جهوزية عالية للرد على أي  اعتداء أميركي - صهيوني بغطاء تحالف دولي

عادل عبده بشر / لا ميديا -
فرض اليمن بدخوله الحرب نصيراً لفلسطين معادلة استراتيجية جديدة، بنيت على وحدة مسار الاستضعاف العربي في اليمن وفلسطين، وشيدت على قاعدة حصار «إسرائيل» مقابل حصار غزة، فعلى مدى قرابة الشهرين منذ إعلان صنعاء خوض المعركة إلى جانب الشعب الفلسطيني، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية اليمنية ضد أهداف ومصالح الكيان الصهيوني، سواء بقصف أهداف عسكرية في مدينة «أم الرشراش» بجنوب فلسطين المحتلة، أو حظر مرور السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال في البحرين الأحمر والعربي، الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية للتحرك لإنقاذ ربيبتها «إسرائيل» من الجبهة اليمنية التي وصُفت بـ«القاسية» وسارعت واشنطن إلى تشكيل تحالف بحري من عدة دول لحماية السفن «الإسرائيلية» في البحرين الأحمر والعربي.
وفيما تؤكد القوات المسلحة اليمنية مراراً وتكراراً أن الملاحة البحرية آمنة وأن عملياتها العسكرية لا تستهدف سوى سفن الاحتلال أو تلك المتجهة إلى موانئه، حتى إيقاف العدوان على غزة وفك الحصار عن القطاع، فإن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة إلى تضخيم المخاطر جراء التهديدات اليمنية، وتدويل القضية في محاولة للضغط على صنعاء لإيقاف العمليات ضد الكيان الصهيوني ورفع الحصار البحري عن سفنه.
التحالف البحري الذي أعلن وزير الدفاع الأمريكي، مساء أمس الأول، تشكيله، من قوة متعددة الجنسيات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن لحماية السفن التجارية «الإسرائيلية» والمتوجه إلى «إسرائيل» من الاستهدافات اليمنية وإعادة السماح بمرورها بالقوة من البحر الأحمر، لم يكن بعيداً عن حسابات صنعاء التي دخلت الحرب نصرة للشعب الفلسطيني وهي تعلم تبعات وعواقب هذا القرار، ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت مع صحيفة «لا»، فقد استعدت القوات اليمنية جيداً لمواجهة كل الاحتمالات، مؤكدة أن لا تراجع عن قرار حظر الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي حتى يتم إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار.
وأشارت المصادر إلى أن العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني جرت وفق خطة مدروسة تتضمن خطوات تصاعدية استجابة لتحديات الواقع وتطورات الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وستستمر العمليات بذات الوتيرة وقد تتطور بشكل أوسع، وفق ما يفرضه الواقع العسكري في الميدان.
وطبقاً للمصادر فإن القوات المسلحة اليمنية لديها عدة خيارات لمواجهة أيّ اعتداء أميركي -صهيوني بغطاء تحالف دولي تحت مزاعم حماية الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي.. مؤكدة أن الجهوزية عالية للرد على أي اعتداءات، وأن صنعاء استعدت لذلك بمخزون كبير من الصواريخ الباليستية التي جرى تطويرها بكفاءات يمنية تتيح لها الوصول إلى عمق الاحتلال، بالإضافة إلى صواريخ بحرية تستطيع بلوغ أي هدف في البحرين الأحمر والعربي، وطائرات مُسيّرة بمديات تتجاوز الألفَي كيلومتر، وقوات مدرّبة على القتال في مختلف الظروف المناخية.
وأكدت المصادر أن القوات اليمنية (البحرية والجوية والبرية) في حالة استنفار قصوى لمواجهة الاحتمالات كافةً وصدّ أيّ اعتداءات، وأن «جعبة» صنعاء متخمة بمفاجآت وخيارات عسكرية لم تستخدمها في المعركة التي تخوضها مع «تل أبيب» منذ مطلع الشهر الماضي، وأن كلّ العمليات ضد السفن التابعة للاحتلال والأجنبية المتجهة نحو الموانئ المحتلة، كانت عمليات تحذيرية لا أكثر، ولم يتم استخدام الأسلحة التي بإمكانها إغراق البارجات الحربية، وليس فقط السفن التجارية للاحتلال.
وفي هذا كشفت قوات الدفاع الساحلي في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء، عن امتلاكها مفاجآت وأسلحة لم تستخدمها بعد، كفيلة بإغراق أي سفينة معادية تتجرأ على الدخول إلى المياه الإقليمية اليمنية.
وقال اللواء الركن محمد القادري قائد لواء الدفاع الساحلي في مقابلة أجرتها معه قناة «المهرية»، أمس الأول «إن صنعاء لا تخشى أي تهديد»، محذراً الكيان الصهيوني من عدم الاستجابة لمطالب صنعاء بوقف العدوان على غزة.
وأكد القادري أن القوات البحرية اليمنية لديها أسلحة مناسبة ستظهر في الوقت المناسب، إذا تجرأ الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة على ارتكاب أي حماقة ضد اليمن.

القوات المشتركة تفشل في حماية السفن
وكان أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عن تشكيل تحالف بحري تحت ما يسمى «حارس الرخاء» متعددة الجنسيات، والتي «ستُركز على حماية أمن البحر الأحمر»، وفق قوله.
وأعلن البنتاغون أنّ القوة المعنية بحماية الملاحة بالبحر الأحمر تضمّ كلاً من: البحرين، بريطانيا، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، وسيشل.
كذلك، نقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤول عسكري أميركي، القول إنّ عدة دول وافقت على المشاركة في القوة الجديدة في البحر الأحمر، «لكنها فضلت عدم تسميتها علناً».
وبدأت منذ مساء أمس الأول عمليات القوات المشتركة التي شكلتها أمريكا محاولة تمرير سفن بالقوة في البحر الأحمر، إلا أن العمليات فشلت حيث اضطرت السفن التي حاولت أمريكا تمريرها من البحر الأحمر للعودة وتغيير مسارها.
في السياق أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، بأنّ عملية «حارس الرخاء» هي «خطوة رمزية» تسمح للبيت الأبيض من جهة، بالقول إنّ المزيد من الدول تدعم أمن البحر الأحمر، ومن جهة ثانية «لزيادة ثقة شركات الشحن».

رئيس الوفد الوطني: عملياتنا ضد الاحتلال مستمرة على قدم وساق
حذر رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، بأن أي عمليات مباشرة ضد اليمن ستوسع المعركة وتجعلها حربا إقليمية ودولية، لا يتوقع الأعداء آثارها الكارثية.
وقال عبدالسلام في حوار مع قناة الجزيرة أمس: إن التحالف الذي أعلنه الأمريكيون من «تل أبيب» لن يؤثر على عملياتنا في البحر الأحمر، موضحاً أن هدف ذلك التحالف هو حماية «إسرائيل» وليس الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأضاف: «منذ اليوم الأول لبدء عملياتنا في البحر الأحمر تتواجد فرقاطات فرنسية وأمريكية وبريطانية تحاول إسقاط طائراتنا وصواريخنا».
وتابع: «قلنا لشركات الملاحة الدولية لا داعي لإيقاف الملاحة في البحرين العربي والأحمر»، مشيداً بالشركات التي أعلنت وقف الملاحة إلى موانئ كيان العدو.
ولفت عبدالسلام إلى أن وقف الملاحة في البحرين العربي والأحمر بشكل كلي هو محاولة ضغط أمريكية وغربية للمشاركة في تحالف حماية إسرائيل، منوهاً الى أن «السفن تمر يوميا في باب المندب ولا أحد يستهدفها وعملياتنا تستهدف فقط السفن المتجهة إلى كيان العدو والمرتبطة به».
واعتبر أن الدول المطلة على البحر الأحمر موقفها جيد، قائلاً: «نحن نتمنى منها أن تستمر في هذا الموقف ونحن لن نوقف عملياتنا»، مستدركاً بقوله: «موقفنا هو أقل واجب يمكن تقديمه لإخواننا الفلسطينيين ونتمنى من الشعوب العربية والإسلامية الوقوف معنا في وجه الصلف الإسرائيلي».
وأشار الى أن من يجب أن يتوجه إليه اللوم والضغط هم أمريكا وإسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة، مؤكداً أن وقف العدوان على القطاع مطلب إنساني تقف إلى جانبه أغلب دول العالم.
وبيّن عبدالسلام أن هناك تواصلا مع الولايات المتحدة عبر الإخوة في سلطنة عمان، مشدداً بأن عملياتنا مستمرة حتى تدخل المساعدات إلى شمال وجنوب قطاع غزة بشكل كافٍ وحتى نتأكد من هذا الأمر من أبناء فلسطين.
وجدد التأكيد على موقفنا بأننا لن نسمح لأي شركة ملاحة بالمرور عبر البحر الأحمر إلى كيان العدو وقطاع غزة محاصر، لافتاً الى أن العمليات البحرية ستستمر على قدم وساق بقوله: «ربما لا تمر 12 ساعة دون أن تكون هناك عملية ضد سفن العدو».
وكشف عبدالسلام بأن اليمن على تواصل مع الإخوة الفلسطينيين، ونضعهم في صورة نقاشاتنا مع الدول الأخرى في ما يتعلق الضغوط لوقف عمليتنا العسكرية المساندة لغزة، مشيراً الى أن اليمن يتحمل العبء الأخلاقي من واقع إنساني وديني ومبدئي ويدرك عواقب ما يقوم به نصرة لإخواننا الفلسطينيين المظلومين.
وفي ما يتعلق بدقة العمليات البحرية، قال عبدالسلام: «نتواصل مع الشركات الملاحية ونطلب منهم فتح معرّفات التواصل البحرية المعروفة والاستجابة للنداءات اليمنية والإجابة على بعض الاستفسارات».
وأكد أن العمليات البحرية دقيقة بنسبة 95٪ موضحاً أنه لم تنفِ أي سفينة مستهدفة علاقتها بكيان العدو، ونحن نقدم ما لدينا من أدلة.
وأوضح عبدالسلام أن الإسرائيليين اعتمدوا التمويه وحاولوا الذهاب إلى موانئ أخرى وأن يعملوا عبر شركات أخرى، مشيراً الى أن قواتنا تحاول كشف هذه الألاعيب.
واختتم رئيس الوفد الوطني محذراً بأنه إذا لم تدخل المساعدات إلى غزة ولم يتوقف العدوان والحصار عليها، فإن عملياتنا مستمرة وقد تصبح بوتيرة أعلى وبكل الوسائل الممكنة.
وكان رئيس الوفد الوطني، أكد في وقت سابق، أن التخويف بغير ما أعلناه في موضوع استهداف سفن العدو، دعاية أمريكية مغرضة ومجافية للواقع، مشدداً بأن من يسعى لتوسيع الصراع عليه تحمل العواقب.

سياسي أنصار الله: 
التحالف الأمريكي الجديد تشجيع لجرائم الكيان
قال المكتب السياسي لأنصار الله إن التحالف الدولي الذي أعلنته أمريكا بحجة حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر إنما هو تحالف لحماية الكيان «الإسرائيلي» وسفنه.
وأضاف المكتب في بيان نشره أمس، أن هذا التحالف هو جزء لا يتجزأ من العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى غزة وعلى الأمة العربية والإسلامية.
واعتبر هذا التحالف تشجيعا للكيان الصهيوني لمواصلة جرائمه الوحشية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وبين أن هذا التحالف يتناقض مع القانون الدولي ولا يحمي الملاحة البحرية بل يهددها ويسعى إلى عسكرة البحر الأحمر لصالح الكيان الصهيوني.
وجدد التأكيد على أن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من اعتراض للسفن الصهيونية والسفن المتجهة إلى الكيان هو واجب إنساني وأخلاقي يهدف إلى فك الحصار الخانق المفروض على غزة. مضيفا أن هذا هو الدور الذي كان ينبغي أن تقوم به الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والهيئات والدول التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين.
وتابع البيان أن «القوات المسلحة اليمنية وهي تنفذ عملياتها ضد العدو الإسرائيلي فإنها لا تمثل أي تهديد لأي دولة في العالم، فهي فقط تستهدف سفن العدو الإسرائيلي أو السفن المتجهة إلى موانئه».