تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
في ما يُشبه التقسيط، تعلن البحرية الأمريكية عن قتلاها في البحر الأحمر، حيث تتواجد سفنها الحربية وبوارجها وحاملات الطائرات، حماية للسفن الصهيونية من الهجمات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، لتجد بحرية واشنطن نفسها في مرمى نيران قوات صنعاء، بشكل يومي، وفقاً لاعتراف قائد المدمرات الأربع التابعة للبحرية الأميركية، الكابتن ديف ورو.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أمس الأول، عما وصفته بـ"اختفاء" أحد منتسبي البحرية الأمريكية، الأربعاء الماضي، من على متن المدمرة "يو إس إس ماسون"، في البحر الأحمر.. مشيرة إلى أنه تم إجراء عمليات البحث والانتشال لجثة الجندي المختفي.
وفي إعلان آخر حدّدت البحرية الأمريكية هوية البحار الذي زعمت أنه فقد في البحر الأحمر نتيجة سقوطه من على سطح المدمرة، ما أدى إلى وفاته غرقاً.
وقالت في بيان نشرته شبكة "سي إن إن"، إن البحار "ميكانيكي الطيران من الدرجة الثانية أوريولا مايكل أريغبيسولا". وزعمت وزارة الدفاع الأمريكية أن وفاته كانت "نتيجة حادث غير قتالي"، لكنها أضافت أن الحادث قيد التحقيق حاليًا.
ورغم أن أبرز شروط الانتساب للقوات البحرية في أي دولة بالعالم أن يكون الجندي يجيد السباحة بمهارة عالية، كما تقوم القوات البحرية بتأهيل منتسبيها باستمرار في السباحة بأقسى الظروف ولمسافات طويلة، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية لا تخجل من التستر عن مقتل أفرادها نتيجة استهداف القوات المسلحة اليمنية لبوارجها وسفنها الحربية بالصواريخ والطائرات المسيرة، بالإعلان أن عمليات الوفاة تمت "غرقاً"، الأمر الذي أثار سخرية الكثير من المحللين والخبراء العسكريين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، غربيين وعربا.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت القوات الأمريكية أن اثنين من قوات مشاة البحرية فقدوا في البحر الأحمر، وذلك بعد أيام قليلة من اشتباك عنيف لقواتها مع القوات المسلحة اليمنية.
وزعمت البحرية الأمريكية أن منتسبيها الاثنين فقدا على مقربة من السواحل الصومالية، وقالت في بداية الأمر إن الجنديين المفقودين لا يعرف مصيرهما وأنه يجري البحث عنهما ثم لاحقاً أقر الأمريكيون حسبما نشرت الصحافة الأمريكية أن الجنديين قتلا أثناء اشتباك البحرية الأمريكية مع المسلحين على متن قارب زعمت واشنطن أنه إيراني محمل بأسلحة ويعتقد أنه كان في طريقه نحو اليمن.
وفي رواية مشابهة عادت واشنطن اليوم للإعلان أن مقتل الجندي في المدمرة يو إس إس ماسون في البحر الأحمر كان بحادث غير قتالي، وهو ما يرجح معه أنه قُتل في إحدى العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية ضد السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر، حيث صعدت البحرية اليمنية من عملياتها الهجومية ضد سفن الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وسبق أن أقرت القيادة الأمريكية أن الهجمات اليمنية التي تستهدف البحرية الأمريكية رداً على العدوان الأمريكي أصابت في بعضها مدمراتها، وأنهم حاولوا إسقاط بعض الصواريخ والطائرات المسيرة التي هاجمت المدمرة.
ومؤخراً اعترف قائد المدمرات الأربع التابعة للبحرية الأميركية، الكابتن ديف ورو، بأن قوات واشنطن في البحر الأحمر تواجه "تهديدا هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية".
وأكد ورو في حديثه لشبكة "بي بي سي" البريطانية أنّ "حاملة الطائرات، التابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، تواجه معركة شرسة ضد الهجمات من اليمن"، قائلاً: "لقد تعرضت مجموعة حاملات الطائرات، التي تحاول حماية السفن، لتهديد مستمر". مضيفاً أن "التهديدات التي واجهوها خلال الأشهر الأربعة الماضية تتنوّع بين الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز، والطائرات من دون طيار، والسفن السطحية غير المأهولة، والآن السفن غير المأهولة تحت الماء، وجميعها محمَّلة بالمتفجرات".
وكشف عن حجم اليأس والإرباك والاضطراب الذي يعانيه جنود مشاة البحرية الأمريكية البالغ عددهم ٧ آلاف بحار وطيار متمركزين في البحر الأحمر منذ أكثر من أربعة أشهر دون أن يحصلوا على إجازة يوما واحدا بسبب ضراوة الاشتباك مع البحرية اليمنية يومياً دون توقف.
وتشمل العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة والسفن الأمريكية والبريطانية، دعماً وإسناداً لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ودفاعاً عن السيادة اليمنية نتيجة عدوان واشنطن ولندن على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
ومؤخراً أعلنت القوات المسلحة اليمنية توسيع ساحة الحظر البحري للسفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال ليشمل المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح، مؤكدة أن عملياتها البحرية ضد السفن المستهدفة ستتوقف في حال توقف العدوان والحصار على قطاع غزة.