استطلاع: عادل عبده بشر / لا ميديا -
ببزته العسكرية، وصوته الجهور، ظهر المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، مساء 31 تشرين الأول/ أكتوبر، المنصرم، مُعلناً دخول صنعاء رسمياً الحرب ضد الكيان الصهيوني، نصرة لشعبنا الفلسطيني ودعماً لمقاومته الباسلة، ليجد الكيان المؤقت نفسه أمام جبهة جديدة لم يعمل حسابها، وفقاً لخبراء عسكريين، وأصبحت مدينة «إيلات» (أم الرشراش المحتلة) في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، مزاراً للصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية.
حول هذا، أجرت صحيفة «لا» استطلاعاً مع نخبة من الخبراء والإعلاميين العرب، ننشره في هذه المساحة.

المحلل السياسي خليل نصر الله لـ«لا»: صنعاء فاجأت العدو وأصبح ملزما بتقدير خطواته
المحلل السياسي والمختص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله أكد أن إعلان صنعاء المشاركة في الحرب رسمياً ضد الكيان الصهيوني، نصرة لأهلنا في غزة وجميع الأراضي الفلسطينية، هو «أمر قد يكون مُفاجئاً للأعداء؛ لكنه ليس مفاجئاً لشعوب المنطقة، وخاصة الشعوب التي تساند محور المقاومة».
وقال نصر الله لـ«لا»: «‏منذ اليوم الأول أعلن السيد عبد الملك الحوثي أن اليمن سيساند فلسطين، وكان واضحاً أن المساندة ستكون بالصواريخ والمسيّرات، وأمور أخرى لم يكشف عنها. من هنا فإن اليمن ينطلق من مبدأ الواجب الديني والأخلاقي أولا، وكجزء أساسي ضمن تشكيل محور المقاومة والجهاد في المنطقة ثانيا. وبالتالي فإن المشاركة في إسناد غزة أمر قد يفاجئ الأعداء؛ لكن ليس مفاجئاً لشعوب المنطقة التي تناصر المحور».
ويضيف نصر الله، وهو إعلامي لبناني مُعد ومقدم برامج سياسية، قائلاً: «دخول اليمن العسكري، بالشكل المتصاعد الذي نراه، وضع الأمريكيين والكيان المؤقت أمام حسابات مختلفة، فدور اليمن كبير جدا، خصوصا أن صنعاء القادرة على إيصال صواريخها ومسيّراتها إلى إيلات وما بعد بعد إيلات، قادرة حتماً على استهداف أي نقاط أقرب من ذلك، في حال تطور العدوان وأخذ مناحي تصاعدية، والأهم أن الأمريكيين ينظرون بعين الخطورة لما يملكه اليمن من مقدرات بحرية قادرة على ضرب حركة السفن المعادية والإضرار بها، إن لم نقل شلّها تماماً».
ويؤكد المحلل السياسي خليل نصر الله أن «دخول صنعاء بهذا الشكل أعطى مؤشرا واضحا إلى رقعة المواجهة إن اتسعت الأمور. وإذا ما ضممنا موقف صنعاء إلى ما يجري جنوب لبنان وما قامت به المقاومة العراقية، نلاحظ أن ذلك حدّ من الهجمة الأمريكية والصهيونية وباتت حساباتهم أضيق».
ويختتم نصر الله حديثه لـ«لا» بالقول: «صنعاء، كما حزب الله، تؤثر اليوم في مركز القرار الصهيوني والأمريكي، وهذا أمر بالغ الأهمية. ولا بد من الإشارة إلى أن صنعاء فاجأت العدو بجرأتها، وخصوصا الأمريكي، وهم ملزمون بتقدير خطواتهم من منطلق أن اليمن يفعل ما يقول».

المذيعـة ريـم عبيـد: دخول اليمن الحرب يؤكد أن الدم واحد والعدو واحد
الإعلامية والكاتبة السياسية المتألقة ريم عبيد أوضحت، في تصريح لـ»لا»، أن «مبادرة صنعاء بدخول الحرب كان لا بد منها، لمجابهة آلة القمع الصهيونية، التي تعمل على إبادة شعب بكامله وسط صمت مُخزٍ من العالمين العربي والغربي».
وتضيف مذيعة فضائية «اللؤلؤة» البحرينية المستقلة: «أتى القصف اليمني ليشكل جبهة مساندة للشعب الفلسطيني في وجه الكيان الذي تدعمه أمريكا بحاملات الطائرات والغواصات»، مشيرة إلى أن دخول اليمن بهذه القوة «يؤكد وحدة الجبهات وترسيخا لقاعدة أن الدم واحد والعدو واحد، ولكسر هيبة المحتل المتغطرس الذي لا يرتدع إلا بالقوة».
وترى عبيد أن «دخول اليمن في الحرب يُعد خطوة في اتجاه توسعة الجبهات، التي حذر منها الأمريكي، ويشكل أيضاً عامل ردع للدول العربية التي تستضيف قواعد أمريكية، والتي قد توضع في مرمى النيران لو حاولت الدخول في خط مساندة الكيان الصهيوني، وبالتالي فما فعله اليمنيون هو حق مشروع في ظل استمرار العدوان على غزة وغياب القرار الدولي لوقف المجازر والإبادة الجماعية للأطفال والنساء وجميع المدنيين في غزة».
وتؤكد المذيعة ريم عبيد: «رغم العدوان البربري الذي قادته السعودية على اليمن، إلا أن هذا الشعب لم يتراجع، بل راكم قوته، وفي دخوله الحرب مع الكيان إعلان واضح للجهوزية في أي لحظة، وهو ما يضع المضائق ومنطقة البحر الأحمر والمصالح الأمريكية في خطر، وقد يساعد في وقف العدوان على غزة، حفاظا على الوجود الصهيوني، الذي يعد من أهم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، فضلاً عن رفع معنويات الشعب الفلسطيني ودعمه لمزيد من القدرة على المواجهة».

الصحفية هدى نعيم من غزة:خذلنا الجميع ووقف اليمن معنا
بدورها تقول بنت غزة الجريحة، الصحفية هدى نعيم، في حديث مقتضب مع «لا»: «بكل تأكيد يشكل دخول اليمن الحرب ضد الكيان بارقة أمل بالأمة الإسلامية». وتضيف: «في حين خذلنا الجميع، تقف اليمن، التي تعاني من الآلام منذ سنوات؛ هو موقف يشرف وسيخلده التاريخ وسيحفظه أبناء غزة جيداً، والجميع يعلم حجم التحديات والأثمان أمام هذا الدخول المباشر، لكن رغم ذلك، أصرت اليمن أن تقول كلمتها وتنصر فلسطين وأبناء فلسطين».
وتؤكد هدى نعيم، الباحثة في الإعلام الجديد، أن «دخول اليمن هذه الحرب رسالة مهمة إلى العدو أنه مهدد على الجبهات ولا يمكنه أن يتفرد بأهل غزة ويذبحهم أمام عالم متواطئ، وأن قتل الأبرياء له ثمن سيدفع عاجلا غير آجل! ورسالة أخرى إلى الشعب الفلسطيني وأهل غزة تحديداً أنكم لستم وحدكم. وحقيقة هذا يشكل فارقاً كبيراً، معنوياً ونفسياً وميدانياً».

الصحفية اللبنانيـــة ندى درغام:اليمـــن قـــوة يُحسب لهــا ألف حســاب
 ‏من جهتها تقول الصحفية اللبنانية ندى درغام، في حديث لـ»لا» من العاصمة بيروت: «إعلان اليمن الحرب ضد إسرائيل يعني الكثير، ويوضح حقيقة اليمن الذي لم توهنه سنوات الحرب ولم تشغله معاناته عن القيام بدوره الذي لن ينساه التاريخ في نصرة القضية الفلسطينية».
وتضيف: «هذه المبادرة تثبت أن اليمن ورغم كل ما مر عليه وما يمر به من أزمات لم يكتفِ بالصمود، بل تمكن بإرادة كالحديد من تجهيز وإعداد قواته، ليس للدفاع عن وطنه فحسب، بل لكي يكون قوة يُحسب لها ألف حساب في المنطقة وتكون ظهيرا للمقاومة وسندا حقيقيا وقت الشدائد».
وتؤكد درغام، وهي صحفية في موقع «النهضة نيوز» اللبناني، أن دخول صنعاء الحرب مع الكيان الغاصب «يشكل إضافة كبيرة لا يمكن الاستهانة بها، بل إنه يُشكل الصدمة الكبرى للعدو، الذي من المرجح أنه وضع في اعتباره جبهات فلسطين ولبنان وسورية والعراق؛ لكن المفاجأة هي جبهة اليمن بما يمتلكه من موقع جغرافي يجعل من دخوله الحرب تهديدا جوهريا للعدو وقوة مضافة كبيرة للمقاومة، وخاصة لجهة سيطرته النارية على مضيق باب المندب الحيوي وقدراته في استهداف بحرية العدو في البحر الأحمر، ناهيك عن ضرباته البعيدة التي نفذها، والتي ستشتت على أقل تقدير قوات العدو وتربك خططه وتعرقل سير عملياته، ليشكل مصدر قلق حقيقي. وبالتأكيد فإن ما تخفيه القوات المسلحة اليمنية أكبر مما أظهرته حتى اليوم، مما يشكل عاملا ضاغطا يضاف إلى عوامل ضغط باقي جبهات المقاومة».
وتختتم ندى درغام حديثها لـ«لا» بالقول: «تتجلى أبعاد دخول اليمن في الحرب مع هذا الكيان على المنطقة من خلال تقديمه نموذجا مغايرا لبعض دول المنطقة، التي سلكت طريق التطبيع، وما يحمله هذا الموقف الشجاع من تأثير على الشعوب، إضافة لكونه إعلاناً صريحاً وبالنار أن قوة اليمن قوة لفلسطين، وتأكيد على أن اليمن ركن أساسي وقوي في محور المقاومة».

الإعلامي التونسي الهمادي:مُسيّرات وصواريخ اليمن أصبحت حديث العالم
الإعلامي والمحلل السياسي التونسي حسام الهمادي، وصف إعلان اليمن دخول الحرب مع الكيان الصهيوني دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني، بأنه يُعبر عن «أصالة الشعب اليمني وتعلقه بالقضية الفلسطينية ودعمه الكبير للمقاومة في وجه الاحتلال».
وقال الهمادي لـ»لا»: «هذه المبادرة تؤكد أن صنعاء قد تخلصت من أي ضغوط أجنبية، وأن قرارها السيادي أصبح مستقلاً تماما عن أي تدخل خارجي، وهذا ما يخدم الأمة الإسلامية وقضاياها الكبيرة، خصوصاً وأننا نشهد كيف أن التدخل الغربي في الكثير من الدول العربية جعلها تتخذ مواقف جبانة ضد هذا الاحتلال الغاشم، ووصل الحال ببعض الدول للتآمر على المقاومة ووصف نضالها المشروع وتصديها للاحتلال الغاشم بـ«الهجمات البربرية»».
وأضاف الهمادي: «دخول صنعاء في هذه الحرب يعطي رسالة للشعوب العربية والإسلامية أنه لا يأس مع خيار المقاومة، وأن هذا الخيار مازال قائما بقوة مع وجود من يحمل روح المقاومة، ورسالة أخرى إلى الكيان الصهيوني الذي حاول التغلغل في الدول العربية، أنه لن يستطيع النجاح في مخططاته مادام هناك دول عربية مازالت وفية للقدس. ورسالة ثالثة إلى الأمريكي الذي يدعم الاحتلال أن هذا التصعيد سيقابل بتصعيد كبير يمكن أن يجر المنطقة إلى حرب لا تذر، وستنتهي إن شاء الله بكنس أمريكا والكيان من المنطقة».
الإعلامي الهمادي، وهو معد ومقدم برامج سياسية في الشقيقة تونس، أكد في ختام حديثه لـ»لا» أن «دخول صنعاء الحرب ضد كيان الاحتلال سيشتت العدو الصهيوني ويستنزفه أكثر، فجبهته الجنوبية مشتعلة بصواريخ صنعاء وطائراتها المسيّرة التي أصبحت حديث العالم، والاستمرار في هذا الخيار سيقلل خيارات العدو ويجبره على الانسحاب وإعلان الهزيمة بحول الله».

الكاتب السياسي عمرو علان من بريطانيا:صواريخ صنعاء حوّلت «إيلات» إلى منطقة غير آمنة
وفي السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي عمرو علان لـ«لا»: «بعد دخول القوات المسلَّحة اليمنية معركة طوفان الأقصى بشكلٍ رسميٍ، لم يَعُدْ ثمة شك بأن الحرب الجائرة التي شنتها السعودية على اليمن، وعلى شعبه الكريم والعزيز والشجاع، كانت بدعمٍ وتخطيطٍ وقرارٍ أمريكي، حيث قرأت أمريكا في الثورة التي شهدها اليمن عام 2014، خطراً على ربيبها الكيان الغاصب، وعلى ما يمثله هذا الكيان المسخ بالنسبة لاستدامة هيمنة دول الاستعمار الغربي في المنطقة العربية والإسلامية، إذ كانت تخشى أمريكا هذا اليوم الذي يتحرر فيه اليمن من هيمنة دول الجوار على قراره السيادي، وعلى ثرواته الكامنة، وأن يأخذ اليمن موقعه الطبيعي في رسم مستقبل المنطقة بصفته أصل العرب والحضارة الأقدم في شبه الجزيرة العربية، بعد أن كان قد تم تغييب دوره الذي يتماشى مع موقعه وثقافته، وذلك إثر طفرة النفط التي شهدها شبه الجزيرة العربية في القرن الماضي».
وأضاف علان، وهو كاتب في عدد من الصحف العربية الرائدة، من مقر إقامته في بريطانيا: «يمثل دخول اليمن معركة طوفان الأقصى ثقلاً رئيساً في تحديد مسار الحرب ومآلاتها، فتلك الصواريخ والمسيَّرات اليمنية المباركة تلعب دوراً مهماً في تشتيت قدرات الدفاعات الجوية للعدو، مما يقلل قدرته على التصدي للهجمات الصاروخية القادمة من غزة، وربما من جبهات أخرى قريباً. كما أنه يشكل عامل ضغط على سلاح الجو الصهيوني، ناهيك عن أن القوات الصاروخية اليمنية قد حولت مدينة «إيلات» (أم الرشراش) إلى منطقة غير آمنة للمستوطنين، بعد أن أراد العدو أن يجعل منها ملجأً ينزح إليه مستوطنو المستعمرات المحيطة بقطاع غزة، هرباً من بأس المقاومة وصواريخها».
وأشار إلى أن «معركة طوفان الأقصى هي معركة مع الأمريكي بالأصل، ونتيجتها ستحدد شكل ومستقبل منطقتي المشرق العربي وغرب آسيا، وقد أبى اليمنيون إلا أن يكون لهم سهم في رسم مستقبل أمتنا ومنطقتنا ومستقبل أولادنا، وأن يكونوا بإذن الله وبفضل سواعد مجاهديهم ومجاهدي إخوانهم في فلسطين وباقي أركان محور القدس في معسكر المنتصرين بعونه، هذا بالإضافة إلى أنهم أبوا إلا أن يؤدوا واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني اتجاه مسرى المصطفى، وقبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين، الذي بات خطر هدمه من بني صهيون داهماً».

الخبير الدولي رضوان قاسم من ألمانيا:سيكون اليمن رأس الحربة وحامل الراية في القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة
الباحث في الشؤون الدولية، ومؤسس مركز «بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية»، رضوان قاسم، تحدث لـ«لا» من ألمانيا، قائلاً: «منذ زمن طويل وأنا أقول إن الراية في هذه المنطقة ستكون لليمنيين، وستكون اليمن هي رأس الحربة في مواجهة المشاريع الصهيونية الأمريكية في المنطقة، والحمد لله يوماً بعد آخر تتأكد هذه الرؤية التي هي استنتاج للواقع الذي يحصل اليوم ولمعرفتي باليمن والشعب اليمني والقدرات اليمنية والأخوة في اليمن الأحرار في مواقفهم وعدم التبعية لأي جهة في العالم، لأن قرارهم قرار ذاتي».
ويؤكد قاسم أن قوة اليمن في القرارات التي يتخذها تنبع من أن «القيادة الحكيمة والشعب متلاحمان ومتلازمان إلى أبعد الحدود»، موضحاً: «عندما تتخذ القيادة اليمنية قراراً ما تجد الشعب يقف خلفها، ويساندها، وفي الوقت ذاته القيادة قريبة من شعبها، وهذا التلاحم والتقارب في وجهات النظر وفي التوجه وفي الشعار الذي يُرفع، له تأثير كبير على مسار الأمور واتخاذ القرارات، فعندما قررت القيادة اليمنية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني كان القرار حكيماً وقوياً وحراً، ووجدنا الملايين من اليمنيين يدعمون هذا القرار، وهذا عزز موقف اليمن تجاه التدخل العسكري ضد الكيان الصهيوني، وهذه ربما تكون نادرة في الدول العربية، أن تجد دولة عربية تعلن دخولها حرباً هي ليست مشاركة فيها».
ويضيف الباحث في الشؤون الدولية: «اليمن لأنه يحمل القضايا العربية والإسلامية ويدافع عنها بصدق وإخلاص، وإيمان هذا الشعب اليمني العظيم قيادة وشعباً بالحفاظ على دينهم وعلى حقوقهم وحقوق شعوب المنطقة يجعلهم يدافعون بكل ما لديهم من قوة، رغم كل الحصار الذي حوصروا به ورغم كل الحروب التي عاشوها وخيضت ضد اليمن، إلا أنه في الوقت الحرج والأوقات الصعبة تجد أن اليمن يقف عزيزاً شامخاً كجباله الشامخة، ليقول: نحن دخلنا هذه الحرب، ويعلن ذلك مباشرة، ويرسل طائراته المسيّرة وصواريخه إلى إيلات».
ويرى أن استهداف مواقع الكيان الصهيوني بصواريخ ومُسيّرات صُنعت أو طُوّرت بأيادٍ يمنية، يُعد «فارقاً كبيراً بالنسبة للكثير من دول العالم، وهذا ما أرعب الأمريكي والغربي، وقبل ذلك أرعب الصهيوني»، لافتاً إلى أن الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية ومن خلفه أمريكا ودول غربية، «يعرفون تمام المعرفة أنه لا يمكن لأي دولة أن تقوم بهذه المواجهة المباشرة مع إسرائيل وأمريكا، إلا اليمن، ومن هنا كان الموقف مهماً، وكبيراً جداً».
ويضيف الباحث في الشؤون الدولية رضوان قاسم، مسألة وصفها بـ«المهمة جداً»، وهي أن قرار دخول الحرب مع الاحتلال الصهيوني كان «قراراً يمنياً خالصاً، وليس هنالك أي دولة في العالم تستطيع أن تفرض على اليمن ما يفعل وما لا يفعل، فحرية اليمن وقراراته بأيدي قيادته وليست بأيدي آخرين»، مشيراً إلى أن اليمنيين «ينظرون إلى القضية الفلسطينية بأنها قضية يمنية بالمطلق، لأنها قضية إسلامية وإنسانية وأخلاقية وعربية، واليمنيون هم أساس العرب والإسلام والعقيدة والإيمان، وهم أساس النخوة والرجولة، لهذا كل المسائل التي وجدوها في القضية الفلسطينية، وفي غزة تحديداً، وجدوها وكأنها تخصهم وكأنها مسائلهم، وهي فعلاً كذلك، ومن هنا اتخذوا القرار بالمشاركة في الحرب وقوفاً إلى جانب غزة وشعبنا الفلسطيني والقضية الفلسطينية».
وتطرق الباحث في الشؤون الدولية إلى العدوان على اليمن ودور أمريكا فيه، قائلاً: «قرار الحرب على اليمن كان أمريكياً بالدرجة الأولى، وتم تنفيذه تحت تسميات مختلفة وبأيادٍ مختلفة، ولهذا السبب أيضاً يرى اليمنيون أن من واجبهم الوقوف إلى جانب إخوتهم في فلسطين»، مؤكداً أن «دخول اليمن عسكرياً سيكون له أبعاد على الصعيدين الدولي والإقليمي، وسيجلس الأمريكي على الطاولة مجبراً، ومطأطئ الرأس أمام اليمني، لأن الأمريكي لا يتحدث مع الضعفاء، بل مع الأقوياء».
ويضيف: «سيكون اليمن رأس الحربة وحامل الراية في القضية الفلسطينية وفي قضايا المنطقة بأسرها؛ لأن اليمن هو الأساس في جغرافيته وفي قوته العسكرية وبنيته وفي عِداد جيشه وشعبه، وأيضاً موقعه الجغرافي مهم جداً، فلهذا أرى أن مبادرة صنعاء دخول الحرب كانت مبادرة عالية الدقة والاهتمام والمسؤولية، وغيرت أموراً كثيرة في العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، وأيضاً أعادت الحياة إلى الموقف العربي أكثر مما كان متوقعاً من كثير من الدول».
وأشار رضوان قاسم في سياق حديثه مع لـ«لا»، إلى أن الفارق بين الموقف اليمني ومواقف العديد من الدول العربية أنه «موقف قول وفعل، فاليمني يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل»، لافتاً إلى أن «الموقف الذي اتخذه اليمن بالقول وبالفعل سيكون أيضاً رادعاً لكل من يجرؤ أو يحاول الاعتداء على اليمن، وسيُحسب لهذا البلد العزيز وقيادته العظيمة ألف حساب، فصنعاء التي واجهت الولايات المتحدة، بهذه القوة والجرأة، باستطاعتها أن تواجه من هم أصغر من أمريكا، وتدوس رؤوسهم بأقدام أبطالها الميامين».