عادل عبده بشر / لا ميديا -
تتوالى العمليات العسكرية التي تنفذها قواتنا المسلحة اليمنية، ضد أهداف صهيونية في مدينة أم الرشراش الفلسطينية المحتلة، بينما لا ترفع القوات البحرية عينها عن البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، لاصطياد أي سفينة للكيان الصهيوني أو ذات ارتباط به، تتجرأ على اختراق الحظر المفروض عليها في المنطقة من قبل حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، دعماً للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ضد العدوان الصهيوني المستمر للشهر الثالث على التوالي.
وفي الجانب الآخر لا يمل أدوات الإمارات في المحافظات اليمنية المحتلة من تسويق أنفسهم لدى أمريكا والكيان الصهيوني، للعب دور في حماية السفن «الإسرائيلية» في البحر العربي وباب المندب، ضمن مساعي واشنطن لإشغال صنعاء عن تنفيذ المزيد من الهجمات الجوية والبحرية ضد كيان الاحتلال.
وأعلنت القوات المسلحة في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء، الأربعاء 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد أهداف للعدو الصهيوني في «إيلات» (أم الرشراش) نصرة للشعب الفلسطيني.
وأكدت القوات المسلحة، في بيان لها، أن القوة الصاروخية أطلقت دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان الصهيوني في أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، لافتة إلى استمراريتها في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد العدو الصهيوني، وكذلك تنفيذ قرار منع سفنه من العبور في البحرين العربي والأحمر، نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وحتى يتوقف العدوان على إخوانِنا في غزة.
في الأثناء، أكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن البحر الأحمر منطقة آمنة للملاحة والتجارة الدولية، باستثناء السفن الخاصة بالكيان الصهيوني أو المرتبطة به.
اللواء العاطفي، وخلال زيارته للسفينة الصهيونية «جالاكسي ليدر» التي تم الاستيلاء عليها بتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى السواحل اليمنية، أوضح أنه «من خليج العقبة وحتى باب المندب، سيكون البحر الأحمر محرماً على الكيان الصهيوني، وسيتم الاستيلاء على أي سفينة تابعة له أو استهدافها بضربات قوية».
وشدّد على أن «القوات البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر جاهزة لتنفيذ أقسى ضربات فردية وجماعية على الأهداف الثابتة والمتحركة للكيان الصهيوني في البحر الأحمر، نصرة لأهلنا في غزة»، مجدداً التأكيد أن الضربات الصاروخية والطيران المسيّر ستستمر على أي أهداف متعلقة بالكيان الصهيوني حتى يتوقف عدوانه على قطاع غزة.

عروض عملاء الإمارات
في غضون ذلك، وبينما يظهر الجانب «الإسرائيلي» بين وقت وآخر متوعداً بالرد على صنعاء وفق تنسيق مشترك مع «حلفائه» في المنطقة، فإنه يكشف بذلك عجزه عن الدخول في مواجهات مباشرة مع القوات اليمنية، المسنودة بقوة من الشعب اليمني، يسعى الكيان ومن خلفه أمريكا وبريطانيا والأنظمة الخليجية المطبعة معه، إلى تحريك أدوات الإمارات في المحافظات اليمنية المحتلة.
وقام المبعوث الأمريكي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، أمس الأول، بزيارة للعاصمة الإماراتية أبوظبي، بدأها بالالتقاء مع من يُسمى «رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، لبحث سبل تحريك مرتزقته الممولين من الإمارات لتنفيذ عمليات ضد خصوم الكيان الصهيوني في اليمن، في إشارة إلى حكومة صنعاء وحركة أنصار الله، وفقاً لوسائل إعلام موالية لأبوظبي والرياض.
وذكر الموقع الإلكتروني لمجلس الزبيدي أن لقاء الأخير مع لندركينغ جرى خلاله بحث «مخاطر التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وآليات مواجهة ذلك، والتنسيق مع واشنطن لتعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب».
وللمرة الثانية في غضون أسبوعين، عرض الزبيدي على الجانب الأميركي لعب دور محوري في حماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مؤكداً لليندركينغ أن مليشياته «تحت تصرف الولايات المتحدة للإسهام في حماية الملاحة الدولية».
وتصدّر منذ أيام الاهتمام الأمريكي بفصائل المرتزقة الموالين للإمارات، بعد فترة تهميش طويلة لتلك الفصائل، والتي رافقت المفاوضات بين صنعاء والرياض لإنهاء العدوان على اليمن.
وطبقاً لمصادر مطلعة، فقد كثّفت واشنطن التواصل مع أدوات الإمارات في محافظتي عدن ولحج وأجزاء من الساحل الغربي، ووجّهتهم باستدعاء كل العناصر التابعين لهم، وقطع إجازاتهم والبقاء في حالة استنفار. كما أطلقت عملية تسليح لهؤلاء في لحج، ودفعت بالمزيد منهم إلى المناطق الساحلية خلال الأيام الماضية.
وتسعى أمريكا والإمارات إلى إنقاذ الكيان الصهيوني من الخسائر الكبيرة التي تعرض لها جراء قرار القوات اليمنية حظر مرور سفنه في البحرين الأحمر والعربي، واستيلاء البحرية اليمنية، في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على السفينة «جالاكسي ليدر» التابعة لرجل أعمال صهيوني، واستهداف سفينتين «إسرائيليتين» في 3 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، قُبالة باب المندب، بصاروخ  بحري وطائرة مسيرة بحرية.
والثلاثاء المنصرم، كشفت صحيفة «معاريف» العبرية، عن توقيع اتفاقية تقضي بإنشاء جسر بري بين ميناءي دبي وحيفا بهدف «تجاوز تهديد اليمن بإغلاق الممرات الملاحية»، حدّ زعمها.
وتربط كيان الاحتلال علاقات استراتيجية مع الإمارات في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية. ومنذ بداية العدوان على غزة قالت وسائل إعلام عبرية إن الإمارات قدمت المساندة للكيان الصهيوني.
وفي وقت سابق، تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن أنّ الإمارات هي أكثر الدول قلقاً من «دخول اليمن إلى حلقة إطلاق النار»، حدّ وصفها.