تقرير / لا ميديا -
كعادته في كل عملية استهداف بالصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، يعمد الكيان الصهيوني من خلال الناطق باسم جيشه، إلى التقليل من الخطورة التي تتسبب بها الصواريخ البالستية والطائرات الانتحارية، زاعماً التصدي لها بعيداً عن نطاق جغرافيا الأراضي المحتلة، أو خارج الغلاف الجوي. إلا أن تلك المزاعم تفضحها وسائل الإعلام الصهيونية وأخرى غربية.
وفي جديد المعركة اليمنية مع الكيان المؤقت نصرة لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، أكدت وسائل إعلام عبرية أن "هجمات" اليمن ستستمر في استهداف الكيان الصهيوني، رغم كل منظومات الحماية والطائرات الحربية، التي تُجري دوريات فوق البحر الأحمر، إضافة إلى البارجات الحربية الأمريكية التي دفعت بها الولايات المتحدة إلى البحر الأحمر، حماية للكيان الغاصب.
وأوضح المعلق العسكري في "القناة الـ13" العبرية، ألون بن دافيد، أن سلاح الجو الصهيوني وضع كل أجهزة الاستشعار في الجو وعلى الأرض والرادارات في سفن سلاح البحرية في حال استنفار، وجعلها كلها موجَّهة نحو الجنوب، لاكتشاف أي تهديد قادم من اليمن.
من جهتها أشارت "القناة الـ12" الصهيونية، أمس الأول، إلى أن محاولات اليمن استهداف مدينة "إيلات" (أُم الرشراش) مستمرة، مؤكدة أن "اعتراض صاروخ بالستي هو حدث معقد".
يأتي ذلك في وقت كشف فيه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، الخميس، إطلاق دفعةٍ من الصواريخ البالستية على أهداف متعددة وحساسة لكيان العدو الصهيوني جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن بينها أهدافاً عسكرية في "إيلات".
وأكد ناطق القوات المسلحة أن العملية حققت أهدافها بنجاح وأدت لإصابات مباشرة في الأهداف المحددة رغم تكتم العدو.
وجدد العميد سريع التأكيد بأن القوات اليمنية "مستمرة في تنفيذ عملياتِها العسكرية نُصرةً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ حتى يتوقفَ العدوانُ الصهيوني على إخوانِنا في غزة".
من جهته زعم الكيان الصهيوني أن منظومة الدفاع الصاروخي "السهم" اعترضت على مسافة بعيدة من "إسرائيل" صاروخا سطح/ سطح كان يستهدف مدينة "إيلات".
وذكر في بيان مقتضب: "تم إطلاق صاروخ من اليمن نحو إسرائيل، حيث تم اعتراضه بنجاح من قبل الدفاعات الجوية عبر نظام السهم (حيتس) لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى".
وبخلاف مزاعم "جيش" الكيان، نشر عدد من وسائل الإعلام الصهيونية مقاطع فيديو تم تصويرها من قبل مستوطنين، ويظهر الصاروخ اليمني يعبر سماء "إيلات"، فيما تحدث أحد المستوطنين في مقطع الفيديو بأن الصاروخ سقط بالقرب من المطار.
وصار معلوماً أن ضربات القوات المسلحة اليمنية ضد الأهداف الصهيونية لا تتوقف تقريباً، منذ إعلان دخول اليمن معركة "طوفان الأقصى" في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، إلا أنها لا تُعلَن كلها، وذلك في إطار سياسة "إدارة الرعب" التي تستخدمها صنعاء في حربها المفتوحة مع الكيان المؤقت، فيما يقتصر التبنّي على العمليات النوعية التي يمكن عدّها إنجازاً.
ومساء الاثنين 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أعلن العميد يحيى سريع إطلاق مجموعة من الطائرات المسيّرة على أهداف صهيونية جنوب الأراضي المحتلة، مؤكداً إصابتها للأهداف.
وفي السياق نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن مصادر في العاصمة صنعاء، أن المجموعة الأخيرة من الطائرات المُسيّرة التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية، مساء الاثنين الماضي، تمكنت من تجاوز صواريخ الاعتراض المنصوبة في الأراضي السعودية، أو تلك التي على السفن الأميركية في البحر الأحمر، رغم قدوم حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس أيزنهاور" إلى البحر الأحمر، ونصب الرياض المزيد من بطاريات صواريخ "باتريوت" على أراضيها. وقالت المصادر إن العملية الجديدة استُخدمت فيها مُسيّرة من طراز "صماد 3" بعيدة المدى، والتي سبق أن استُهدفت بها خزانات نفط شركة أرامكو في بقيق وهجرة خريص في العمق السعودي في أيلول/ سبتمبر 2019.
ووُجّهت المجموعة الأخيرة من المُسيّرات إلى قاعدة "إيلات" البحرية العسكرية ومطار إيلات العسكري ومطار رامون العسكري الواقع شمال "إيلات"، وأدّت -بحسب المصادر- إلى توقف الحركة في الميناء والمطارَين اللذين يُستخدمان لشنّ عمليات ضد قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن استهداف الكيان الصهيوني بالطائرات المُسيرّة اليمنية أثبت جدواه بعد فشل منظومات الدفاع الجوي الأميركية والصهيونية في اكتشافها. ويضاف إلى ذلك أن عمليات الاستهداف تجري في أوقات متباعدة زمنياً، ما يسهم في تشتيت تركيز العدو.
ويؤكد المراقبون أن صنعاء تمتلك طائرات مُسيّرة تحمل عدة رؤوس متفجّرة حسب نوع الهدف.
وكان مندوب الكيان لدى الأمم المتحدة تقدم، الثلاثاء الماضي، بشكوى ضد اليمن إلى مجلس الأمن الدولي.