حاوره:أنور عون / لا ميديا -
على خطى شقيقيه خالد وفؤاد، عشق عصام دريبان كرة القدم والتحق بالنادي الأهلي- صنعاء، وتدرج من فئة البراعم حتى وصل للفريق الأول، وأصبح "مرعب الحراس"، كما كان يحلو لجماهير النادي وصفه. تألق وسطعت نجوميته كمهاجم خطر وهدّاف نادر، وتفوق على معظم هدافي عصره الذين تنافس معهم، وإن لم يحرز لقب هدّاف الدوري قط؛ لكنه ظل هو الأبرز والأغزر تهديفاً؛ لأنه استمر في دائرة مراكز المقدمة على مدى سنوات، بينما الكثير ممن نالوا لقب الهدّاف تواروا في المواسم التالية.
صحيفة "لا" التقت المرعب دريبان واسترجعت معه ذكريات البدايات حتى لحظات النهايات في مشواره الكروي.

 كيف كانت بداية قصتك مع الكرة؟
- بدأ عشقي للكرة من عند شقيقيَّ، خالد وفؤاد، الأول كان نجماً في وسط الملعب، وفؤاد كان حارساً موهوباً، وهما اللذان شجعاني وأخذاني إلى الأهلي، حيث تدربت مع البراعم تحت قيادة المدرب المحترم محمد الحيمي، الذي تعلمت منه أبجديات الكرة، وفهمت منه معاني الأخلاق والتفاني، ثم مع المدربين حسين طنطن وسعيد العرشي، ومن يبدأ مع هؤلاء المدربين أكيد سيصل إلى أعلى درجات النجومية. بعدها تأهلت أكثر على يد المدرب الكبير علي صالح عباد، الله يعطيه الصحة، فوصلت للفريق الأول معه.
 هل كان غريزة المهاجم لديك بالفطرة، أم أن هناك من اكتشفها وعمل على لعبك في هذا المركز؟
- بدايتي في الوسط، ثم ظهير أيمن مع الناشئين والشباب، وفي الفريق الأول لعبت ظهيراً أيمن، مع المدرب المصري أحمد سوكارنو، إلى أن جاء المدرب الكبير مقبل الصلوي في موسم 86، ووضعني في مركز رأس الحربة، وكان هو الموسم الأول لي في الفريق الأول، وسجلت أول أهدافي أمام وحدة صنعاء وفزنا 1-0. طبعاً في ذلك الموسم لم أكن أساسياً؛ لوجود هدافين كبار؛ لكن المهاجمين الكبار: حميد الكميم، يحيى جعرة، وعبدالباسط أنعم، غابوا لأسباب عديدة، فجاءتني الفرصة على طبق من ذهب، ولم أفلتها وبقيت أساسياً لعشر سنوات.
 وماذا عن أفضل مواسمك وأهدافك؟
- حققت ستة ألقاب دوري وكأس، ولعبت 235 مباراة، وسجلت 88 هدفاً، وأفضل موسم لي كان في العام 92، حين كانت المنافسة على أشدها إلى الأمتار الأخيرة، وتمكنا فيها من انتزاع اللقب من التلال بعد فوزنا عليه 2-0، وأنا سجلت الهدفين.
 نافست مواسم عديدة على لقب الهداف لكنك لم تحرز اللقب...؟
- صحيح، سنوات كنت فيها قريباً من إحراز لقب هداف الدوري، فيذهب للاعب آخر: شرف محفوظ، جياب باشافعي، محمد العزعزي، جميل المقطري... ومع ذلك حفرت اسمي بقوة، لأني ظللت ثاني أو ثالث الهدافين، وبفارق ضئيل لأكثر من سبعة مواسم.
 ولماذا لم تنل لقب هداف الأول الدوري؟
- لوجود هدافين من العيار الثقيل: شرف، محمد حسن أبو علاء، عمر عبدالحفيظ، جياب باشافعي، أسعد محمد عبده، محمد العزعزي، منيف شائف، وجدان شاذلي، جميل مقطري، محمد الجماعي رحمه الله... عمالقة بكل معنى الكلمة، إلى جانب أنني كنت غير محظوظ!
 لعبت للأهلي من الموسم 86 حتى الموسم 97، ثم انتقلت إلى الهلال الساحلي. حدثنا عن ذلك الاحتراف وأسبابه!
- هنا قصة كلما أذكرها أشعر بحزن وندم. عام 97 أصبت وطلبت من إدارة الأهلي معالجتي؛ لكنهم رفضوا، فتوقفت عن اللعب عامين، فتأثر مستواي كثيراً، وجاءني عقد من الهلال، فطلبت من إدارة الأهلي الموافقة على رحيلي، فاحترفت مع الهلال ولعبت موسماً؛ لكني شعرت فعلاً بأن التوقف عامين أثر عليَّ كثيراً، بعدها اعتزلت الكرة، ولو يعود بي الزمن لن أتوقف عامين، لأن التوقف أنهى مشواري سريعاً، لكن الحمد لله على كل حال، تلك مشيئة الله.
 والمنتخبات، ماذا عنها؟
- في البداية شاهدني المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو وأصر على اختياري لمنتخب الناشئين عام 1988؛ لكني لم أذهب مع الناشئين إلى الكويت؛ لأن إدارة الأهلي أصرت على مشاركتي مع النادي في البطولة العربية، التي كانت في التوقيت نفسه، بعدها اختارني لوسيانو مع منتخب الشباب في تصفيات آسيا عام 1989 وسجلت أول أهدافي الدولية أمام إيران، ثم لعبت مع المنتخب الأولمبي عدة مباريات وسجلت أمام قطر، وبعدها مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 1994 وتصفيات كأس العالم 1998، وإجمالاً سجلت مع المنتخب الأول 7 أهداف دولية.
 علي الحمامي لاعب متكامل، وشرف محفوظ هدّاف لا يقارن، والسالمي موهوب بالفطرة... بمن تأثر عصام دريبان؟
- تأثرت بالكابتن علي الحمامي "نيخا"؛ كونه نجماً متكاملاً، انضباطاً وأخلاقاً رحمه الله، وكمهاجم تأثرت بنجم الأهلي السابق حميد الكميم، وعربياً أحمد راضي رحمه الله.
 ومن المهاجم الأبرز الذي تنافست معه؟
- شرف محفوظ هداف كبير ورائع، ومنيف شائف كان حكاية؛ لكنه اختفى بسرعة.
دوالمهاجم الذي توقعت يكون خليفتك؟
- عادل السالمي هدّاف بالفطرة، لديه إمكانيات غير عادية، لو استمر كان سيكون في مكان آخر.

أهلي تعز والطليعة أفضل فرق الحالمة
 بعد أهلي صنعاء، من يشجع دريبان من الأندية؟
- شعب إب، وحدة عدن، والطليعة.
 مبارياتكم في تعز أمام الأهلي والطليعة والصقر، كيف كانت؟
- من أجمل مبارياتنا وأروعها كانت أمام أهلي تعز، جمهور أهلي تعز كان مذهلاً ويلون أرجاء ملعب الشهداء. أيضاً أمام الطليعة كنا نستمتع باللعب معهم؛ لأن معظمهم نجوم "فنانون".
 ولو سألناك عن الكرة اليمنية، كيف تراها في العشرين عاماً الأخيرة؟
- تراجعت كثيراً، بسبب غياب الإدارة المحترفة، ففي حين تطورت كرة القدم على المستوى العربي والعالمي، نحن في اليمن تراجعنا.
الكرة أضحت علماً وتأهيلاً وكوادر وحكاماً وإقامة مسابقات قوية واهتماماً بدوري الفئات العمرية وتأهيل الكادر التدريبي على أسس صحيحة... ونحن لا نملك شيئاً من هذا كله. ولو تدبرنا الأمور وتابعنا ما يحدث خارجياً سنرى أن الفرصة أصبحت مواتية وسهلة لنصل إلى أمم آسيا وكأس العالم، بسبب التصنيف وعدد المنتخبات المتأهلة، ونحن في منأى عن ذلك.
 منتخب الناشئين يتأهل دائماً ويصل للنهائيات ثم يتلاشى في الشباب والكبار، لماذا؟
- أسباب ذلك هي أن الناشئين يكونون في حالة حماس وطموح ورغبة في تأكيد الذات إلى جانب الموهبة الفطرية فيهم، وهنا يأتي دور الإدارة المحترفة في الاتحاد وأنديتهم التي يفترض أن تستوعبهم ببرامج مدروسة، تدريباً وتأهيلاً بدنياً ونفسياً، ثم تدرجهم، شباب وأولمبي ووطني، على أسس مدروسة.
 كلمة تختتم بها الحوار؟
- أشكرك أخي أنور، وأشكر صحيفة "لا" وملحقها الرياضي على اهتمامه بالرياضة وتسليطه الأضواء على نجوم الألعاب قدامى وجدداً. مزيدا من التألق والنجاح لكم.


سطـــور الإمبراطـــور:
- عصـــام سالــم عبدالــله دريبــان.
- تاريخ الميلاد: 1970م - صنعاء.
- الحالة الاجتماعية: متزوج.
- الوظيفـة الحالية: مدير عام النشاط الرياضي بوزارة الشباب والرياضة.
- أمين عام اتحاد الرياضة للجميع منذ العام 1996.
- لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بصنعاء 1987 - 2002.
- لاعب فريق الحرس الجمهوري 1986 – 1999.
- لاعب منتخب جامعة صنعاء .
- لاعب منتخب أمانة العاصمة.
- لاعب المنتخب الوطني للشباب 1988.
- لاعب المنتخب الأولمبي 1992 – 1994.
- لاعب المنتخب الوطني الأول 1994 – 1999.
- لعب مع أهلي صنعاء 235 مباراة وسجل 88 هدفا.
- هداف اليمن الأول برصيد 88 هدفا من عام 1995 إلى 2002.
- 47 مباراة دولية، سجل فيها7  أهداف.
- 3 ألقاب دوري (87/ 88، 91/ 92، 92/ 93).
- الوصيف مرتين (89/ 90، 93/ 94).
- المركز الثالث مرتين (88/ 89، 90/ 90).

- المشاركات الدولية:
  كأس فـلسطين للشباب (1989) – العراق.
 تصفـيات كأس آسيا للشـباب (1990) – سورية.
 تصفيات كأس العالم (1990).
 الألعاب الاولمبية (1992).
 تصفيات كأس العالم (1993).
 كأس الاستقلال (1994) – قطر.
 بطولة الألعاب الآسيوية (1994) – اليابان.
 كأس آسيا الحادية عشرة (1996) – السعودية.
 تصفيات كأس العالم (1997).
 تصفيات الأندية الآسيوية أبطال الدوري (1989) – الأردن.
 تصفيات الأندية الآسيوية إبطال الدوري (1992).
 بطولة استقلال إريتريا (1993) – إريتريا.

- الدورات التدريبية :
 دبلوم الدورة الأولمبية الرياضية الآسيوية – اليابان 1994 .
 دورة تدريبية للإعداد وتأهيل القادة الشباب.
 دورة تدريب في لعبة كرة السرعة.
 دورة تسويق رياضي.
 دورة رياضية في تركيا.