
تقرير:مارش الحسام / لا ميديا -
أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أمس، أن العمليات العسكرية الصاروخية والبحرية ضد الكيان الصهيوني لن تتوقف إلا بانتهاء الحصار والعدوان على قطاع غزة.
وقال عبدالسلام في تصريح لقناة "المسيرة" مخاطبا الإدارة الأمريكية وحلفاء الكيان: "إذا أردتم وقف العمليات البحرية على العدو الإسرائيلي، عليكم فك الحصار عن غزة وإدخال الغذاء والدواء".
وأضاف: "نؤكد أن البحر الأحمر آمن ماعدا السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، ونشيد بموقف الشركة الصينية وقف إرسال سفنها إلى موانئ الكيان المحتل".
وتابع: "أي أعمال تقوم بها القوات المسلحة اليمنية هي مرتبطة بفك الحصار على غزة ووقف العدوان عليها".
وأشار عبدالسلام إلى أن هناك تواصلا مع الدول الفاعلة والمؤثرة بهدف تحقيق الأهداف المعلنة المتمثلة في فك الحصار عن غزة ووقف العدوان عليها.
وأكد أن قضية فلسطين لا تقبل المساومة وأن اليمنيين لا يمكن أن يقبلوا ما يحصل بحق أبناء غزة.
وكانت تقارير اقتصادية حذرت كيان الاحتلال الصهيوني من تعرضه لنقص حاد في الغذاء، مع استمرار تصاعد العمليات البحرية اليمنية على سفن الكيان الصهيوني والمتعاملة معه، وفي ظل توقف الزراعة بمساحات واسعة وتراجع العمالة لصالح التجنيد في جيش الاحتلال أو لمغادرة الكيان المؤقت.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن أزمة غذائية تلوح في أفق الكيان الصهيوني مع قرار الشركتين "ميرسك" و"هاباغ لويد" تعليق عمليات الشحن البحرية في البحر الأحمر.
وأكدت الصحيفة العبرية أن الأسواق "الإسرائيلية" أصبحت تواجه تزايداً في النقص والتأخير في البضائع القادمة من الشرق الأقصى، في أعقاب الهجمات في البحر على السفن المتجهة إلى الكيان، مشيرة إلى أن القلق بدأ عند المستوردين للمواد الغذائية بعدما تضرر المخزون لديهم ما سيؤدي إلى احتمالية ارتفاع الأسعار بشكل حاد وغير مسبوق.
وبدأت حكومة الكيان تنعطف نحو أوروبا لتوريد الغذاء بدلا من آسيا، رغم ارتفاع التكاليف، الأمر الذي وصفه خبراء واقتصاديون داخل الكيان بالكارثة الاقتصادية لانغلاق البحر الأحمر أمام سفنهم، واعتمادهم على البحر المتوسط للاستيراد من أوروبا التي لن تسد ما يحتاج إليه الكيان من غذاء.
ويبلغ حجم التجارة البحرية القادمة إلى الكيان عبر البحر الأحمر من شرق آسيا نحو 22 مليار دولار، ما يعني خسائر جسيمة للكيان، بحسب ما أشار إليه كبير الاقتصاديين في شركة (BDO) "الإسرائيلية"، تشين هرتزوغ، والذي قال إن توقف الشحن البحري من البحر الأحمر يعني إخراج "إسرائيل" من الشرق إلى الغرب، وهو قرار يتخطى منع وصول السفن إلى موانئ إسرائيل.
وبحسب موقع "كالكاليست" الصهيوني، فإنه إذا ما اتخذت شركات ملاحة أخرى القرار الذي اتخذته شركتا "ميرسك" و"هاباغ لويد"، فإن ذلك سيزيد رفع تكاليف التأمين، وقد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، بسبب تمديد رحلات الناقلات التي ستضطر إلى الإبحار حول أفريقيا، ما سينجم عنه زيادة في استهلاك الوقود.
وأكد الموقع أنه خلال الأسابيع المقبلة، سيكون هناك نقص كبير لدى شركات المنتجات المختلفة، وأبرزها شركات المنتجات الغذائية والكهربائية، إذ إن كل شركة ليس لديها ما يكفي من المخزون ستكون في ورطة، وفقاً لـ"يديعوت أحرونوت".
ووفق بيانات البنك الدولي، بلغت واردات "إسرائيل" في عام 2022، 107.2 مليارات دولار، وتحظى الدول الآسيوية بأهمية كبيرة في ميزان التعاملات التجارية مع "إسرائيل"، وخصوصاً الصين وكوريا الجنوبية واليابان وفيتنام والفلبين.
وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للكيان بعد أمريكا، حسب المعلومات الرسمية "الإسرائيلية"، ففي عام 2022 بلغ حجم التبادل التجاري مع الصين قرابة 24.45 مليار دولار، بزيادة قدرها 11.6% عن العام السابق، وفقاً لصحيفة "غلوبس" الاقتصادية "الإسرائيلية".
وإلى ما قبل المعادلة اليمنية كان ميناء "إيلات" بمثابة الشريان الذي يمد الكيان بالغذاء ومقومات الحياة، إذ يشهد الميناء شبه توقف تام للحركة واستقبال السفن، بسبب تصاعد الهجمات من جانب القوات المسلحة اليمنية، وعزوف السفن من مختلف الجنسيات عن الاتجاه إلى الموانئ "الإسرائيلية" نتيجة استهدافها.
وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الحصار البحري اليمني له أضرار جسيمة على ميناء "إيلات" وقد يصل إلى حد إغلاق الميناء .
وبعد أن أصبح يُنظر لما يحدث في البحر الأحمر وباب المندب بأنه "حصار بحري لإسرائيل"، تؤكد إدارة ميناء "إيلات" انهيار نحو 80% من إيرادات الميناء خلال شهر واحد من بدء الضربات اليمنية، في حين أدت الضربات بالفعل لتوجيه عدد من الشركات سفنها بعدم العبور من البحر الأحمر إلى موانئ الكيان، والتي كان آخرها شركات "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية، و"ميرسك" الدنماركية و"هاباغ لويد" الألمانية.
ووفقاً لاعترافات مسؤولين صهاينة، فإن هجمات القوات اليمينة أدت إلى تعطيل دخول وخروج 95% من البضائع إلى ميناء "إيلات".
وفي الوقت الذي تتهم فيه أمريكا و"إسرائيل" القوات المسلحة اليمنية بتهديد حركة الشحن الدولية، توكد القوات اليمنية في عاصمة محور المقاومة صنعاء، أن الوجود العسكري الأمريكي والصهيوني والغربي المكثف في باب المندب والبحر الأحمر هو ما يهدد الملاحة البحرية الدولية، مشيرة إلى أن عملياتها "الاستراتيجية" ومحاصرتها للكيان تأتي نصرة لقطاع غزة .
وتوعدت القوات المسلحة اليمنية بمواصلة منعها للسفن المتوجهة إلى الموانئ الصهيونية من المرور في البحرين العربي والأحمر، إذا لم تدخل قطاعَ غزة حاجتُه من الغذاء والدواء.
المصدر مارش الحسام / لا ميديا