لا ميديا -
تقول مؤسسة «الضمير» إن الأسير عيسى كان يُنقَل بمعدل كل 6 شهور من سجن لآخر، لكي لا يستقر، وكإجراء عقابي إضافي للنيل من عزيمته وإرادته، ويعد من الأسرى القلائل الذين قضوا نصف مدة اعتقالهم في العزل.
وُلد محمود عيسى عام 1968 في بلدة عناتا شمال مدينة القدس. انضم لكتائب القسام وأسّس أول خلية عسكرية تابعة للحركة في القدس، وكان من ضمن مهامها أسر الجنود الصهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
في كانون الأول/ ديسمبر 1992، قاد مع مجموعته عملية أسر فيها الرقيب أول في قوات الاحتلال نسيم توليدانو، قرب مدينة اللّد، وطالبوا بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مقابل الإفراج عنه، رفض الكيان الصهيوني مطلبهم، فقُتل توليدانو.
وصفت سلطات الاحتلال العملية بأخطر عملية أسر في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وشنت بعدها حملة شرسة ضد حركتي «حماس» و«الجهاد»، واعتقلت الآلاف من عناصرهما، وأبعدت 415 فلسطينياً إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.
اعتقله الاحتلال في حزيران/ يونيو 1993، وخضع لتحقيق قاسٍ، وحُكم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات و49 سنة. وُضع في أسوأ أقسام العزل الانفرادي، ولم يُسمح لأهله بزيارته إلا بعد عامين.
في عام 1996، حفر مع مجموعة من الأسرى نفقاً تحت الأرض بطول 10 أمتار، واكتشفت سلطات الاحتلال النفق وحكمت بعزله لمدة عام وشهرين، وتمديد سجنه ست سنوات أخرى.
عام 1998 عاود الاحتلال التحقيق معه بتهمة تشكيل مجموعة عسكرية في القدس مسؤولة عن قتل «مستوطن» غاصب، ووُضع في العزل الانفرادي لمدة عامين. وأعيد عام 2002، للتحقيق بحضور والدته المسنة للضغط عليه ليقدم ما لديه من معلومات. ثم حُقق معه عدة مرات بتهمة تجنيد خلايا خارج السجن.
يصنفه الاحتلال بين أخطر 8 أسرى، ورفض الإفراج عنه في صفقة شاليط، كما رفض الإفراج عنه ضمن صفقة إحياء المفاوضات عام 2013. وفي حزيران/ يونيو 2023 دخل عامه الـ31 في سجون الاحتلال.
اهتم بالقراءة، فألّف عدة كتب: «المقاومة بين النظرية والتطبيق»، «حكاية صابر»، «وفاء وغدر» (مجموعة قصصية)، و«نظرية المؤامرة في القرآن الكريم».