تقرير / لا ميديا -
يستمر مسلسل تقاسم الأدوار بين الاحتلالين السعودي والإماراتي في جنوب اليمن، ويخوض الطرفان صراعا محتدما في محافظة حضرموت عبر محاولة كل منهما تثبيت أدواته على حساب أدوات الطرف الآخر، فيما حضرموت وأهلها يعانون الأمرين ويدعون إلى طرد المحتل وإخراج أدواته ومرتزقته من محافظتهم التي تعم فيها الفوضى.

شهدت محافظة حضرموت المحتلة خلال الأيام الماضية صراعا محتدما بين أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي، بعد استقدام ألوية تابعة لما تسمى قوات «درع الوطن» التكفيرية والموالية للرياض والدفع بها إلى المكلا، الأمر الذي اعتبرته فصائل انتقالي الإمارات بمثابة إعلان حرب عليها.
واليوم، مني مرتزقة الإمارات بخيبة أمل إثر الخروج الزهيد الذي قوبلت به دعواتهم إلى خروج مليوني في عاصمة المحافظة النفطية مناصرة لما تسمى «النخبة الحضرمية» التابعة لمرتزقة «الانتقالي» ورفضا لاستبدالها بأي فصائل أخرى.
بدورهم، رفض أبناء حضرموت الدعوات التي أطلقها انتقالي الإمارات والانصياع وراء صراعات الاحتلال ومرتزقته، وقرروا البقاء في منازلهم، ما اضطر فصائل الانتقالي إلى استقدام الآلاف من عناصرها عبر عشرات الباصات التي أقلتهم من عدن وأبين وشبوة.
وكانت ما تسمى مرجعية قبائل حضرموت رفضت الدعوات التي أطلقها انتقالي الإمارات للتظاهر تحت ذريعة مناصرة «النخبة الحضرمية» التابعة له، داعية إلى الوقوف بحزم ضد هذه الدعوات وحفظ أمن واستقرار المحافظة، وإلى ما سمته «تجريم دعوات الاحتراب، وعدم شيطنة أبناء حضرموت للقبول ببعض ورفض البعض الآخر».
كما دعت، في بيان لها «المواطنين إلى عدم الانجرار خلف أي دعوات مغرضة»، مشيرة إلى أن «التظاهر للقمة العيش، وتحسين الوضع وتعزيز العملة أولى، من التظاهر لتحقيق مآرب وأهداف سياسية».
وقبل أسابيع، وصل مجموعة مسلحة من التكفيريين تحت مسمى «درع الوطن» إلى المكلا، ثم سرعان ما أصدر ضابط الاحتلال الإماراتي في مطار الريان توجيهات بمنع وجودها، وفرض حالة تأهب قصوى لدى فصائله، الأمر الذي أدى إلى قيام فصائل نخبة الإمارات بمنع فصائل درع السعودية من التواجد في مدينة المكلا وطردها من المدينة والتمركز في مواقع خصصت لها مهددة باستخدام القوة.
بعد ذلك، تم عقد لقاء موسع في مقر قوات الاحتلال الإماراتي لمناقشة كيفية منع تواجد وتوافد فصائل «درع الوطن» إلى المكلا، وتم الاتفاق على تحشيد مليوني وتسليم لجان تابعة لـ«الانتقالي» مبالغ ضخمة من مندوب الاحتلال الإماراتي للتحشيد، واستقدام مناصرين من خارج حضرموت، والترتيب لإقامة فعاليات جماهيرية.
وكانت ما تسمى الهيئة التنفيذية لانتقالي الإمارات بمحافظة حضرموت أعلنت “رفضها المطلق لاستقدام أي قوة إلى ساحل حضرموت” واصفة استقدام تلك القوة بـ”المؤامرة”.
وقال البيان إن «قوات النخبة الحضرمية تواجه مؤامرة متعددة الأطراف تستهدف إضعافها وإسقاطها والتعدي على صلاحياتها في حماية وتأمين مدينة المكلا ومديريات الساحل”، داعيا أبناء المحافظة إلى «التعبير بكل الوسائل عن رفضهم لوجود أي قوة غير قوات النخبة الحضرمية».
وفي سياق ردة الفعل من قبل فصائل «درع الوطن» الموالية للرياض إزاء دعوات فصائل الانتقالي لطردها من حضرموت، أكد التكفيري مجمل الضبي المسؤول الإعلامي في ما تسمى «ألوية درع الوطن الحضرمية» أن «جميع أفراد قوات درع الوطن من أبناء حضرموت»، مشيرا إلى أن فصائله «سبق أن انتشرت في 6 محافظات دون حدوث أي إشكاليات كما هو الحال في المكلا».
وشدد الضبي في تصريح صحفي على أنه «من حق أبناء ساحل حضرموت أن ينضووا ضمن قوات درع الوطن»، مضيفا: «إننا نفخر بأن حضرموت لأول مرة تشكل ألوية من أبناء المحافظة قيادة وضباطا وأفرادا، ولا يحق لأحد أن يزايد باسم حضرموت وأبنائها»، حسب زعمه.
وبالتزامن مع تحشيدات أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي ضد بعضها البعض في محافظة حضرموت، وصل إلى مدينة المكلا، اليوم، المرتزق فرج البحسني، بعد سبعة أشهر مما وصفته وكالة سبأ الفندقية «جولة خارجية التقى خلالها عددا من سفراء الدول الشقيقة والصديقة وبحث معهم التطورات على الساحة اليمنية وعلاقات التعاون الثنائي».
مصادر مطلعة أكدت أن عودة البحسني إلى حضرموت في هذا الظرف جاءت بدفع من سلطات الرياض لمحاولة الظهور بمظهر سياسي جديد في حضرموت.
وبحسب المصادر فإن برنامج البحسني الذي تم رسمه في الرياض سيقتضي تقريب وجهات النظر بين أطراف الارتزاق من خلال عقد لقاءات مع «عدد من المسؤولين والشخصيات العسكرية والسياسية والاجتماعية وممثلي المكونات ومنظمات المجتمع المدني».