تقرير / لا ميديا -
قتل وأصيب العشرات من المهاجرين الإثيوبيين، اليوم، في مواجهات طائفية عنيفة اندلعت بينهم وسط مدينة عدن المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن مئات المهاجرين واللاجئين الأفارقة، من الجنسية الإثيوبية، اقتتلوا فيما بينهم بالأسلحة البيضاء على خلفيات طائفية ودينية، الأمر الذي يمثل منعطفا خطيرا في انفلات الأوضاع بالمدينة المحتلة.
وأوضحت المصادر أن المواجهات وقعت بين عشيرتين، إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية، في الشيخ عثمان، وخلفت ما لا يقل عن ثمانية قتلى وعشرات الجرحى.
وأكدت أن المواجهات امتدت إلى فرزة الهاشمي بالشيخ عثمان مرورا بجولة عبدالقوي وصولا إلى الممدارة ودار سعد والمنصورة، مرجعة الصدام إلى خلفيات طائفية بين الأفارقة المسلمين والمسيحيين.
وأشارت المصادر إلى أن المواجهات بدأت مساء أمس بمقتل مسلم من قومية الأورومو على يد مسيحي من قومية الأمهرة، لتندلع إثر ذلك اشتباكات بين القوميتين استخدم فيها السكاكين والعصي والحجارة.
وأضافت أن الاشتباكات وقعت بالقرب من جولة القاهرة في الشيخ عثمان وأثارت حالة من الغضب في صفوف المهاجرين الأورومو الذين طاردوا المهاجرين الأمهرة في شوارع المدينة.
ولم تتدخل فصائل الاحتلال لفض الصدام بين المهاجرين الأفارقة الذين يتواجدون بالمئات في شوارع عدن ومختلف المحافظات اليمنية وسط إهمال من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
إلى ذلك، اتهم سياسيون وناشطون تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي بإغراق مدينة عدن بحرب من نوع جديد، مشيرين إلى أن حادثة الاقتتال بين الإثيوبيين على خلفيات دينية مؤشر خطير إلى حالة الانفلات القصوى التي وصلت إليها الأوضاع في المدينة المحتلة الغارقة أصلا في صراعات مناطقية وجهوية بين أدوات الاحتلال.
وكانت وكالة «فرانس برس» ذكرت، الخميس، أن عشرات المهاجرين من إقليم أمهرة الإثيوبي تظاهروا في شارع التسعين، أحد الشوارع الرئيسية في عدن، منددين بنقص المواد الأساسية، ومطالبين المنظمات الدولية بالتدخل لتسهيل إعادتهم إلى ديارهم.
وأوردت الوكالة عن المنظمة الدولية للهجرة قولها إن «مهاجرين من إقليم أمهرة راغبين في العودة إلى بلادهم يحتجّون على تعليق عمليات العودة (الطوعية) إلى أمهرة».
وأكدت المنظمة أنها قدّمت منذ بداية العام الحالي الدعم «لنحو ستة آلاف مهاجر، بينهم أطفال غير مصحوبين، لإعادتهم بشكل آمن إلى وطنهم إثيوبيا من خلال تسهيل رحلات العودة الإنسانية الطوعية».
وأشارت إلى أنها «غير قادرة حالياً على تسهيل العودة إلى منطقة أمهرة، بسبب النزاع» الدائر بين الجيش الإثيوبي ومقاتلين محليين أدى إلى مقتل 183 شخصاً على الأقل منذ تموز/ يوليو، بحسب الأمم المتحدة.
وذكرت منظمة الهجرة أنها طالبت «بالحصول على أموال إضافية لزيادة عدد رحلات العودة الطوعية الإنسانية استجابة لطلبات المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل ولزيادة المساعدة» لهم، لاسيما في مراكزها في عدن ومأرب وصنعاء.
وفي النصف الأول من هذا العام، عبر أكثر من 77 ألف مهاجر خليج عدن إلى اليمن آتين من القرن الأفريقي، في عدد يتجاوز ذلك المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي، ويقترب بسرعة من أرقام ما قبل أزمة الوباء، بحسب منظمة الهجرة.
ومعظم الوافدين إلى اليمن يأملون الوصول إلى دول الخليج لإيجاد فرص عمل؛ لكنهم «لا يتوقعون الانتهاكات والتحديات» التي تنتظرهم على مسار الهجرة الذي يُسمى «الطريق الشرقي» والمحفوف بالمخاطر «بما في ذلك التعذيب والعنف والاتجار»، وفق المنظمة.
ويشهد إقليم أمهرة الشمالي منذ نيسان/ أبريل أعمال عنف مسلح اندلعت بعد إعلان الحكومة الإثيوبية رغبتها في تفكيك «القوات الخاصة» في البلاد، وهي وحدات مسلحة أنشأها بعض الأقاليم منذ 15 عاماً، ويرى القوميون في أمهرة في هذا القرار نية في إضعاف منطقتهم.
ومطلع تموز/ يوليو، تجدد القتال بين الجيش ومليشيات محلية معروفة باسم «فانو»، ما دفع سلطات أديس أبابا إلى إعلان حال الطوارئ في الرابع من آب/ أغسطس.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قالت، في تقرير أصدرته الشهر الماضي، إن حرس الحدود السعوديين قتلوا مئات المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود اليمنية - السعودية بين آذار/ مارس 2022 وحزيران/ يونيو 2023.
وأضافت المنظمة أن هذه التجاوزات ارتُكبت فيما تبنت الرياض منذ خمس سنوات سياسة واسعة النطاق مناهضة للمهاجرين.
وأوضحت: «في حال كانت عمليات القتل هذه، التي يبدو أنها مستمرة، ترتكب في إطار سياسة حكومية سعودية لقتل المهاجرين، فإنها تشكل جريمة ضد الإنسانية».