية السعودية.
ومن شأن نقل عاصمة المرتزقة من عدن إثارة حفيظة انتقالي الإمارات ودفع الوضع نحو الانفجار، خصوصا في ظل تحشيد «الانتقالي» عسكريا إلى المكلا بالتوازي مع تحركات إماراتية يقودها البحسني الذي أعيد إلى المكلا معززا بقوات من عدن.