تقرير عادل بشر/ لا ميديا -
لا تحتفظ اليمن بحق الرد، بل ترد بشكل مباشر، حيث لم تكن الطائرات الأمريكية والبريطانية غادرت سماء البلاد، مساء الجمعة 22 آذار/ مارس الجاري، بعد تنفيذها سلسلة غارات استهدفت أمانة العاصمة ومحافظتي صنعاء والحديدة، حتى باشرت القوات المسلحة اليمنية بالرد وإشعال جبهتي البحرين الأحمر وخليج عدن، مستهدفة بعمليات عسكرية نوعية سفنا وبوارج أمريكية وبريطانية، إلى جانب عمليات بعيدة المدى إلى الجنوب الفلسطيني المحتل.
ودشنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، العام العاشر من الصمود في مواجهة العدوان، بالإعلان عن تنفيذ 6 عمليات عسكرية خلال الـ72 ساعة التي سبقت وقت الإعلان، حيث شملت استهداف أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة، وسفن ومدمرات أمريكية وبريطانية وسفينة كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأوضح ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، في بيان متلفز، أنه انتصارا لفلسطين وتدشينا للعام العاشر من الصمود في مواجهة العدوان نفذت قواتنا المسلحة 6 عمليات خلال الأيام الـ3 الماضية بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وبيَّن تفاصيل العمليات، قائلاً: «إن القوات البحرية والقوة الصاروخية نفذتا 4 عمليات مشتركة على 4 سفن أمريكية وبريطانية في خليج عدن والبحر الأحمر». مشيراً إلى أن السفن المستهدفة هي السفينتان الأمريكيتان «MAERSK SARATOGA» و«APL DETROIT» في خليج عدن والبحر الأحمر، والسفينة البريطانية «HUANG PU» في البحر الأحمر والسفينة «PRETTY LADY» كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وبالتزامن نفذ سلاح الجو المسير عملية عسكرية نوعية استهدفت مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر. فيما قصفت القوة الصاروخية أهدافا «إسرائيلية» في أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة.
وأكد متحدث القوات المسلحة أن العمليات العسكرية اليمنية حققت أهدافها بنجاح.
وقال سريع إنّ «القوات المسلحة اليمنية تهدي هذه العمليات لكلّ المجاهدين في فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة»، مؤكداً «استمرارها في تنفيذ المزيد من العمليات ضدّ الأهداف المعادية كافة»، ولتأكيد «استمرار قرار منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحرين الأحمر والعربي، وفي المحيط الهندي، حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة».
إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية يأتي بعد تأكيد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مساء أمس الأول، في كلمته عشية الذكرى التاسعة لليوم الوطني للصمود، أنّ «الشعب اليمني قادم، في العام العاشر من العدوان الأميركي السعودي الإماراتي، بالقدرات العسكرية المتطورة لحماية اليمن، ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، والتصدي لمؤامرات الأعداء».

أهوال البحرية البريطانية
في سياق ذي صلة وبعد أيام قليلة على استضافتها قادة الأسطول الأمريكي، خصصت قناة «بي بي سي» البريطانية مساحة واسعة لقادة البوارج البريطانية المتمركزة في البحر الأحمر.
واستضافت القناة في برنامجها قائد المدمرة البريطانية «إتش إم إس دايموند» التي تعرضت لعدة هجمات يمنية ما دفع المملكة المتحدة إلى سحبها للصيانة واستبدالها بمدمرة أخرى.
وكشف قبطان المدمرة دايموند، بيت إيفانز، جانباً من هول ما تلاقيه البحرية البريطانية في البحر الأحمر. مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت تستخدم في هجماتها أسلحة أكثر تقدماً وفتكاً، ويصعب مواجهتها، ولم تتمكن المدمرة دايموند حتى الآن من إسقاط أي صاروخ لـ«الحوثيين».
وذكرت القناة أن طاقم المدمرة البريطانية يمتلك دقيقتين فقط للرد على هجمات الحوثيين، بمجرد انطلاق صرخة (كرة نارية) -وهي رمز التعرض للهجوم- وخلال ذلك الوقت، يتعين عليهم معرفة ما إذا كان الصاروخ، الذي يتحرك بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، يشكل تهديداً مباشراً لسفينتهم والسفن التجارية القريبة.
وقال مراسل بي بي سي: «لقد كنا أول وسائل الإعلام على متن سفينة دايموند منذ انضمامها إلى العملية التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر، ولقد شهدنا التهديد مباشرة بينما كانت تستعد لمواجهة طائرات الحوثيين بدون طيار والصواريخ التي تطلق من اليمن».
فيما قال قبطان السفينة الحربية دايموند، بيت إيفانز: «الحوثيون يستخدمون الآن أسلحة أكثر تقدماً وأكثر فتكاً».
وأضاف: «عندما دخلت السفينة البحر الأحمر لأول مرة في ديسمبر، كانت الطائرات بدون طيار الهجومية ذات الاتجاه الواحد، هي التهديد الرئيسي، لكن الحوثيين توجهوا أكثر بكثير نحو الصواريخ التقليدية والباليستية التي يصعب الدفاع ضدها وتسبب المزيد من الضرر».
كما نقلت «بي بي سي» عن الضابط في البحرية البريطانية جوش تيري، قوله إن «طاقم المدمرة دايموند في البحر الأحمر يرتدي سترات مقاومة للحريق في حالة إصابة السفينة، بقصف من اليمن، والذي أصبح مستمرا بشكل منتظم لذلك هناك احتمال كبير بحدوث ذلك».
وأوضح أنه «تم إعلان الطوابق العليا من السفينة مكاناً محظوراً، مع إضاءة حمراء خافتة في ممرات السفينة».
من جهته أكد الضابط التنفيذي للسفينة دايموند، مرتين هاريس، أن أمامهم دقيقتين فقط للرد على عمليات الإطلاق، حيث يتحرك الصاروخ اليمني بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت.