انسلاخ غير مستغرب ولا مستبعد من قبل رئيس انتقالي الإمارات، فالمسوخ هم بلا هوية أصلا ولا انتماء. الزبيدي متسابقا مع دنبوع رام الله يقدم من جديد موقفه المتماهي مع الكيان الصهيوني والمؤيد لما يرتكبه ذلك الكيان من جرائم ضد السكان في غزة، معبرا للسفير الأمريكي عن تأييده لتصفية القضية الفلسطينية ضمن ما تسمى "اتفاقية أبراهام" ووقوفه ضد المقاومة.

انتهز المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي"، فرصة انصعاق العالم بأسره إزاء البطولات والملاحم التي تسطرها المقاومة الفلسطينية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين في غزة، ليجدد ولاءه للأمريكي، ومن خلفه الصهيوني، بمباركة طبعا من دويلة تطبيع قذرة يقال لها الإمارات.
تسجيل موقف لم يجد إزاءه سفير الاحتلال الأمريكي لدى حكومة الفنادق، ستيفن فاغن، إلا أن يضحك ملء شدقيه وقد طلب الزبيدي لقاءه على وجه السرعة.
وافق فاغن، وبادر أحد فنادق الرياض، حيث ينزل الزبيدي، إلى استقباله.
يبدو أن الزبيدي كان يريد تسجيل موقفه بالتسابق مع مسخ آخر اسمه محمود عباس، فسارع إلى تبني الموقف المنحاز للكيان الصهيوني واتهام المقاومة الفلسطينية باستهداف المستوطنين "الإسرائيليين".
لم يكد ينتهي اللقاء بين فاغن والزبيدي، حتى بادر الأخير إلى نشر التفاصيل المتلخصة بطبيعة الحال في كونه يدعم العيش بوئام بين الأصدقاء "الإسرائيليين" والأصدقاء الفلسطينيين ضمن "اتفاق أبراهام".
قال إنه أكد للسفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق دعمه "السلطة الفلسطينية، ومبادرة حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية المقدمة من المملكة العربية السعودية"، في إشارة ضمنية إلى عدم اعترافه بالمقاومة الفلسطينية.
كما أكد "دعم جهود الاستقرار والسلام في المنطقة من خلال ما تضمنه الاتفاق الإبراهيمي، ورفض وإدانة أي استهداف للمدنيين من قبل جميع الأطراف"، في اتهام ضمني للمقاومة الفلسطينية باستهداف من تسميهم الإدارة الأمريكية "المدنيين الإسرائيليين".
وجاء موقف الزبيدي متطابقا مع تصريحات مماثلة أدلى بها دنبوع رام الله رئيس ما تسمى السلطة الفلسطينية أعلن فيها أن سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، مُدينا ما وصفه باستهداف المدنيين من الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي"، الأمر الذي يتضمن اتهاماً للمقاومة باستهداف المدنيين، وهي الكذبة التي ظل الكيان الصهيوني وأمريكا يروجان لها في محاولة لتبرير جرائمهما ضد قطاع غزة.
على أن موقف المرتزق الزبيدي سبقه في شباط/ فبراير 2021 إعلانه بكل صراحة بأنه "لا مانع من التطبيع مع إسرائيل".
عميل الاحتلال الإماراتي قال حينها إن "التطبيع مع إسرائيل مسألة واردة عندما تكون لدينا دولة وعاصمة تخص الجنوب العربي"، واصفاً تطبيع العواصم العربية مع "تل أبيب" بـ"العمل المثالي" لتحقيق السلام بالمنطقة.
ظهر المسخ، وهو يغرد خارج "سرب" القضية الجنوبية في اليمن، التي طالما كان يردد بأنه ومجلسه "الانتقالي" الممثل الوحيد لها، وأنهم يسعون إلى ما يسمونه فك الارتباط، ولكن من بوابة "تل أبيب"، راكضاً خلف التطبيع ومفجرا فقاعته باستعداده التطبيع مع الكيان الصهيوني من أجل ما سماها دولة الجنوب، لكنها في النهاية من أجل دويلة الإمارات التي صار تابعاً لها في كل شيء. وما عليه إلا أن يتقمص الدور كما رسم، فينفذه دون نقاش، خدمة لربة نعمته "أبوظبي" وإفصاحا عن انسلاخه كليا إليها.